زياش.. من مُدمن خمر ومُخدرات إلى نجم يُراقص عروض أكبر أندية أوروبا

 زياش.. من مُدمن خمر ومُخدرات إلى نجم يُراقص عروض أكبر أندية أوروبا
الصحيفة - عمر الشرايبي
السبت 24 غشت 2019 - 15:00

"كان من الأفضل لو ترك تنفيذها لامبارك بوصوفة". هكذا هي صورته عند المغاربة ممن شاهدوا حلم "كان2019" يتبخر مع ارتطام كرته بالعارضة. خلال تلك الليلة المشؤومة من ملعب "السلام" بالعاصمة المصرية القاهرة، لم يمر المشهد بردا وسلاما على حكيم زياش، فتى درونتين الهولندية، الذي صنع له اسما من رحم المعاناة، منذ أن رأى النور ذات ليلة من مارس 1993.

إلى شمال هولندا، حيث هاجر والدا حكيم زياش سنة 1967، باحثين عن ظروف عيش أحسن من "قساوة" الحياة في بلدة "تافوغالت" الريفية، نواحي مدينة بركان، ليكون استقرار الأسرة المكونة من ثمان أبناء، في أحياء جنوب بلدة درونتين الصغيرة، هناك حيث ساحة الـ"Cruyff Court" يداعب أبناء الحي الكرة، كما هو الشأن بالنسبة لعبد الحكيم "حكيم" المتابع لنجوم أياكس أمستردام، حينها، على غرار ويسلي شنايدر، زلاتان إبراهيموفيتش أو حتى رافاييل فان دير فارت.

في سن السابعة، طلب حكيم من والده أن يسير على خطى الأخوين الأكبرين، الممارسين حينها في أكاديميتي هيرنفين وزفرله، وهو لا يدري أنّ ما ينتظره أكبر مما كان يتصوره، حيث سرعان ما وجد نفسه وسط دوامة مشاكل عائلية، أرخت بظلالها على نفسية الطفل، زياش.

وفي الوقت الذي كان يبصم على أولى خطواته داخل مدرسة نادي "ريال درونتين"، تحت إمرة عزيز دوفقار، أول محترف مغربي في "الإرديفيزي"، شكلت وفاة الوالد، الذي كان يعاني من اضطرابات صحية، الصدمة الكبيرة والمنعرج في حياة زياش، الذي استقبل الخبر وهو في سن العاشرة.

 كان آخر أمل العائلة، يقول فوزي زياش، أحد الإخوة السبعة للطفل حكيم، في الوقت الذي تعرض اثنان آخرين إلى السجن، الارتكابهما عدة أفعال إجرامية، مرتبطة بالسرقة والسطو المسلح.. في المقابل، كانت تقاوم الأم لإعالة الأسرة بالإعانات العائلية والدخل عن العطالة.

في ظل هذا الوضع، كان حكيم قد قرر أن يضع حدا لمسيرته الكروية، في وقت مبكرة، ليتبع طريق "الانحراف"، حيث أصبح مدمن خمر، كوكايين وانقطع عن الدارسة في سن السادسة عشرة، بموازاة مزاولته لكرة القدم في مدينة هيرنفين، حيث انتقل للعيش مع أسرة من أصول أرمينية. الأخيرة لم تتمكن من إحاطة الشاب بالرعاية اللازمة من أجل حفاظه على مساره الكروي النموذجي.

لحسن الحظ، كان عزيز دوفقار، حاضرا إلى جانب حكيم، وهو يعلم جيدا أن الشاب يسير في اتجاه غير سليم، فكان يصطحبه لأحد قاعات كرة القدم المصغرة لتدارك غيابه عن تداريب ومباريات "هيرنفين"، هناك حيث تفجرت موهبته، لكن سلوكه اللارياضي جعله يبتعد عن حظوظ توقيع عقد احترافي، كما كان الشأن عندما قابله عزيز النخلي، وكيل أعماله الحالي، لأول مرة، سنة 2006، كما في سنة 2010، لما بلغت جنحته أمام المحكمة ست قضايا.

الاستقرار في أمستردام، كان من بين العوامل التي ساهمت في إعادة إدماج الشاب، كرويا ومجتمعيا، بعيدا عن انزلاقات مدينة هيرنفين، الأخيرة التي سيعود إليها لاعبا محترفا سنة 2012، تحت إمرة الأسطورة ماركو فان باسطن، حيث كانت تلك انطلاقة مسار سيتمر لغاية اليوم، حيث يعتبر حكيم زياش من بين الأفضل على مستوى الدوري الهولندي المحلي كما يعد من أبزر المواهب الكروية العالمية، خلال السنوات الأخيرة.

نادرا ما يبتسم، يظهر علاقة وطيدة وتعلقا كبيرة بعائلته.. على أرضية الميدان، ورغم جسمه النحيف فإن "كرته" كبيرة بشهادة النقاد والمتتبعين. قصة حكيم زياش وإن لم تنته عن إخفاق مع منتخب بلاده فإنها ستستمر، دون شك، لتتحول من "دراما" البدايات إلى "بطولة" النهايات"، أشبه بإنتاجات "Netflix" المستمدة من قصص حقيقية.

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

السيد فوزي لقجع.. السُلطة المُطلقة مفسدة مُطلقة!

بتاريخ 3 مارس الماضي، كشف منسق ملف الترشيح المشترك لإسبانيا والبرتغال والمغرب لكأس العالم 2030 أنطونيو لارانغو أن لشبونة لن تستضيف المباراة النهائية للمونديال. وأثناء تقديم شعار البطولة وسفرائها، أكد ...