رواتب معلقة، هوية قميص مجهولة وحلقة تواصل مفقودة.. إلى أين يقود أيت منا حافلة الشباب؟

 رواتب معلقة، هوية قميص مجهولة وحلقة تواصل مفقودة.. إلى أين يقود أيت منا حافلة الشباب؟
الصحيفة - عمر الشرايبي
الأحد 23 ماي 2021 - 10:21

يبدو أن معالم فشل مشروع هشام أيت منا، رئيس فريق شباب المحمدية، بدأت تظهر، مع انتصاف الموسم الكروي الجاري، الذي كان يعلق عليه المناصرون الآمال من أجل استعادة توهج ضائع منذ حقبة طويلة، خاصة في ظل الإمكانيات الكبيرة التي سخرت من أجل منافسة كبار البطولة الاحترافية.

غادر المدرب محمد أمين بنهاشم حافلة الفريق، التي تعد الأغلى على المستوى الوطني، من حيث القيمة المادية وحجم عقود اللاعبين الذين جلبهم النادي، خلال "المركاتو" الصيفي، كما عجزت الإدارة عن الالتزام بتعهداتها المالية تجاههم، مما ساهم في خلق جو من اللاستقرار، انعكس سلبا على صورة الفريق في سبورة ترتيب البطولة.

على بعد ثلاث نقاط من العودة إلى منطقة الخطر..

يحسب لفريق شباب المحمدية، هذا الموسم، نقطة إيجابية واحدة ضمن حصيلته الحالية، تتجلى في كونه يمتلك أقوى خط دفاع ضمن الأندية الـ 16، حيث تلقت مرماه 10 أهداف من أصل 17 مباراة، إلا أن الرقم يظل خادعا ما إن نظرنا إلى ترتيب الفريق، الذي يحتل المرتبة العاشرة، برصيد 19نقطة، من أصل ثلاث انتصارات، عشر تعادلات وأربع هزائم، على بعد ثلاث نقاط فقط من منطقة الهبوط.

حصيلة سلبية، حولت أحلام أبناء "فضالة" من لعب دور "الحصان الأسود" إلى المنافسة على ضمان البقاء ضمن قسم الصفوة، وذلك رغم الإمكانيات الكبيرة التي وفرت، من خلال انتدابات وازنة وتسخير ظروف لوجستيكية مهمة لإنجاح المشروع، في أولى مواسم الفريق بعد صعوده إلى دوري الدرجة الأولى.

وعلمت "الصحيفة"، نقلا عن مصادر عليمة، أن أزمة رواتب اللاعبين أرخت بظلاها على المؤدى العام للفريق، حيث يعاني عدد كبير منهم بعدم التوصل برواتبهم لعدة أشهر، ناهيك عن مدرب الفريق المستقيل، وبعض مستخدمي والأطر داخل النادي.

إمكانيات ضخمة وواجهة تعكس الإخفاقات..

صرف نادي شباب المحمدية أزيد من مليار سنتيم، خلال سوق الانتقالات الصيفية الماضية، أبرزها صفقة انتداب محمد المورابيط، اللاعب السابق لفريق أولمبيك آسفي، الذي بلغت 400 مليون سنتيم، بعد صراع مع كل من الرجاء والوداد الرياضيين من أجل الاستفادة من خدماته.

عبد المنعم بوطويل، خالد الحشادي، أيمن موريد، سيف الدين بوهرة..قائمة طويلة من الأسماء التي اختارت مشروع نادي شباب المحمدية، حيث لعب رئيسه هشام أيت منا، ورقة "المال" من أجل خطف جل المواهب الكروية المتوفرة في السوق المحلية، من أجل خلق فريق تنافسي، يصارع على "البوديوم" وليس ضمان البقاء!

أثيرت "بروباغاندا" إعلامية كبيرة حول شباب المحمدية، مما جعل الرئيس هشام أيت منا منتظما على ركوب "التريند"، وهو الذي مازال حديث العهد في التسيير الكروي بالمغرب، إلا أنه نجح في تسويق صورة فريق شاب يسعى إلى استعادة توهج الماضي التليد، مستعينا بشبكة علاقاته امتدت حتى لاستقطاب أصدقاءه من نجوم كرة القدم البرازيلية السابقين، على غرار ريفالدو وباتريك كلويفيرت.

