رئيس الفريق البرلماني للصداقة الموريتانية المغربية لـ"الصحيفة": يجب رفع التعاون العسكري بين موريتانيا والمغرب لمواجهة التحديات الأمنية
أكد ابحيده ولد خطري، رئيس الفريق البرلماني للصداقة الموريتانية المغربية، في حوار مع "الصحيفة" أن المغرب سهّل تكوين الكثير من الأطر الموريتانيين والذين أصبحوا اليوم يتبوؤن مناصب عديدة في مختلف الدوائر والقطاعات العامة والخاصة.
وأشار ولد خطري في ذات الحوار الذي أجري معه في العاصمة الموريتانية نواكشوط، أن منذ وصول الرئيس الموريتاني الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني إلى الحكم شهدت العلاقات بين موريتانيا والمغرب دفعة قوية، وهذا هو الوضع الصحي والمفترض بين بلدين تربطهما أواصر أخوة متينة، مشيرا إلى أن التكامل بين البلدين سيخلق أقطابا اقتصادية ترجع بالنفع على شعوب البلدين والمنطقة بشكل عام.
كما دعا رئيس الفريق البرلماني للصداقة الموريتانية المغربية، إلى رفع التعاون الأمني والعسكري بين البلدين لمواجهة التحديات الأمنية اليوم أصبحت كبيرة نظرا للاضطرابات الأمنية الحاصلة في بعض الدول الإفريقية.
- بصفتكم الأمين العام السابق لاتحاد الطلبة والمتدربين الموريتانيين في المغرب، كيف تصفون تجربة الطلاب الموريتانيين هناك؟ وما أبرز ما تعلمتموه من هذه التجربة؟
بصفتي أمين عام سابق لاتحاد الطلبة والمتدربين الموريتانيين بالمغرب أستطيع أن أقول بأنني زيادة على التحصيل العلمي في أرقى الجامعات والمدارس المغربية استفدت الكثير من الأمور من أهمها بناء علاقات طيبة مع الطلاب المغاربة والطلاب الأجانب، بالإضافة إلى العلاقات الطيبة مع رؤساء الجامعات والعمداء، وكذلك الوزارات ذات الصلة بالطلاب، الشيء الذي جعلني أتعرف عن قرب على طيبوبة وكرم الشعب المغربي وحبه للآخر، حيث لم نكن نشعر كطلاب موريتانيين بأننا أجانب على أرض المملكة المغربية، بل إخوة معززين مكرمين لدينا ميزة تفضيلية على غيرنا من الطلبة الدارسين في المملكة المغربية الشقيقة، كما أن هذه التجربة كانت فرصة لربط علاقات قوية مع الشباب المغربي بمختلف توجهاته الفكرية والسياسية.
- عبرتم في وقت سابق عن امتنانكم لوكالة التعاون الدولي المغربية.. كيف ترون دور هذه الوكالة في تعزيز التقارب بين الشعوب، خصوصاً الطلبة الأفارقة؟
صحيح للوكالة المغربية للتعاون الدولي مكانة خاصة لدى جميع الطلاب الدارسين في المغرب من جنسيات مختلفة وهم كثر، ولها مكانة خاصة لدى الطلاب الموريتانيين، وهذا يرجع إلى تجذر العلاقات التاريخية الضاربة في القدم بين الجمهورية الإسلامية الموريتانية والمملكة المغربية.
بالإضافة إلى أن الوكالة في الأصل كانت خاصة بالتعاون بين موريتانيا والمغرب قبل أن تكون دولية، وبالتالي ظل الطلاب الموريتانيون على مر التاريخ يحصلون على نصيب الأسد من المقاعد المخصصة للدراسة والتكوين في الجامعات والمدارس والمعاهد المغربية، وكنا كطلاب موريتانيين وكنقابة ممثلة في اتحاد الطلبة والمتدربين الموريتانيين بالمغرب نحصل على تعامل خاص من القائمين على هذه الوكالة مشكورين، الشيء الذي سهل تكوين الكثير من الأطر الموريتانيين والذين أصبحوا اليوم يتبوؤن مناصب عديدة في مختلف الدوائر والقطاعات العامة والخاصة.
كما تعتبر الوكالة المغربية للتعاون الدولي جسرا للتواصل والالتقاء بين مختلف الطلاب وخصوصا الأفارقة، حيث ينتظمون في كونفدرالية خاصة بهم تعمل بشكل وثيق مع الوكالة وتقدم لها الدعم المادي والمعنوي.
- ما هي الأهداف الأساسية التي أنشئ من أجلها فريق الصداقة البرلمانية الموريتانية المغربية؟ وما الذي حققه حتى الآن؟
الفريق البرلماني للصداقة الموريتانية المغربية أنشئ من أجل تعزيز روابط الأخوة والصداقة بين البلدين الشقيقين; وكذلك من أجل الرفع من مستوى التعاون بين موريتانيا والمغرب في جميع المجالات، حيث يتم العمل على تشريع وسن كل القوانين التي يتطلبها هذا التعاون.
