خلال مساءلة وزير خارجيتها أمام البرلمان.. البيرو تعترف باختفاء وثائق جمدت بموجبها الاعتراف بالبوليساريو في التسعينات

 خلال مساءلة وزير خارجيتها أمام البرلمان.. البيرو تعترف باختفاء وثائق جمدت بموجبها الاعتراف بالبوليساريو في التسعينات
الصحيفة – حمزة المتيوي
الثلاثاء 25 أكتوبر 2022 - 12:00

اعترف وزير الخارجية البيروفي، سيزار لاندا، بأن الوثائق الخاصة بسحب اعتراف بلادها بما يُسمى "الجمهورية الصحراوية" وتجميد علاقتها بجبهة "البوليساريو" الانفصالية في تسعينات القرن الماضي، مُختفية من أرشيف البلاد ولا يوجد لها أثر، وذلك خلال مثوله أمام أعضاء البرلمان نهاية الأسبوع المنصرم، لمساءلته بخصوص قرار ليما المفاجئ إعادة العلاقات مع الجبهة المدعومة من طرف الجزائر.

واستطاع "الكونغرس" البيروفي جر وزير الخارجية للمساءلة عقب إعلان رئيس الجمهورية بيدرو كاستييو، إعادة العلاقة مع "البوليساريو"، وأمام سيل من الأسئلة والانقادات التي طالت هذا الموقف، أقر لاندا بأن بلاده بالفعل سحبت الاعتراف بما يسمى "الجمهورية الصحراوية" في تسعينيات القرن الماضي، وذلك في عهد الرئيس ألبيرتو فوجيموري الذي حكم البلاد ما بين يوليوز 1990 ونونبر 2000.

لكن المفاجأة كانت هي تصريح رعيم دبلوماسية ليما بأنه "لم يُعثر على أي وثائق حول هذا القرار لدى وزارة الخارجية، الأمر الذي اتخذه مدخلا لتبرير قرار إعادة العلاقات مع "البوليساريو" باعتباره "عودة للوضع التاريخي للبلاد" وبكونه "جزءا من تقاليدها الدبلوماسية واحترام ذاكرتها التاريخية"، وأضاف أنه نابع من دعم البيرو "لحق الشعوب في تقرير المصير".

ويشير كلام وزير الخارجية البيروفي إلى قيام ليما قبل عقود بالتراجع عن الاعتراف بـ"البولساريو"، قبل أن تعود الحكومات الموالية إلى الموقف السابق بعد عزل الرئيس فوجيموري سنة 2000، وهو الأمر الذي يؤكد المد والجزر الذي طبع تعامل دبلوماسية هذا البلد الأمريكي اللاتيني مع قضية الصحراء.

ولم تلق مُبررات الوزير لاندا قبولا لدى عشرات البرلمانيين وخصوصا المنتمين لأحزاب المعارضة، الذين انتقدوا سياسة الرئيس كاستييو الذي أعلن سحب الاعتراف بـ"البوليساريو" في غشت الماضي ثم أعاد الاعتراف بجوازات السفر الصادرة عنها أياما بعد ذلك، الأمر الذي أثار غضب لاندا الذي رفض الاستمرار في التجاوب مع تلك الانتقادات متعللا بأن "السياسة الخارجية اختصاص محفوظ للحكومة" وبأن الدستور "لا يعطي للبرلمان الحق في توجيه هذه السياسة".

وكانت البيرو قد قررت سحب الاعتراف بما يسمى "الجمهورية الصحراوية" وقطع جميع علاقاتها بجبهة "البوليساريو" بتاريخ 18 غشت 2022، الأمر الذي أعلنت عنه وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ووزارة العلاقات الخارجية البيروفية، قبل أن يعود رئيسها لإعلان عودة تلك العلاقات مرة أخرى، الأمر الذي أوقع حكومته في حرج كبير وتحول الأمر إلى مساءلة داخل البرلمان.

إهانة موسمية

المغرب ليس بلدا خاليًا من الأعطاب، ومن يدعي ذلك فهو ليس مُخطئا فحسب، بل يساهم، من حيث لا يدري في تأخر عملية الإصلاح، وبالتالي يضر البلد أكثر مما ينفعه، ولا ...

استطلاع رأي

مع تصاعد التوتر بين المغرب والجزائر وتكثيف الجيش الجزائري لمناوراته العسكرية قرب الحدود المغربية بالذخيرة الحيّة وتقوية الجيش المغربي لترسانته من الأسلحة.. في ظل أجواء "الحرب الباردة" هذه بين البلدين كيف سينتهي في اعتقادك هذا الخلاف؟

Loading...