حملة غير مسبوقة ضد استضافة قطر "مونديال 2022".. هل هو تحامل غربي على الدولة الخليجية؟

 حملة غير مسبوقة ضد استضافة قطر "مونديال 2022".. هل هو تحامل غربي على الدولة الخليجية؟
الصحيفة - عمر الشرايبي
الأحد 30 أكتوبر 2022 - 9:00

منذ أن منح الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، حق استضافة نهائيات كأس العالم، لدولة قطر، عام 2010، تتعرض الدولة العربية الأولى التي تحظى بشرف احتضان "المونديال"، لانتقادات لاذعة عبر تقارير إعلامنية وحملات سياسية وشعارات رافضة للبطولة أن تنظم في هذه الدولة الخليجية التي وضعت "الشرق الأوسط" على خريطة أعتد البطولات شعبية في العالم.

تحامل غربي بلغ ذروته، قبل أقل من 23 يوما عن انطلاقة البطولة، ما اضطر معه الدوحة إلى الرد، دفاعا على أحقيته باستضافة العرس الكروي العالمي، فيما اتخذ الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" موقف الدفاع عن قطر.

الشيخ تميم: نتعرض لحملة غير مسبوقة بسبب احتضان قطر "المونديال"

قال تميم بن حمد، أمير دولة قطر، إن بلاده التي تستضيف نهائيات كأس العالم لكرة القدم، خلال الفترة ما بين 20 نونبر و18 دجنبر القادمين، تتعرض لـ"حملة غير مسبوقة" وسيل من الانتقادات بسبب مواضيع شتى، في مقدمتها ملف حقوق الإنسان.

وأعرب أمير دولة قطر، الثلاثاء الماضي، في خطاب ألقاه في افتتاح مجلس الشورى، عن أسفه لتعرض بلاده لحملة غير مسبوقة، قبل أسابيع من انطلاقة موعد "المونديال"، مردفا "لقد تعاملنا مع الأمر في البداية بحسن نية، واعتبرنا أن بعض النقد إيجابي ومفيد يساعدنا على تطوير جوانب لدينا تحتاج إلى تطوير"

وأضاف الشيخ تميم أنه "ما لبث أن تبين لنا أن هذه الحملة تتواصل وتتسع وتتضمن افتراءات وازدواجية معايير، حتى بلغت من الضراوة مبلغا جعل العديد يتساءل للأسف عن الأسباب والدوافع الحقيقية من وراء هذه الحملة"، مضيفا "النقد مفيد فقط إذا كان قائما على معلومة صحيحة وعلى فهم للسياقات. استضافة كأس العالم تجمع بين عناصر عدة وتحديات من بينها الانفتاح الحضاري والثقافي".

وأكد الشيخ تميم إن استضافة بلاده لكأس العالم هي "مناسبة نظهر فيها من نحن، ليس فقط لناحية قوة اقتصادنا ومؤسساتنا، بل أيضا على مستوى هويتنا الحضارية"، مضيفا "هذا امتحان كبير لدولة بحجم قطر التي تثير إعجاب العالم أجمع بما حققته وتحققه".

الـ FIFA تثق في قطر.. والدوحة تعيش ضغطا قبل افتتاح العرس الكروي

رغم تطمينات الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، على لسان رئيسه، السويسري جياني انفانتينو، بكون قطر جاهزة لاستضافة "المونديال"، إلا النسخة القادمة التي تعتبر الأكثر تكلفة على مر تاريخ البطولة، مازال يحيط حولها لغط كبير، فيما يزداد منسوب الضغط على المنظمين كلما اقترب الموعد.

قبل أقل من شهر عن مباراة الافتتاح، مازال العمال منهمكون في الورش، فيما تبذل السلطات القطرية جهودا حثيثة لدحض الاتهامات الموجهة إليها، مذكرة خصوصا بأنها أجرت في السنوات الأخيرة إصلاحات لقوانينها.

