شقير: رسالة ترامب للملك وضعت حدا للتأويلات الأخيرة بشأن الموقف الأمريكي من الصحراء المغربية
قال المحلل السياسي محمد شقير إن الرسالة التي بعثها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لتربع العاهل المغربي على عرش المملكة المغربية، تحمل دلالة سياسية خاصة، تتمثل في تأكيد الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء.
وأوضح شقير، في تصريح لـ"الصحيفة"، أن هذا التأكيد جاء من رئيس أكبر دولة في العالم إلى ملك المغرب، وهو ما يعطي للرسالة وزنا سياسيا كبيرا في ملف الصحراء، خصوصا في سياق بعض التأويلات التي طُرحت مؤخرا بشأن حدود الموقف الأمريكي.
ولفت المتحدث نفسه، إلى التأويلات التي برزت مؤخرا تزامنا مع عدم استكمال مستشار الرئيس ترامب، مسعد بولس، زيارته المغاربية بالتوجه إلى المغرب، وهو ما فتح المجال لتكهنات سياسية حول موقف الولايات المتحدة من مغربية الصحراء، وحدود التفاوض بخصوص مبادرة الحكم الذاتي.
وأكد شقير أن هذه الرسالة تأتي لتقطع الشك باليقين، حيث تعيد التأكيد بشكل مباشر على الموقف الأمريكي من الصحراء المغربية، ومن مبادرة الحكم الذاتي التي تقترحها الرباط، حيث اعتبر أن الرسالة تشكل امتدادا واضحا للموقف الأمريكي الذي أُعلن في دجنبر 2020، حينما اعترف ترامب رسميا بسيادة المغرب على الصحراء، وهو الاعتراف الذي بقي ساري المفعول رغم تداول السلطة في واشنطن.
وأشار المحلل السياسي محمد شقير إلى أن الرسالة تتقاطع في وضوحها مع خطاب العرش الذي وجهه الملك محمد السادس، والذي تميز بدوره بالوضوح في ما يتعلق بمد اليد للجزائر، والدعوة إلى تجاوز الخلافات الثنائية.
وقال شقير في هذا السياق، إنه "كما كان مضمون خطاب العرش واضحا ومحددا لإعادة اليد الممدودة للجزائر، كانت رسالة ترامب إلى الملك بهذه المناسبة واضحة، تؤكد على الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء"، بالإضافة إلى الدعم الأمريكي "لمبادرة الحكم الذاتي كأرضية واقعية وحيدة لكل حل لهذا النزاع بين المغرب والجزائر".
جدير بالذكر، أن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، دونالد ترامب، جدد في برقية إلى الملك محمد السادس بمناسبة عيد العرش، التأكيد على اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالسيادة المغربية على الصحراء، ودعمها للمقترح المغربي للحكم الذاتي "باعتباره الأساس الوحيد من أجل تسوية عادلة ودائمة لهذا النزاع".
وأكد ترامب، في برقيته التي بعث بها إلى الملك أمس السبت، قائا"أود أن أجدد التأكيد على أن الولايات المتحدة الأمريكية تعترف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية، وتدعم المقترح المغربي للحكم الذاتي، الجاد وذا مصداقية والواقعي، باعتباره الأساس الوحيد من أجل تسوية عادلة ودائمة لهذا النزاع".
وبعدما عبر عن تهانئه باسم الولايات المتحدة الأمريكية إلى الملك والشعب المغربي، أكد ترامب أن "الولايات المتحدة الأمريكية تولي أهمية كبيرة للشراكة القوية والدائمة التي تربطنا بالمغرب. ومعا، نعمل على المضي قدما بأولوياتنا المشتركة من أجل السلام والأمن في المنطقة، لا سيما بالاعتماد على اتفاقات أبراهام، ومكافحة الإرهاب، وتوسيع نطاق التعاون التجاري بما يعود بالنفع على الأمريكيين والمغاربة على حد سواء".
وخلص رئيس الولايات المتحدة الأمريكية إلى القول، "وإنني أتطلع إلى مواصلة تعاوننا من أجل تعزيز الاستقرار والأمن والسلام على الصعيد الإقليمي".