حملة استعراض القوة، دشنها النادي، في دجنبر الماضي، من خلال الترويج  لحافلته الجديدة بعد تسليمها من شركتها الألمانية المصنعة، وذلك في إطار المشروع الذي وعد به هشام أيت منا، رئيس الفريق، عند تسلمه لمهامه، قبل ثلاث سنوات وتقدم به إلى السلطات المحلية للمدينة.

وعلمت "الصحيفة"، نقلا عن مصادر مطلعة، أن قيمة اقتناء الحافلة الجديدة من نوع "Man Lion’s Coach"، تصل إلى أزيد من 360 ألف أورو (360 مليون سنتيم)، تنضاف إليها تكلفة التجهيزات الخاصة والتأثيت الخاص بألوان وشعارات نادي شباب المحمدية، فضلا عن معدات من آخر صيحات التكنولوجيا، على غرار حافلات أقوى الأندية العالمية، كما هو الحال بالنسبة لفريقي بايرن ميونيخ وبروسيا دورتموند الألمانيين.

مشروع الحافلة الأغلى وطنيا، حظي بتمويل من جماعة المحمدية والعصبة الاحترافية الوطنية لكرة القدم، تحت غطاء عدم استفادة نادي شباب المحمدية من مشروع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في تزويد أندية الصفوة بالحافلات، حين كان يمارس الفريق في قسم الهواة، قبل ثلاث سنوات.

هوية قميص مجهولة وحلقة تواصل مفقودة..

خلف الواجهة الجميلة لملعب البشير بمدينة المحمدية، يسعى هشام أيت منا إلى إحكام السيطرة على النادي، في مختلف جوانب "عيشه" اليومي، حيث انعكس ذلك، قبل أسابيع، على أرض الواقع، حين قرر رئيس النادي إسناد المهام التواصلية لأحد الصحافيين المقربين منه، مع التضييق على هامش الإبداع لدى فريق العمل المكلف ب"الدييجيتال" مقابل نهج الأسلوب "الكلاسيكي" في التعاطي مع المعلومة.

خلال حفل وداع المدرب محمد أمين بنهاشم، عمد المستشار الإعلامي للرئيس هشام أيت منا (الذي يشتغل بدون مهام رسمية)، حسب ما علمته "الصحيفة" إلى دعوة المنبر الي يشتغل فيه وآخر من أصدقاءه، مع إقصاء للمنابر الأخرى، في الوقت الذي تناسل بلاغ استقالة المدرب عبر قنوات "لارسمية" عوض الصفحة الرسمية للنادي، التي تقرر، لأسباب مجهولة، تعطيلها في وجه الرأي العام الكروي.

سياسة التعثيم الإعلامي، تخفي أمورا كثيرة داخل أحد أقوى الأندية الوطنية نفوذا، خلال السنتين الأخيرتين، خاصة وأن ورش ال"Social Media" كان يعد من بين الحلقات الإيجابية في النادي، منذ أن كان يمارس في دوري الدرجة الثانية، قبل تحقيق الصعود لقسم الصفوة.

هذا، وتساءل الجمهور "الفضالي" ما إن كان توقف التفاعل عبر صفحات النادي الرسمية على مواقع التواصل الإجتماعي، مرتبطا بالصورة التي أضحى يسوقها الفريق، بعد لعبه للمباريات الأخيرة في البطولة الاحترافية، بأقمصة رياضية تحمل علامة تجارية باسم "الشباب" في الوقت الذي كان النادي مرتبطا بشركة أمريكية رائدة بالمجال، ثم شركة ألمانية من الطراز العالمي، قبل أن تختفي لأسباب مجهولة.

..

ما يجب قوله للإسبان في مدريد؟

في الوقت الذي تعقد فيه الحكومة الإسبانية ونظيرتها المغربية، اليوم الخميس، بمدريد الدورة الثالثة عشرة من الاجتماع الرفيع المستوى، مع ما يعكس ذلك من تطور كبير في العلاقات الثنائية بين ...

استطلاع رأي

مع قُرب انطلاق نهائيات كأس إفريقيا للأمم "المغرب2025".. من تتوقع أن يفوز باللقب من منتخبات شمال إفريقيا؟

Loading...