رغم مطبات الإمارات ومصر..المغرب ينجح في جعل طرفي الحوار الليبي يوقعان على مسودة اتفاق المناصب

 رغم مطبات الإمارات ومصر..المغرب ينجح في جعل طرفي الحوار الليبي يوقعان على مسودة اتفاق المناصب
الصحيفة - وسام الناصيري
الثلاثاء 6 أكتوبر 2020 - 22:04

وقع وفدا المجلس الأعلى للدولة الليبي ومجلس النواب بطبرق، الثلاثاء، بالمغرب على مسودة اتفاق معايير اختيار المناصب السيادية. 

ووقع على محضر الاتفاق، في بلدة "هرهورة"، بضواحي العاصمة الرباط، فوزي العقاب، رئيس وفد المجلس الأعلى للدولة الليبي، ويوسف العقوري، رئيس وفد مجلس النواب بطبرق، عقب انتهاء الجولة الثانية من الحوار الليبي الذي انعقد بمدينة بوزنيقة المغربية، منذ يوم الجمعة. 

ويتعلق الاتفاق بتطبيق المادة 15 من اتفاق الصخيرات (الموقع في 17 ديسمبر 2015). 

وتشير المادة في فقرتها الأولى إلى أن "مجلس النواب يقوم بالتشاور مع مجلس الدولة (..) بالوصول لتوافق حول شاغلي المناصب القيادية للوظائف السيادية التالية: محافظ مصرف ليبيا المركزي، ورئيس ديوان المحاسبة، ورئيس جهاز الرقابة الإدارية، ورئيس جهاز مكافحة الفساد، ورئيس وأعضاء المفوضية العليا للانتخابات، ورئيس المحكمة العليا، والنائب العام". 

وفي الفقرة الثانية من المادة، توضح أنه "على إثر تنفيذ الفقرة الأولى من هذه المادة، يتطلب تعيين وإعفاء شاغلي المناصب القيادية للوظائف السيادية المُبينة في الفقرة السابقة موافقة ثلثي أعضاء مجلس النواب". 

ونظرا للانقسام الكبير في البلاد بين شرقها وغربها، فإن أغلب هذه المؤسسات السيادية إن لم يكن كلها أصبحت منقسمة، وبرأسين. 

لكن من بين المؤسسات الأخرى غير السيادية التي من الممكن إخضاعها لنفس آليات التعيين، هي: المؤسسة الوطنية للنفط، والمؤسسة الليبية للاستثمار، بالنظر إلى ثقلهما الاقتصادي والمالي، والتنافس المحموم عليهما. 

وانطلقت الجمعة، جولة ثانية من المشاورات الليبية غير الرسمية، في مدينة بوزنيقة المغربية.

واحتضن المغرب الجولة الأولى من الحوار الليبي ما بين 6 و10 من سبتمبر الماضي، جمع وفدي المجلس الأعلى للدولة ومجلس نواب طبرق، الداعم لمليشيا الجنرال الانقلابي المتقاعد، خليفة حفتر. 

وتوصل طرفا الحوار إلى اتفاق شامل حول آلية تولي المناصب السيادية، واستئناف الجلسات لاستكمال الإجراءات اللازمة بشأن تفعيل الاتفاق وتنفيذه. 

وكان رئيس المجلس الرئاسي الليبي، فائز السراج، أعرب الشهر الماضي، عن "رغبته الصادقة" في تسليم مهامه إلى السلطة التنفيذية القادمة، في موعد أقصاه نهاية أكتوبر الحالي، على أن تكون لجنة الحوار قد استكملت أعمالها. 

ومنذ سنوات يعاني البلد الغني بالنفط من صراع مسلح، فبدعم من دول عربية وغربية، تنازع مليشيا الجنرال الانقلابي، خليفة حفتر الحكومة الليبية، المعترف بها دوليا، على الشرعية والسلطة، ما أسقط قتلى وجرحى بين المدنيين، بجانب دمار مادي هائل. 

ويسود ليبيا، منذ 21 غشت الماضي، وقف لإطلاق النار تنتهكه مليشيا حفتر من آن إلى آخر.

ويبدو أن المغرب استطاع تجاوز المطبات التي وضعتها كل من الإمارات ومصر في وجه أي اتفاق يحدث في الفرقاء الليبيين سواء في الجولة الأولى التي كانت في بوزنيقة أو الجولة الثانية التي اختتمت في ضواحي الرباط بمنطقة "الهرهورة"، اليوم الثلاثاء، حيث تم التوقيع على "مسودة اتفاق المناصب"، بين وفدا المجلس الأعلى للدولة الليبي ومجلس النواب بطبرق.

وإلي حدود الأمس، كانت مصر عبر وزير خارجيتها، سامح شكري تدعو الأطراف الليبية للتطبيق الكامل لـ"اتفاق برلين"، متجاهلا الاجتماعات التي كانت تدار في المغرب، هذا في الوقت التي كانت الإمارات تضغط على الأطراف المتفاوضة التابع لمجلس النواب بطبرق لـ"تعقيد أي اتفاق"، وهو ما واجهه المغرب من خلال تصريح لوزير الخارجية ناصر بوريطة الذي أكد أن المملكة تدعم الحوار الليبي الليبي بعيدا عن أي ضغوط خارجية، مشيرا أن العديد من الأطراف راهنت على "فشل" الحوار الليبي في المغرب.

ودعمت الأمم المتحدة الحوار الليبي في المغرب، حيث أكدت مبعوثة المنظمة الدولية رئيستها ستيفاني ويليامز، "أن الأمم المتحدة تشجع الحوار وتعتبره نقطة تحول هامة للجمود الذي كان يعرفه الملف الليبي". 

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

هناك ما هو أهم من "ذباب الجزائر"!

لم تكن العلاقة بين المغرب والجزائر ممزقة كما هو حالها اليوم. عداء النظام الجزائري لكل ما هو مغربي وصل مداه. رئيس الدولة كلما أُتيحت له فرصة الحديث أمام وسائل الإعلام ...

استطلاع رأي

في رأيك، من هو أسوأ رئيس حكومة مغربية خلال السنوات الخمس والعشرين من حكم الملك محمد السادس؟

Loading...