"عرض المغرب".. كيف قاد الهيدروجين الأخضر إسبانيا وألمانيا والصين إلى "الاعتراف الاقتصادي" بمغربية الصحراء؟

 "عرض المغرب".. كيف قاد الهيدروجين الأخضر إسبانيا وألمانيا والصين إلى "الاعتراف الاقتصادي" بمغربية الصحراء؟
الصحيفة – حمزة المتيوي
الخميس 27 مارس 2025 - 12:00

تستعد مجموعة من الشركات الأجنبية لبدء استثماراتها في مشاريع الهيدروجين الأخضر بالأقاليم الصحراوية، بما في ذلك شركات قادمة من الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وإسبانيا، التي ستستقر بمنطقة "فم الواد" قرب مدينة العيون، لتبدأ بذلك "تنزيلا اقتصاديا" لمواقف بلدانها من ملف الصحراء، محاولة الاستفادة من الفرص التي يتيحها المغرب هناك عبر مجال طاقي مستقبلي يُراد له أن يكون استراتيجيا.

وأضحى الحضور الأوروبي والأمريكي في مشاريع الطاقات النظيفة بالأقاليم الجنوبية المغربية أمرا واقعا، خصوصا من خلال "عرض المغرب" الذي يتيح، بناء على توجيهات صادرة عن الملك محمد السادس، فُرصا استثمارية في مجال الهيدروجين الأخضر عبر إجراءات مبسطة تلبية ما مجموعه 4 في المائة من حاجيات العالم من هذه المادة بحلول سنة 2030.

ومؤخرا، بدأت 3 شركات كبرى في المجال الطاقي تستعد للعمل على مشروع الهيدروجين الأخضر في "فم الواد"، ضمن مشروع المجمع التكنولوجي للطاقات المتجددة، الذي تقف وراءه جامعة محمد السادس متعددة التخصصات، وذلك ضمن تحالف ORNX، ويتعلق الأمر بالثلاثي "أوتوس" الأمريكية و"نورديكس" الألمانية و"أكسيونا" الإسبانية.

ووفق صحيفة "إلباييس" الإسبانية، فإن إسبانيا حاضرة في هذا المشروع من خلال شركتين، إذ إلى جانب "أكسيونا" ستحط شركة Moeve، التي كانت تحمل في السابق اسم Cepca، الرحالة في نواحي العيون ضمن تحالف مع شركة "طاقة" الإماراتية القادمة من أبو ظبي، في حين ستكون شركة "ناريفا" التابعة لهولدينغ "المدى" الملكي، هي الوحيدة المغربية.

ويضم هذا المشروع، بشكل عام، شركات أخرى معروفة في المجال الطاقي، ومن بينها "أكوا باور" السعودية التي استثمرت في السابق بمشاريع الطاقة الشمسية بالمغرب، إلى جانب تحالف صيني مكون من مجموعة "يونايتد إنرجي" UEG وشركة الكهرباء الصينية CTG، بالإضافة إلى الشركتين الفرنسيتين "إنجي" و"توتال إينرجي"، اللتان جرى الإعلان عن انضمامهما للركب خلال زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون للرباط أواخر أكتوبر 2024.

وحسم المغرب أمره مؤخرا بخصوص الفاعلين المحليين والأجانب الذين حظوا بالموافقة المبدئية للانضمام إلى 6 مشاريع موزعة على الجهات الثلاث المكونة للأقاليم الصحراوية، ضمن "عرض المغرب"، والتي ستمتد على مساحة 300 ألف هكتار بقيمة مالية استثمارية تصل إلى 319 مليار دولار، وهو الأمر الذي تم الإعلان عنه رسميا بتاريخ 6 مارس الجاري.

جاء ذلك عقب ترؤس ريس الحكومة عزيز أخنوش، اجتماع ‏لجنة القيادة المكلفة بـ "عرض المغرب"، الذي تم خلاله انتقاء 5 مستثمرين وطنيين ودوليين، حسب ما جاء في بلاغٍ رسمي، والذي أورد أن الأمر يتعلق بشركات رائدة في مجال الهيدروجين الأخضر بدولها، أولها تحالف المستثمرين ORNX المكون من شركات "أورتوس" من الولايات المتحدة الأمريكية، و"أكسيونا" الإسبانية، و"نورديكس" الألمانية، التي ستستثمر في إنتاج الأمونياك.

