إفران.. أو "سويسرا الصغيرة" التي تغري السياح بالثلوج والبحريات وسحر جبال الأطلس و"ثروة الهدوء"

 إفران.. أو "سويسرا الصغيرة" التي تغري السياح بالثلوج والبحريات وسحر جبال الأطلس و"ثروة الهدوء"
الصحيفة من إفران
الأحد 8 يناير 2023 - 9:00

وسط قمم جبال لأطلس المغربية المهيبة، حيث تتردد أصوات الطيور ويُسمع حفيف الأشجار، وخرير المياه إذ تهوي من شلال إلى بحيرة.. تتواجد مدينة وديعة جدا بإمكانيات هائلة جدا اسمها إفران، أو "سويسرا الصغيرة" كما يحلو للبعض تسميتها.

وتروي بعض المراجع التاريخية أن كلمة "إفران" تعني الكهوف، وهي في الأصل كلمة أمازيغية، وهناك من يرى أن التسمية مستوحاة من المغارات المنتشرة حول محيطها الطبيعي. إفران هي واحدة من أقدم المدن المغربية الجبلية، وتقع على ارتفاع 1600 متر فوق سطح البحر، على مساحة تقدر بــ3573 كيلومترا مربعا.

تمتاز بالبرد القارس والثلوج التي تغطي سفوح جبالها في الخريف والشتاء، واعتدال الجو في الربيع والصيف، كما أنها تصنف حسب دراسات عالمية كأكثر المدن المغربية والعربية نظافة.

إفران.. المدينة التي تملك "ثروة الهدوء"

تتميز مدينة إفران بقدرتها على أن تمنح للسائح لحظات ثمينة من الهدوء في ظل صخب الحياة اليومية. فهي المدينة الجبلية التي تعيدك إلى أصوات الطبيعة الأم، حيث كل ما يحيط بك عبارة عن غاباتٍ وبحيراتٍ بكرٍ لم تتلوثْ ولم تطلها التغييرات البشرية الكثيرة. ومع كل الثراء الطبيعي لـ"سويسرا المغرب" فإن إفران إقامات تليق بزائريها من السياح ووسائل نقل في المتناول، وزيارةً لن تنساها.. وقد تكررها في الغالب.

كيف أصل إلى إفران؟

تتوفر مدينة إفران على مطار جهوي لكنه لا يوفر رحلات تجارية، إنما فقط للترفيه والرحلات الخاصة. وعليه، وللوصول إلى إفران من خارج المغرب لا بد من السفر نحو مدينة فاس، التي يرتبط مطارها بعدد كبير من المدن الأوروبية خصوصا كفرانكفورت وبروكسيل وروتردام ولندن، وحتى إسطنبول التركية.

ومن مدينة فاس نحو إفران سيكون على السائح أن يَقطع 65 كيلومترا تقريبا، على أن يستقل حافلة عمومية أو سيارة أجرة، وهما والوسيلتان معاً تستغرقان في حدود الساعة ونصف الساعة، بمبلغ لا يتجاوز في العموم 400 درهم (40 دولارا) لرحلة لا ينبغي أن تفوتك لأنك ستكون على موعد مع الكثير من المشاهد الطبيعية التي تزخر بها مرتفعات الأطلس، من أشجار الأرز، والتنوع البيولوجي الغزير الذي قد يفاجئك بمشاهدَ ستبقى راسخة في ذاكرتك.

أين أقيم؟

توفر مدينة إفران لزائريها مجموعة من الخيارات للإقامة، تبدأ بقائمة الفنادق، التي تتراوح أسعار المبيت فيها ما بين 400 و 700 درهم (40 إلى 70 دولارا)، حسب الجودة والخدمات المقدمة. وتتواجد بإفران أيضا شقق خاصة ودور للضيافة، تبدأ أسعارها في المجمل من 300 درهم (30 دولارا).

فلنبدأ الجولة

أكيد أنك ستشعر بمجرد وصولك إلى المدينة أن الجوَّ قد أصبح أكثر برودة من جهة، لكنه أيضاً أكثر صفاءً ونقاءً، بحيث يمكنك أن تستنشق الكثير منه، وأنت على ارتفاع 1600 متر فوق سطح البحر، قبل أن تبدأ جولتك في سويسرا الصغيرة.

وبما أن المدينة تعرف بجمالها البيئي خصوصا، فلا بأس ببدايةٍ مناسبة تنقلك نحو واحدة من أجمل الأماكن السياحية في إفران، والتي تبعد عنها بحوالي 17 كيلومترا، وهي ضاية عوّا، التي تتمتع بطبيعة خلابة هادئة تحثّ على الاستجمام، كما أنها وجهة مثالية للوجهات العائلية.

وتشتهر البحيرة بأسماك الزنجور التي يمكنك ممارسة هواية اصطيادها أثناء الزيارة، ولم لا تجربة جولة بالقارب مع إطعام أسراب البط أو ركوب الخيل على ضفاف البحيرة والتقاط أروع الصور والمشاهد للذكرى، مرورا بكل ضاية حشلاف، ضاية إفراح وضاية أفركاع.

