سبيك: التشكيك في تفكيك الخلايا الإرهابية تكتيك تعتمده الجماعات الإرهابية لتقويض ثقة المواطنين في الجهود الأمنية

 سبيك: التشكيك في تفكيك الخلايا الإرهابية تكتيك تعتمده الجماعات الإرهابية لتقويض ثقة المواطنين في الجهود الأمنية
الصحيفة - خولة اجعيفري
الأثنين 24 فبراير 2025 - 23:34

حذر بوبكر سبيك، الناطق الرسمي باسم مصالح الأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، من خطورة التشكيك في عمليات تفكيك الخلايا الإرهابية، مؤكداً أن هذا السلوك لا يخدم سوى أجندات المتطرفين الذين يسعون إلى نشر الفوضى وزرع الشكوك في مؤسسات الدولة، وأن الجماعات الإرهابية لا تعتمد فقط على العنف المباشر، بل تروج لحملات دعائية مضللة بهدف تقويض الثقة في الجهود الأمنية وزرع الشكوك بين المواطنين.

وأشار سبيك، صبيحة اليوم في إطار تفاعله مع أسئلة الصحافيين خلال الندوة الصحافية التي خُصصت لكشف تفاصيل خلية الساحل، إلى أن تنظيم "داعش"، على وجه الخصوص، يتبنى استراتيجية دعائية تقوم على بث الإشاعات والتلاعب بالرأي العام، وهو ما يظهر جلياً في مضامين المنصات الإعلامية الرقمية التابعة له، لافتا إلى أن هذه الجماعات تدرك أن زعزعة ثقة المواطنين في مؤسساتهم الأمنية هو جزء من الحرب النفسية التي تخوضها، لذلك تسعى إلى التشكيك في كل إنجاز أمني، مهما كانت أدلته الدامغة.

وفي هذا السياق، شدد سبيك على أن تفكيك خلية "أسود الخلافة في المغرب الأقصى" جاء بعد عمل دقيق ومستمر لمدة سنة كاملة، تخللته عمليات ميدانية واستقرائية دقيقة، لافتا أن التحقيقات كشفت عن صلات الخلية بشبكات إجرامية وتهريب، وهو ما يعزز فرضية أن هذه الجماعات لا تعمل في عزلة، بل تستغل أي فرصة متاحة لتحقيق أهدافها.

وفي ردّه على محاولات التقليل من أهمية المحجوزات المضبوطة، أكد سبيك أن ما تم ضبطه في هذه العملية، من عبوات ناسفة وأجهزة تفجير عن بعد، دليل واضح على خطورة المخطط الإرهابي الذي كانت تعده الخلية. وشدد على أن التقليل من خطورة هذه العمليات أو التشكيك فيها، يخدم الدعاية الإرهابية، ويتيح للمتطرفين فرصة لإعادة تجنيد المزيد من الأفراد تحت غطاء "المظلومية" أو "الافتراء الأمني".

من جانبه، حذّر محمد نيفاوي، مراقب عام للشرطة بالمكتب المركزي للأبحاث القضائية، من أن التشكيك في الجهود الأمنية يساهم بشكل غير مباشر في تعزيز الإرهاب الرقمي، حيث أصبحت التنظيمات الإرهابية تعتمد بشكل متزايد على الفضاء الإلكتروني لاستقطاب المتطرفين، مستفيدة من الثغرات المعلوماتية وسهولة نشر الأخبار الزائفة.

وخلص نيفاوي إلى أن المغرب، بسياساته الأمنية الاستباقية، لا يحارب فقط العمليات الإرهابية، بل يخوض معركة أكبر ضد التضليل الإعلامي والدعاية المتطرفة، مؤكدا أن التشكيك غير المبرر في جهود تفكيك الخلايا الإرهابية لا يضر فقط بالمؤسسات الأمنية، بل يشكل خطراً حقيقياً على أمن واستقرار المجتمع بأكمله.

من جهة ثانية، أكد بوبكر سبيك، الناطق الرسمي باسم مصالح الأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، أن اليقظة الأمنية يجب أن تظل في أعلى مستوياتها لمواجهة المخططات الإرهابية التي تستهدف المغرب، معتبرا أن الجماعات الإرهابية لا تعمل وفق جدول زمني محدد، بل تترقب الفرص المناسبة لتنفيذ عملياتها، مما يجعل التصدي لها ضرورة دائمة.

وشدد سبيك على أن المغرب منخرط بفعالية في الجهود الإقليمية والدولية لمكافحة الإرهاب، حيث يتبادل المعلومات الاستخباراتية مع شركائه بهدف تحييد التهديدات المحتملة وتوسيع نطاق التحقيقات الأمنية.

وأضاف أن الفكر الإرهابي شهد تصاعدًا ملحوظًا في الآونة الأخيرة، مشيرًا إلى أن تنظيم "داعش" يتبنى استراتيجيات تصدير الإرهاب عبر تشكيل وحدات عملياتية خارجية، إيمانًا منه بأن "الجهاد لا تحده سوى الشريعة الإسلامية"، وفق عقيدته المتطرفة، مؤكدا أن التحقيقات متواصلة للكشف عن ارتباطاتها بشبكات التهريب والإجرام المنظم، دون استبعاد أي فرضية قد تقود إلى نتائج حاسمة.

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

القفطان.. وأزمة الهوية عند الجزائريين

طُويت معركة أخرى أرادت الجزائر أن تخوضها ضد المغرب، وهذه المرة ليس في مجلس الأمن بخصوص قضية الصحراء، بل داخل أروقة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو"، التي تعقد ...

استطلاع رأي

مع قُرب انطلاق نهائيات كأس إفريقيا للأمم "المغرب2025".. من تتوقع أن يفوز باللقب من منتخبات شمال إفريقيا؟

Loading...