والتحالف الثاني للمستثمرين، وفق الوثيقة نفسها، يتكون من شركتي "طاقة" الإماراتية، و"سيبسا" الإسبانية، لإنتاج مادتي الأمونياك والوقود الاصطناعي، وشركة "ناريفا" المغربية التي ستقوم بإنتاج الأمونياك والوقود الاصطناعي والفولاذ الأخضر، فيما تعتزم شركة "أكوا باور" السعودية، الاستثمار في إنتاج الأمونياك، وهي المادة نفسها التي يعتزم تحالف استثماري آخر يضم شركتين صينيتين وهما UEG و CTG إنتاجها.

وقبل الإعلان الحكومي، كانت شركتان فرنسيتان قد وجدتا موطئ قدم لهما في هذا المشروع، إذ في 28 أكتوبر 2024، وأمام أنظار الملك محمد السادس والرئيس إيمانويل ماكرون، جرى بالرباط توقيع اتفاقية تفعيل "عرض المغرب" من أجل تطوير قطاع الهيدروجين الأخضر، من طرف وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، ووزيرة الاقتصاد والمالية نادية فتاح، ووزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، والوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالاستثمار والالتقائية وتقييم السياسات العمومية، كريم زيدان، والمدير العام لـ "طوطال إينيرجي"، باتريك بويان، والمدير العام لـ "طوطال إيرين"، دافيد كورشيا.

وبموجب هذا العقد التمهيدي، تعهد المغرب بتعبئة الوعاء العقاري وتخصيصه بشكل حصري للمستثمر، وفقا للشروط الواردة في العقد المذكور، وبشكل عام باحترام جميع التزاماتها، مقابل وفاء المستثمر بجميع التزاماته.

أما الشركة الثانية فهي "إنجي"، التي أبرمت، خلال الحدث نفسه، اتفاقية للتنمية المشتركة مع المكتب الشريف للفوسفاط للشراكة في مجال الانتقال الطاقي، وقعها الرئيس المدير العام لمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط مصطفى التراب، والمديرة العامة للشركة الفرنسية، كاثرين ماكغريغور.

وتساهم هذه الاتفاقية في تعزيز المنظومة الصناعية المحلية، وفي خلق فرص جديدة بالنسبة للمقاولتين وشركائهما الوطنيين والدوليين، وفق ما جاء في بلا الديوان الملكي، الذي أبرز أن هذا الاتفاق، المتعلق بأنشطة المكتب الشريف للفوسفاط، يشمل خمسة مشاريع وهي شبكة النقل الكهربائي، والهيدروجين الأخضر، والكهرباء الخضراء، وتحلية المياه للاستخدام الزراعي، البحث والابتكار.

وكان الفرنسيون، أول من عجلوا بالاستفادة من الفرص الاستثمارية لـ"عرض المغرب"، مباشرة بعد رسالة الرئيس ماكرون إلى الملك محمد السادس، بتاريخ 30 يوليوز 2024، والتي أعلن فيها أن بلاده تعتبر أن "حاضر ومستقبل الصحراء يندرجان تحت السيادة المغربية"، قبل أن يلحقهم مستثمرون من فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية والصين.

وعرض المغرب، وفق ما جاء في بلاغ للديوان الملكي بتاريخ 22 نونبر 2022، يهدف إلى الارتقاء بالمغرب إلى نادي الدول ذات المؤهلات القوية في قطاع الهيدروجين الأخضر، والاستجابة للمشاريع المتعددة التي يحملها المستثمرون والرواد العالميون، ويشمل العرض مجموع سلسلة القيمة لقطاع الهيدروجين الأخضر بالمغرب، بما في ذلك الإطار التنظيمي والمؤسساتي، ومخطط البنيات التحتية الضرورية.

وكانت الحكومة قد أعدت "عرض المغرب" سنة 2023، وأعلن الملك عن ذلك في خطاب العرش للسنة ذاتها، داعيا إياها إلى "الإسراع بتنزيله بالجودة اللازمة، وبما يضمن تثمين المؤهلات التي تزخر بها بلادنا، والاستجابة لمشاريع المستثمرين العالميين، في هذا المجال الواعد".

القفطان.. وأزمة الهوية عند الجزائريين

طُويت معركة أخرى أرادت الجزائر أن تخوضها ضد المغرب، وهذه المرة ليس في مجلس الأمن بخصوص قضية الصحراء، بل داخل أروقة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو"، التي تعقد ...

استطلاع رأي

مع قُرب انطلاق نهائيات كأس إفريقيا للأمم "المغرب2025".. من تتوقع أن يفوز باللقب من منتخبات شمال إفريقيا؟

Loading...