سانشيز: الاستفتاءات "أيديولوجية عفا عليها الزمن" لحل المشاكل المشتركة للإنسانية وكسر التعايش والوحدة.. وسأرفض أي استفتاء حتى في إسبانيا

 سانشيز: الاستفتاءات "أيديولوجية عفا عليها الزمن" لحل المشاكل المشتركة للإنسانية وكسر التعايش والوحدة.. وسأرفض أي استفتاء حتى في إسبانيا
الصحيفة - خولة اجعيفري
الجمعة 21 يوليوز 2023 - 17:45

متبنّيا شعار إعادة التوحيد ورفض تصدع وانقسام الدول بما فيها بلده، عاد رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، ليدافع عن قرار دعم مبادرة الحكم الذاتي المغربية باعتباره الأساس الأكثر جدية وواقعية وصدقية لحل هذا النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، مشدّدا على أن الأمر مبدئي لحزبه المؤمن بالوحدة في ظل المتغيرات والتحديات العالمية، وأن حكومتة كانت "شفافة" في تدبير الأمر برمّته رغم تعرّضها لـ "همجية" من بعض المعارضين للقرار.

ودافع بيدرو سانشيز، في حوار أجرته معه التلفزة الإسبانية TVE، وفق ما نقلته "إل كونفيدونسيال"، عند سؤاله عن تغيير إسبانيا في موقفها من النزاع الإقليمي في الصحراء المغربية لصالح أطروحات المغرب وعلى حساب تدهور العلاقة مع شريك استراتيجي مثل الجزائر، عن "الشفافية الكاملة" لسياسته تجاه هذه المنطقة وحسن تدبيره للملف واتخاذه القرار الصحيح عن ثقة وإيمان واقتناع تام.

بالمقابل، اشتكى القيادي الاشتراكي مرة أخرى مما وصفها بـ "الهمجية" التي تم إطلاقها واعتمدها البعض لتفسير هذا التغيير الحاصل في الموقف الإسباني وإعطائه أبعادا مجانبة تماما للصواب، على غرار أن هاتفه المحمول قد تم التجسس عليه من طرف المخابرات المغربية، أو أن زوجته متورطة في شبكات تهريب المخدرات في المغرب، وهي المزاعم التي اعتبرها رئيس الحكومة الإسباني "لا تمُث للواقع بصلة" مشدّدا في الآن ذاته على أنها "تجاوزت العديد من الخطوط الحمراء، وحتى القواعد الأخلاقية لمهنة الصحافة نفسها".

وفي هذا الصدد، أصر سانشيز على أن تبني إسبانيا لموقف مؤيد لمبادرة الحكم الذاتي المغربية، معترف به في قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وهو أيضا "مشابه جدًا" للموقف الذي اتخذته دول أوروبية مختلفة - "التي قامت أيضًا بتعديل هذا الموقف" - أو شركاء أيضا مؤمنين بأن مبادرة الحكم الذاتي هي الأكثر معقولية لحل النزاع المفتعل على غرار الولايات المتحدة، مشدّدا في الآن ذاته على أن حل هذه المسألة يجب أن يحظى بقبول الطرفين ويجب إيجاده في إطار الأمم المتحدة.

وبخصوص قضية التجسس باستخدام برنامج Pegasus الإسرائيلي، والتي تحولت إلى مطية للإعلام ومعارضي الحكومة الاشتراكية، لأجل القول بأن المغرب استعملها للضغط صوب الاعتراف الإسباني بمغربية الصحراء في غياب أي أدلة تُذكر حول هذا الموضوع، عاد سانشيز لينفي ما سبق ويكّذب مضامين تصريحات غريمه زعيم الحزب الشعبي فييخو الذي صرح في وقت سابق أن القاضي أغلق التحقيق في هذا الملف بسبب عدم تعاون رئيس الحكومة، قبل أن يغيره بقول إن السبب هو عدم تعاون إسرائيل، البلد الذي يتم فيه تصنيع برنامج التجسس.

وبهذا الخصوص قال سانشيز " أعتقد أن السيد فييخو كذب، لأنه كان يكذب طوال هذه الحملة الانتخابية ولأن الحزب الشعبي كان يكذب على مدار السنوات الأربع الماضية".

