سانشيز في مواجهة فييخو: موقف مدريد من الصحراء المغربية كان قرارا "حرا" وهو موقف لا يختلف عن الولايات المتحدة ودول أوروبية أخرى

قال رئيس الوزراء الإسباني ومرشح حزب العمال الاشتراكي في الانتخابات العامة الإسبانية المرتقبة في 23 يوليوز الجاري، بيدرو سانشيز، إن الموقف الذي أعلنت عنه مدريد بدعم مبادرة الحكم الذاتي لحل نزاع الصحراء تحت السيادة المغربية، هو موقف "حر" لم يتم اتخاذه تحت أي ضغوطات.

وجاء هذا التصريح من سانشيز خلال المواجهة الإعلامية أمام منافسه الأبرز في الانتخابات، مرشح الحزب الشعبي، ألبيرتو نونييز فييخو، على القناة الإسبانية الثالثة، ليلة أمس الاثنين، حيث ردّ على أسئلة فييخو التي تمحورت حول الأسباب التي دفعت سانشيز إلى دعم مبادرة الحكم الذاتي المغربية للصحراء، وما إذا كان المغرب قد حصل على معلومات من هاتف سانشيز ببرنامج التجسس "بيغاسوس" دفعت الرباط إلى الضغط على سانشيز إلى اتخاذ ذلك الموقف.

وشدّد سانشيز في هذا السياق، بأنه سياسي "حر ونظيف ومستقل"، في إشارة إلى أنه لم يخضع إلى أي ابتزاز أو ضغوطات، مضيفا بأن الموقف الإسباني الحالي من قضية الصحراء المغربية، لا يختلف عن موقف الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وألمانيا وإيطاليا.

ومن جانبه، عندما سُئل فييخو عما إذا كان سيتراجع عن هذا الموقف بشأن الصحراء، تفادى الأخير مثلما دأب في خرجاته الإعلامية الأخيرة، الرد بشكل مباشر على هذا السؤال، وبرّر بأنه لا يعرف عن أي اتفاق رسمي يجمع بين المغرب وإسبانيا بشأن قضية الصحراء حتى يتراجع عنه، في تلميح إلى أن سانشيز دعم المقترح المغربي لحل نزاع الصحراء بشكل شفهي وشخصي فقط.

وبخصوص العلاقات الخارجية الإسبانية المرتقبة مع البلدان المعنية بقضية الصحراء، في حالة تولي فييخو رئاسة إسبانيا، قال زعيم الحزب الشعبي، بأن مدريد ستعود لممارسة سياسة التوازن مع المغرب والجزائر وما أسماه بـ"الشعب الصحراوي"، مضيفا بأن أي قرار يهم السياسة الخارجية للبلد سيتم اخضاعه أولا للنقاش داخل البرلمان.

هذا، وتجدر الإشارة إلى أن المواجهة بين سانشيز وفييخو لقيت متابعة كبيرة في إسبانيا أمس الاثنين، بالنظر إلى أهميتها في تحديد مستقبل البلاد، وبالخصوص الشخص الذي سيتولى رئاسة الحكومة بعد انتخابات 23 يوليوز، في ظل أن نتائج الاستطلاع تشير إلى أن المنافسة هي بين الحزب الاشتراكي العمالي والحزب الشعبي.

وكشف استطلاع للرأي قامت به صحيفة "إلباييس" الاسبانية الواسعة الانتشار في إسبانيا قبل ساعات من انطلاق المواجهة بين سانشيز وفييخو، أن فييخو لازال يتصدر استطلاعات لكنه سجل تراجعا مقارنة بالاستطلاعات السابقة لصالح سانشيز.

ووفق ذات الصحيفة، فإن العديد من الخبراء علقوا على أن المواجهة بين فييخو وسانشيز كانت متكافئة ولم تُبرز من هو الشخص الأكثر حظا للفوز بالانتخابات، بالنظر إلى أن التحفظ في الرد على الأسئلة بشكل مباشر وواضح كان هو سيد الموقف.