ومن الماء إلى الماء دائما، يمكنك أن تولي وجهتك نحو "شلالات العذراء" (عين فيتال)، التي تبعد فقط 3 كيلومترات عن وسط إفران، وهي من الأماكن التي لا ينبغي تفويته زيارتها، حيث ستمتع عينيك وأذنيك بالمياه المُندفعة بقوة من أعلى المنحدر والمُتلاطمة بصخوره الضخمة.

كما يمكنك أيضا في عين المكان ممارسة رياضة الجري وكرة القدم، بالإضافة إلى الرياضة الموسمية التي تعمل على تنظيمها جمعية فيتال الرياضية لصيد السمك والحفاظ على البيئة، وتختص باصطياد سمكة الترويتة المحلية.

نحوَ الأشجار والخضرة، لك أن تزور المنتزه الوطني للمدينة، والذي يتكون أساساً من غابات الأرز، حيث تسرح وتمرح قردة "زعطوط"، والتي يمكن إطعامها والاستمتاع أيضا بحركاتها البهلوانية.

ويضم المنتزه أنواعا من الخنازير البرية، والأرانب، والثعالب، والطيور بالإضافة إلى أنواع أخرى كالزواحف والبرمائيات. على أن كل هذا الكنز البيئي لا يعني أن المدينة تخلو من مظاهر عمرانية، ولهذا فلا ينبغي أن تتجاهل زيارة وسط المدينة، والذي يعد من أهم الأماكن السياحية في إفران، حيث النوافير المنحوتة الضخمة والمنازل ذات الطراز الأوروبي بأسقفها الحادة المُدببة ونوافذها الخشبية والأشجار المُضيئة ليلًا، مع عدد من المطاعم والمقاهي المُنتشرة في المنطقة بأكملها، حيث يمكنك تذوق الطعام المغربي التقليدي والشاي المغربي اللذيذ خلال جولتك.

ميشليفن.. متعة التزلج

بما أن مدينة إفران هي مدينة الثلوج شتاءً، فإن زيارتها دون ممارسة الكثير من الأنشطة المرتبطة بالتزلج تبقى ناقصة، لهذا فإن محطة ميشليفن، التي تم إفتتاحها منذ سنة 1950، تعتبر أهم نقطة لمحبي الرياضات الشتوية، حيث تقع على بعد 17 كلم من مدينة إفران، وعلى إرتفاع 2000 متر.

وتتواجد ميشليفن وسط غابات الأرز وتعرف تساقطاً للثلوج إبتداءاً من منتصف نونبر، وتقدم هذه المحطة 5 منحدرات تزلج للهواة أو المحترفين مع إمكانية التزلج على منحدرات مختلفة. كما يمكن ممارسة أنشطة أخرى في هذه المحطة، كالذهاب في رحلة تجوال مشيا على الأقدام لمسافات طويلة أو ركوب الخيل، إضافة إلى ركوب دراجات جبلية لاستكشاف الجبال.

القطار السياحي

من الأفضل ألا تمر زيارتك دون تجربة قطار إفران الظريف والفريد من نوعه، والذي يأخذك في جولة بين أهم شوارع المدينة وأزقتها ليتيح لك فرصة استكشاف معالم المدينة وأحيائها، وكذا محلات الصناعات التقليدية المحلية والنموذجية.

أسد إفران.. مرحباً وإلى اللقاء

يفضل البعض زيارته بمجرد الوصول إلى المدينة باعتباره رمزاً من أشهر رموزها، وأفضل مكان لأخذ الصور التذكارية، في حين يترك البعض ذلك لآخر الزيارة، وفي كل الأحوال، فإن أسد إفران هو من يرحب بك وهو من يودعك عند مغادرة المدينة، ويسمى أيضاً بتمثال أسد الأطلس، وهو عبارة عن تمثال متواجد في وسط المدينة.

وتضاربت الآراء والمراجع حول من قام بنحت الأسد، فبحسب سكان المنطقة، فإن سجينًا من الحرب العالمية الأولى يدعى "جون أونري مورو" هو من قام بنحته، وهو فرنسي ولد بمدينة بوردو. وتضيف ذات المراجع أن عملية نحت أسد إفران انطلقت في شهر مارس من سنة 1930، وانتهت في نهاية أبريل من نفس السنة، على صخرة تبلغ سبعة أمتار طولًا ومترًا، ونصف عرضًا، ومترين من العلو.

السيد فوزي لقجع.. السُلطة المُطلقة مفسدة مُطلقة!

بتاريخ 3 مارس الماضي، كشف منسق ملف الترشيح المشترك لإسبانيا والبرتغال والمغرب لكأس العالم 2030 أنطونيو لارانغو أن لشبونة لن تستضيف المباراة النهائية للمونديال. وأثناء تقديم شعار البطولة وسفرائها، أكد ...