فضحتها المخابرات المغربية.. إسبانيا تكتشف أنشطة استخباراتية لدور القمار في سبتة ومليلية
فضحت أجهزة المخابرات المغربية أنشطة استخباراتية تقوم بها شركات أجنبية بمدينتي سبتة ومليلية تحت يافطة دور القمار، وذلك بعدما تعقبت تحركات مواطن مغربي جنى مكاسب طائلة عن طريق المراهنات عبر الانترنت، الأمر الذي دفع مركز الاستخبارات الوطني الإسباني إلى فتح تحقيقات معمقة كشفت عن الكثير من المفاجآت.
واكتشفت السلطات المغربية الأمر بعد أن انتبهت إلى دخول "مستثمر" مغربي إلى مدينة مليلية من أجل الحصول على مبلغ 50 ألف أورو قال إنه كسبها من أحد دور المراهنات الأجنبية المستقرة بالمدينة المحتلة، حيث انتبهت أجهزة المخابرات إلى أنه لا يملك ماضيا في ألعاب القمار حتى يتمكن من الظفر بهذا المبلغ الكبير.
ونسَّقت المخابرات المغربية مع نظيرتها الإسبانية بعدما اقتنعت بأن المعني بالأمر سيتقاضى المبلغ المذكور مقابل أنشطة أخرى تحت غطاء المراهنات، ما دفع الاثنين إلى التحري عن الأمر بشكل مشترك ليكتشفا أنه تلقى تلك الأموال مقابل نقل معلومات استخباراتية لشركة تركية، حسبما أوردته صحيفة "إل إسبانيول".
ووفق المصدر نفسه، فإن المخابرات المغربية وصلت إلى نتيجة مفادها أن المغربي المقيم بمدينة وجدة نقل معلومات تتعلق بمشروع سياحي وتجاري فاخر بإقليم الناظور كانت العديد من الشركات التركية قد أبدت اهتماما به، لكن هذه العملية لم تكن سوى رأس الخيط الذي سيقود إلى العديد من الأنشطة الاستخباراتية التي تقوم بها شركات المراهنات الأجنبية الموجودة بسبتة ومليلية.
وعادت السلطات الإسبانية إلى أنشطة تلك الدور منذ 2018، حيث اكشفت أن الشركات البريطانية تأتي على رأس القائمة المشتبه فيها، ويتعلق الأمر بمؤسسات نقلت أنشطتها من جبل طارق إلى سبتة ومليلية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بالنظر لكون دور المراهنات عبر الانترنت تستفيد من مزايا ضريبية في حال وجودها على أراضي الاتحاد.
وأورد التقرير أن المعلومات التي تهتم بها شركات القمار البريطانية، التي تحتكر 25 في المائة من دور المراهنات بمدينة سبتة، ذات طابع اقتصادي ومنها ما يتعلق بالمغرب، رابطا الأمر باتفاقية الشراكة الموقعة في أكتوبر 2019 بين الرباط ولندن والتي سبقت تنفيذ "البريكست"، حيث أعلنت العديد من الشركات الاستثمارية البريطانية منذ ذلك التاريخ نيتها الاستقرار بشمال المملكة.
وحسب المصدر ذاته فإن 24 دارا للمراهنة عبر الانترنت لديها موطن ضريبي في سبتة حاليا، منها 6 من بريطانيا و3 من مالطا، بالإضافة إلى أخرى قادمة من إسرائيل وروسيا وغيرهما، وتشتبه السلطات الإسبانية حاليا في أن بعضها تستخدم لغطاء لعمليات غسيل الأموال وبيع معلومات عن المغرب وإسبانيا لدول أخرى.