خلاف بين كبار مَسؤولي الخطوط الملكية المغربية حول ألوان الزي الجديد للشركة.. ومصدر من داخل "لارام": هذا "عبث فردي" للمدير بهوية الشركة وبألوان المملكة

خلاف كبير داخل كبار مسؤولي شركة الخطوط الملكية المغربية، حول الزي الجديد لأطقم الشركة التي تم عرضه، الخميس الماضي، في ندوة صحافية، تم تقديمها باللغة الفرنسية، لتقديم ما وصفه المدير العام للشركة عبد الحميد عدو "باقة من الابتكارات" للشركة، من بينها زي جديد بألوان فاقعة، خلفت الكثير من الجدل بعض عرضها، سواء داخل كبار مسؤولي الشركة أو من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.

سبب هذا الجدل هي الألوان التي تم اختيارها لأطقم الشركة من الموظفين والمضيفون الجويون أو العاملون على الأرض، والتي "لا تتناسب وهوية" الشركة، كما أنها لا ترمز بأي شكل من الأشكال للون الأحمر والأخضر الذي يمثل خصوصية العلم المغربي الذي تعتمده الخطوط الملكية المغربية في هويتها البصرية لطائراتها، منذ تاريخ إنشاء الشركة سنة 1957.

الخلاف الذي كان صامتا وبدا يطفو على السطح ولو بشكل غير مباشر من كبار مسؤولين الشركة، هو اختيار ألوان الزي الرسمي لمضيف الطائرة، حيث تشير المعطيات التي حصل عليها موقع "الصحيفة" أن المدير العام عبد الحميد عدو هو من أصر على اعتماد اللون "الأرجواني" بدون مرجعية تستند لهوية علم المملكة أو لشعار الخطوط الملكية المغربية المعتمد باللون الأحمر والأخضر.

وإن كانت الشركة، قد أكدت في بلاغ لها أن هذه الألوان "زاهية ودافئة، ومستوحاة من البيئة مثل اللون الأرجواني" وأشارت أنه "يمثل هوية بصرية جديدة للعلامة التجارية للشركة"، فإن المعارضون لهذا الاختيار يستندون إلى أن كبريات الشركات الوطنية للطيران تعتمد بالأساس في لباسها أطقمها على هوية مستندة للعلم الوطني للبلاد.

الخطوط القطرية، وهي الشركة الوطنية لدولة قطر، وتعتلي المراتب الأولى في العالم، تعتمد اللون الأحمر الأرجواني (العنابي)، أو الأحمر النبيذي كما يوصف دوليا، لأطقمها، وهو ما يمثل هوية البلد ورموز علمه، ويعكس الارتباط الوجداني بين الدولة وهويتها البصرية لأطقم خطوطها الوطنية.

نفس الأمر ينطبق على الخطوط الجوية الدولية الأوكرانية، التي تعتمد في هوية لباس أطقمها على ألوان علم البلد، والهوية البصرية للشركة التي تحمل نفس الألوان، وهو ما يخلق ارتباطا وجدانيا بين الشركة ووزبنائها، وهو نفس حال الخطوط الفرنسية، التي يحمل طاقمها من المضيفين والمضيفات نفس ألوان العلم الفرنسي.

نفس الأمر ينطبق على الخطوط الأوكرانية، التي يحمل مضيفوها هوية العلم الأوكراني الذي يمثل لون وشعار الشركة الوطنية، وكذلك الخطوط الروسية، والكندية، والصينية. وهي كلها شركات وطنية عملاقة، تعود ملكيتها العظمى للدولة، كما هو حال الخطوط الملكية المغربية، غير أنها ابتعدت عن كسر "الخطوط الحمراء" في العبث بهوية الشركة والابتعاد عن الألوان الوطنية للبلد في تصميم أزياء خطوطها التي تعود ملكيتها للدولة.

وأكد أكثر من مصدر داخل الشركة، أن هناك "عبث فردي" للمدير العام في اختيار هذه الألوان الغير مبنية على أي مرجعية وطنية، بل هو "ذوق خاص" تم إجبار شركة وطينة على "الابتلاء به"، وهي شركة ملك للمغاربة وليست ملك للمدير كي "يعبث بهويتها" وبألوان المملكة المغربية في شركة وطنية تمثل هوية البلد، وتحط بمطارات دولية، حاملة ألوان المملكة المغربية وتساهم في تسويق المغرب من خلا لرموز الدولة وألوانها.

في سياق مرتبط، انهالت الكثير من التعليق بعد عرض الزي الجديد الذي قدمه المدير العام للخطوط الملكية المغربية، حيث بدأ النقاش حول المرجعية المقنعة التي جعلت عبد الحميد عدو يتخلى عن ألوان الدولة وعلمها وهوية الشركة التي حملتها منذ سنة 1957 واعتماد لون لا يرمز لهوية البلد، وكأنها شركة خاصة لا تمثل دولة لها شعار وألوان وطنية، ويجب المحافظة عليها.

وحاول موقع "الصحيفة" التواصل مع المدير العام للخطوط الملكية المغربية، للتعليق عن هذا الجدل، غير أنه فضل عدم التعليق عن هذا الموضوع، رغم توصله بأسئلة الموقع عبر رسائل نصية على هاتفه.

وكانت عبد الحميد عدو قد كشف، الخميس الماضي، في ندوة صحافية، استدعى لها أغلب المنابر الإعلامية الناطقة بالفرنسية، كما تقديم العرض باللغة الفرنسية، لشركة مغربية، كاشفا من خلاله عن تصميم جديد للزي الرسمي الذي سيرتديه الموظفون، سواء المضيفون الجويون أو العاملون على الأرض، اعتبارا من الشهر الجاري، فضلا عن العديد من الخدمات والمنتجات التي تتوخى تعزيز سمعة العلامة التجارية والاستجابة أكثر إلى رغبات وطموحات زبنائها. حسب وصفه.

وأشار إلى أن الأمر يتعلق بنفس من التفاؤل حملته هذه الابتكارات المستوحاة من الثقافة المغربية والافريقية، مؤكدا أن إطلاق تصميم جديد للزي الرسمي الذي سيرتديه الموظفون، يبقى حدثا رئيسيا بالنسبة لشركة تشكل علامة قوية على التجديد، ومؤشرا هاما لصورتها وقيمها.

وفي هذا الصدد، أوضح عدو أن باقة الابتكارات التي تم الكشف عنها هي نتاج عمل مكثف من التفكير والتصاميم، بدأت قبل الأزمة، وتعمقت خلال فترة توقف الطيران، مسجلا أن هذه المجموعة من التحسينات تطلبت حشد جميع القوى الحية للشركة.