ولتأكيد موقفه الثابت من رفض انقسام الدول، وصف رئيس الحكومة ومرشح حزب العمال الاشتراكي لانتخابات الأحد، بيدرو سانشيز، حركات الاستقلال بأنها "أيديولوجية عفا عليها الزمن" بينما نفى مرة أخرى إمكانية إجراء استفتاء لتقرير المصير، متهما اليمين في بلده بمحاولة تخويف الناخبين الاشتراكيين بهذه "الفزاعة".

وشدّد على أنه في حالة عودته لقيادة الحكومة الإسبانية، سيُرفض مرة أخرى منح التأشير لاستفتاءات المصير في بعض المناطق الاسبانية مثل كاتالونيا، مشيرا إلى أن حركة الاستقلال هي "أيديولوجية عفا عليها الزمن" لحل المشاكل المشتركة للإنسانية، لاعتبارات عدة على رأسها "أن العالم، خاصة بعد الوباء أو مع حالة الطوارئ المناخية، يحضر عمليات الاندماج التي تسير في الاتجاه الذي تحتاجه البلاد"، منتقدًا أولئك الذين يريدون "حبس أنفسهم في زاوية صغيرة" للحصول على مزيد من الصلاحيات.

وبالنسبة لسانشيز، فإن الاستفتاءات التي تطرح فيها أسئلة ثنائية، حول "نعم أو لا" لاستقلال إقليم ما، ما تفعله هو محاولة كسر التعايش واللحمة والوحدة، بالإضافة إلى حقيقة أن الدستور لا يسمح بها، موردا "لا مكان لاستفتاء تقرير المصير في الدستور الإسباني ولا في أي دستور في العالم، والحزب الاشتراكي يؤيد "إعادة التوحيد وليس التصدع".

وعلى الرغم من رغبة المغرب في بقاء بيدرو سانشيز على رأس الحكومة الإسبانية، برسم الانتخابات المقبلة إلا أن الاستطلاعات التي أجريت حتى الآن تذهب إلى أن المرشّح الأكبر لقيادة الحكومة الإسبانية المقبلة، هو زعيم حزب الشعب، ألبرتو نونيز فيخو، والذي لا يتوقع مراقبون أن تُرضي مواقفه المغرب سيّما وأنه أظهر رغبته في إقامة علاقة "ممتازة" مع الرباط، باعتبارها دولة "مجاورة وحليفة وصديقة"، معربا أيضًا عن اهتمامه باستعادة "علاقات متوازنة" مع الجزائر والبوليساريو والأمم المتحدة، أي بالضبط نفس العلاقة الرمادية التي كانت موجودة قبل تحول الموقف الاسباني بشأن الصحراء المغربية.

وكان فيخو، قد أكد خلال لقاء وجهًا لوجه يوم الاثنين مع بيدرو سانشيز في Atresmedia، أنه إذا قاد البلد في المرحلة المقبلة "سيعود إلى التوازن" الذي كان موجودًا دائمًا في إسبانيا، بين الجزائر والمغرب والبوليساريو، مطالبا مرارا رئيس الحكومة الإسبانية، بتوضيح بالضبط ما اتفق عليه مع المغرب، من أجل المضي قدما، عند الاقتضاء.

وفي رده عما إذا كان سيتراجع عن موقف إسبانيا من قضية الصحراء المغربية، قال فيخو إنه متشبث بحقيقة أنه غير مدرك للالتزام الذي توصل إليه سانشيز مع المغرب، لأن الرئيس لم يخبر زعيم المعارضة أو مجلس النواب.

هناك ما هو أهم من "ذباب الجزائر"!

لم تكن العلاقة بين المغرب والجزائر ممزقة كما هو حالها اليوم. عداء النظام الجزائري لكل ما هو مغربي وصل مداه. رئيس الدولة كلما أُتيحت له فرصة الحديث أمام وسائل الإعلام ...

استطلاع رأي

في رأيك، من هو أسوأ رئيس حكومة مغربية خلال السنوات الخمس والعشرين من حكم الملك محمد السادس؟

Loading...