غياب سانشيز عن لقاءات ترامب.. إعلام إسباني يعتبر تجاهل واشنطن لمدريد يخدم مصالح المغرب

 غياب سانشيز عن لقاءات ترامب.. إعلام إسباني يعتبر تجاهل واشنطن لمدريد يخدم مصالح المغرب
الصحيفة – محمد سعيد أرباط
الجمعة 22 غشت 2025 - 12:00

فتح غياب رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز عن اللقاءات التي استضافها البيت الأبيض لمناقشة الحرب في أوكرانيا وسبل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع روسيا، نقاشا واسعا في إسبانيا حول ما يُشبه "تجاهل مقصود" من واشنطن لمدريد، خاصة أن وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، صرح بأن الزعماء الأوروبيين الذين حضروا لعقد اللقاءات مع ترامب، كان حضورهم بدعوة من البيت الأبيض.

وحضر هذه اللقاءات زعماء كل من فرنسا وإيطاليا وألمانيا وبريطانيا وفنلندا، إلى جانب رئيسة المفوضية الأوروبية، ورئيس حلف الناتو والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، فيما غابت إسبانيا عن المشهد بشكل رغم كون سانشيز من أبرز الداعمين الأوروبيين لكييف ضد موسكو.

ووصفت الصحافة الإسبانية هذا الغياب بأنه إشارة واضحة إلى وجود ما يشبه خلاف بين مدريد وواشنطن، خاصة وأن الحكومة الإسبانية اتخذت في الفترة الأخيرة مواقف لا تتماشى مع التوجهات الأمريكية، من بينها رفض إسبانيا زيادة مساهمتها الدفاعية في إطار حلف شمال الأطلسي، وهو الملف الذي يشكل أحد أولويات إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض.

كما أن موقف مدريد من الحرب في غزة، حيث أبدى سانشيز انحيازه للقضية الفلسطينية وانتقاده العلني لإسرائيل، زاد من حدة التباين بين إسبانيا والولايات المتحدة، خاصة وأن الأخيرة تعتبر تل أبيب أحد أبرز حلفائها التاريخيين، وتواصل دعمها لإسرائيل بالرغم من الانتقادات الدولية للمجازر الهمجية التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في حق سكان قطاع غزة.

صحف إسبانية ذهبت أبعد من ذلك، واعتبرت أن "إقصاء" سانشيز من لقاءات واشنطن يصب في مصلحة المغرب، الذي ترى فيه الإدارة الأمريكية حليفا استراتيجيا أكثر موثوقية من إسبانيا، مشيرة إلى أن واشنطن أصبحت تراهن بشكل متزايد على الرباط، سواء في ملفات الأمن الإقليمي أو في إدارة التحالفات الاستراتيجية بشمال إفريقيا ومنطقة الساحل.

كما أشارت تقارير أخرى إلى أن الخلاف بين سانشيز وترامب قد يفتح الباب أمام إعادة النظر في مستقبل القاعدة العسكرية الأمريكية بإسبانيا، خاصة قاعدة "روتا"، التي لطالما شكلت محورا للتعاون الدفاعي بين  واشنطن ومدريد.

ويتزامن هذا الكلام، مع صدور تقارير إعلامية إسبانيا ودولية، تتحدث عن إمكانية نقل بعض التجهيزات أو حتى المقر الرئيسي للقيادة الأمريكية في إفريقيا "أفريكوم" من أوروبا إلى المغرب، كجزء من إعادة تموضع استراتيجي أمريكي في المنطقة.

ووفق المصادر نفسها، فإن هناك توجها داخل واشنطن نحو احتمالية فصل القسم الإفريقي لـ"أفريكوم" عن القيادة الأوروبية، في خطوة تهدف إلى تعزيز التواجد الأمريكي المباشر في القارة السمراء، مضيفة أن الأنظار تتجه إلى المغرب كأحد أبرز المرشحين لاحتضان المقر الجديد لهذه القيادة العسكرية، بالنظر إلى موقعه الاستراتيجي ومتانة شراكته العسكرية مع واشنطن.

وما يعزز من هذه الفرضية، حسب التقارير ذاتها، هو أن المغرب يحتضن منذ سنوات مناورات "الأسد الإفريقي"، التي تُعد أكبر التدريبات العسكرية التي تنظمها الولايات المتحدة في القارة، بمشاركة دول إفريقية وأوروبية عديدة.

كما أن واشنطن سبق أن درست بشكل ميداني خيار نقل مقر "أفريكوم" إلى قاعدة عسكرية مغربية، في سياق النقاش المستمر حول مستقبل القيادة الأمريكية في القارة. وفي حالة تم اعتماد هذا الخيار، فإن العلاقات المغربية – الأمريكية ستدخل مرحلة أكثر عمقا، بما يعزز موقع الرباط كحليف رئيسي للولايات المتحدة في شمال وغرب إفريقيا، على حساب مدريد التي تتعرض لعزلة متنامية في ظل حكومة سانشيز.

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

القفطان.. وأزمة الهوية عند الجزائريين

طُويت معركة أخرى أرادت الجزائر أن تخوضها ضد المغرب، وهذه المرة ليس في مجلس الأمن بخصوص قضية الصحراء، بل داخل أروقة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو"، التي تعقد ...

استطلاع رأي

مع قُرب انطلاق نهائيات كأس إفريقيا للأمم "المغرب2025".. من تتوقع أن يفوز باللقب من منتخبات شمال إفريقيا؟

Loading...