بالإضافة إلى غربلة القوانين والاتفاقيات الموجودة والعمل على تحريكها بغية استفادة البلدين من الميزات التفضيلية التي يتمتع بها كل منهما تجاه الآخر عبر تكامل اقتصادي قادر على أن يحقق للبلدين الاكتفاء الذاتي في العديد من المجالات، وإلى حد الآن نستطيع أن نقول بأننا قطعنا أشواطا مهمة في هذا المجال حيث تم تبادل زيارات مثمرة بين البرلمان الموريتاني ومجلس النواب المغربي أسفرت عن ميلاد المنتدى البرلماني الاقتصادي الموريتاني المغربي، كما سيتم تنظيم زيارات متبادلة بين فرق الصداقة البرلمانية في البلدين الشقيقين.
- ما تقييمكم لمستوى التبادل التجاري بين البلدين؟ وهل هناك إرادة سياسية لتطويره أكثر؟
التبادل التجاري بين موريتانيا والمغرب يعتبر من أكبر التبادلات التجارية بين الدول، ولكننا نرى بأنه ينبغي أن يزداد ويتوسع وهو ما ناقشناه مؤخرا مع زملائنا المغاربة خاصة في ظل الإرادة القوية لقائدي البلدين، رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني والملك محمد السادس، واللذان يسعيان بصدق وإخلاص إلى الدفع بالعلاقة والشراكة بين البلدين الشقيقين إلى المستوى الاستراتيجي.
- كيف تصفون مخرجات الدورة الأولى للمنتدى البرلماني الاقتصادي الموريتاني المغربي التي احتضنتها نواكشوط؟
تعتبر الدورة الأولى للمنتدى البرلماني الاقتصادي الموريتاني المغربي دورة ناجحة بامتياز، حيث ولأول مرة يجتمع تحت سقف واحد الجانب التشريعي والتنفيذي والقطاع الخاص من كلا البلدين، ويتم نقاش معمق وصريح لأهمية التعاون والتكامل بين البلدين الشقيقين ومعرفة العراقيل والصعاب والعمل على تذليلها، كما تم في هذه النسخة تثبيت دورية اللقاءات بين نواكشوط والرباط وتم اخيار مواضيع مهمة للغاية كالفلاحة، الثروة الحيوانية، التكوين المهني والصيد.
- منذ وصول الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني إلى الحكم، شهدت العلاقات الموريتانية–المغربية دينامية جديدة.. كيف تقيّمون هذا التحول؟ وهل تعتقدون أن النظام الحالي يراهن على شراكة استراتيجية طويلة الأمد مع الرباط؟
صحيح، منذ مجيء رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني شهدت العلاقات بين موريتانيا والمغرب دفعة قوية، وهذا هو الوضع الصحي والمفترض بين بلدين تربطهما أواصر أخوة متينة ومتجذرة، وأعتقد جازما بأن التكامل بين البلدين سيخلق أقطابا اقتصادية ترجع بالنفع على شعوب البلدين والمنطقة بشكل عام.
- المنتدى البرلماني الاقتصادي الموريتاني–المغربي يُعد أول مبادرة مؤسساتية بهذا الحجم تُعقد خلال الشهر الماضي في نواكشوط.. هل ترون فيه ثمرة مباشرة للسياسات التي انتهجها النظام الحالي تجاه المغرب؟
نعم، المنتدى البرلماني الاقتصادي الموريتاني المغربي حصل الدعم الكامل لقائدي البلدين; وتجلى ذلك من خلال ما بذلته حكومتي البلدين في نجاح أعمال الدورة الأولى للمنتدى التي انعقدت في نواكشوط إن على مستوى العروض المقدمة من طرف الوزراء أو غير ذلك من الأعمال والتسهيلات.
- كيف تفسرون اختيار المغرب لموريتانيا كثالث بلد بعد فرنسا وإسبانيا لتأسيس شراكة برلمانية مؤسساتية؟ وهل ترون أن النظام الموريتاني نجح في كسب ثقة الرباط كشريك إقليمي موثوق؟
كما قلت آنفا، بأن تطور العلاقات بين موريتانيا والمغرب ورفع الشراكة بينهما إلى المستوى الاستراتيجي هو الفعل الصحيح نظرا للعلاقات التاريخية الضاربة في القدم بينهما، كما لدى موريتانيا الكثير مما تحتاجه المغرب ولدى المغرب الكثير مما تحتاجه موريتانيا ويتمتع كلا البلدين بموقع استراتيجي مهم، كما يتقاسمان شواطي بحرية تمتد آلاف الكيلومترات، وبالتالي يعد ميلاد المنتدى البرلماني الاقتصادي الموريتاني المغربي نقطة تحول كبيرة سترفع من القيمة المضافة للبلدين الشقيقين وستساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجالات عدة بإذن الله.
- بالنظر إلى التحديات الأمنية المتزايدة في منطقة الساحل، هل تعتقدون أن التعاون العسكري والأمني بين موريتانيا والمغرب أصبح ضرورة ملحّة لمواجهة التهديدات المشتركة؟
كما تعرفون التحديات الأمنية اليوم أصبحت كبيرة نظرا للاضطرابات الأمنية الحاصلة في بعض الدول الإفريقية والعديد من المناطق الأخرى في العالم مما يفرض رفع مستوى التعاون الأمني والعسكري بين موريتانيا والمغرب.