في سياق مرتبط، كثرت الانتقادات الموجهة إلى قطر من جانب منظمات غير حكومية وجهات سياسية ووسائل إعلام على خلفية ملاعبها المكيفة وتسيير مئات الرحلات الجوية لنقل المشجعين وحقوق العمال المهجرين والمثليين، وذهب البعض إلى حد الامتناع عن بث المباريات.

سيل من الانتقادات ضد قطر، تسائل الدوحة حول مواضيع تخص مناخ الإمارة الحار ومجتمعها المحافظ، فضلا عن سجل الدولة العربية في مجال الحريات وحقوق الانسان.

قطر تستدعي سفيرها ردا على الموقف الألماني من تنظيم "مونديال 2022"

أعلنت وزارة الخارجية القطرية، أمس الجمعة، أن الدوحة استدعت السفير الألماني وسلمته مذكرة احتجاج على تصريحات وزيرة الداخلية، نانسي فيزر، انتقدت خلالها ملف حقوق الانسان في الدولة الخليجية التي تستعد لاحتضان كأس العالم.

وانتقدت الوزيرة، سجل قطر في مجال حقوق الإنسان، وذلك خلال مقابلة مع إحدى الإذاعات المحلية، لترد الحكومة القطرية ببلاغ، جاء فيه إن "وزارة الخارجية استدعت سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية لدى الدولة، وسلمته مذكرة احتجاج رسمية، أعربت فيها عن خيبة أمل دولة قطر ورفضها التام وشجبها لتصريحات وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر، بشأن استضافة قطر للمونديال".

وأضافت أن الأمين العام للوزارة، أحمد بن الحسن الحمادي، سلم هذه المذكرة الاحتجاجية للسفير الألماني، مطالبا بتوضيحات بشأن هذه التصريحات.

وجاء رد الفعل القطري، غداة قول فيزر ، في مقابلة تلفزيونية بثت، الخميس، إن استضافة قطر للمونديال كانت بالنسبة للحكومة الألمانية "صعبة للغاية"، مشددة على أن "هناك معايير يجب الالتزام بها، ومن الأفضل عدم منح شرف تنظيم البطولات لمثل هكذا دول".

كما قالت الوزيرة الألمانية في تصريح آخر، إنه "في ما يخص الأحداث الرياضية الدولية في المستقبل، يجب أن نتأكد من ارتباط منح شرف الاستضافة والتنظيم بمعايير حقوق الانسان".

مقاربة التعامل مع قطر مقارنة بدول أخرى نظمت "المونديال"

يتساءل الرأي العام عن قسوة استهداف الإعلام الغربي والجمهور وبعض اللاعبين لدولة قطر، على خلاف كل الدول الأخرى التي سبق لها تنظيم "المونديال"، آخرها جنوب إفريقيا سنة 2010، البرازيل سنة 2014 ثم روسيا في سنة 2018.

شريحة واسعة من المتتبعين للجدل القائم حول تنظيم قطر لـ"المونديال"، تساءل عن مدى عنصرية الغربية المقيتة ضد الدولة الإسلامية، علما أن الأخيرة تظل تحت دائرة الضوء بسبب مزاعم "العنصرية" في مقاربة حقوق العمال في أوراش بناء الملاعب.

هذا الكم من التحامل الذي بلغ إلى حد تداخل السياسي في شؤون تظاهرة رياضية كروية، لم تعشه أي دولة في السابق، رغم المؤاخدات الحقوقية التي تعرفها روسيا، على سبيل المثال، أو البرازيل التي نظمت "المونديال" ضدا في رغبة شعبها الذي يعيش الفقر والتهميش.

هناك ما هو أهم من "ذباب الجزائر"!

لم تكن العلاقة بين المغرب والجزائر ممزقة كما هو حالها اليوم. عداء النظام الجزائري لكل ما هو مغربي وصل مداه. رئيس الدولة كلما أُتيحت له فرصة الحديث أمام وسائل الإعلام ...

استطلاع رأي

في رأيك، من هو أسوأ رئيس حكومة مغربية خلال السنوات الخمس والعشرين من حكم الملك محمد السادس؟

Loading...