قائد في الجيش الإسباني: مدريد لا تتوفر على استراتيجية واضحة أمام ضغوط المغرب على سبتة ومليلية و"الناتو" لا يعطينا أي ضمانات لـ"حماية" المدينتين

 قائد في الجيش الإسباني: مدريد لا تتوفر على استراتيجية واضحة أمام ضغوط المغرب على سبتة ومليلية و"الناتو" لا يعطينا أي ضمانات لـ"حماية" المدينتين
الصحيفة - إسماعيل بويعقوبي
الأربعاء 27 غشت 2025 - 14:05

لا زال ملف سبتة ومليلية يرخي بظلاله على النقاش السياسي والعسكري في إسبانيا، بعد صدور دراسة جديدة عن المركز الأعلى للدراسات الدفاعية (Ceseden) تحذر من غياب استراتيجية فعالة لدى مدريد لمواجهة الضغوط المتصاعدة من المغرب.

وكشفت تقارير إعلامية إسبانية أن القائد في الجيش الإسباني إيميليو خوسي أرياس أوتيرو، أوضح أن السياسات الحالية لاسبانيا تعتمد على ردود أفعال ضعيفة ودفاعية، مما يمنح الرباط فرصة لفرض إيقاع المواجهة في الملفات الثنائية الحساسة على رأسها قضية ثغري سبتة ومليلية.

وبحسب الدراسة، يواصل المغرب تعزيز قوته العسكرية عبر اقتناء تجهيزات متطورة تشمل الطائرات المسيّرة، وأنظمة الدفاع الجوي، والفرقاطات، بدعم من الولايات المتحدة وفرنسا وإسرائيل، حيث يصف التقرير هذا التحديث العسكري بأنه "غير مسبوق" وقد يغير موازين القوة في المنطقة، خصوصاً إذا ما تجاوزت القدرات المغربية نظيرتها الإسبانية.

وزاد المصدر ذاته أن هذا التفوق المحتمل، قد يمنح الرباط أوراق تفاوضية أقوى في الملفات الثنائية، حيث لا يقتصر الضغط المغربي على المجال العسكري فحسب، بل يشمل أدوات هجينة تجمع بين الاقتصاد، والدبلوماسية، وملف الهجرة، وتقنيات التجسس مثل برنامج "بيغاسوس"، وفق مزاعم القائد العسكري الإسباني.

ويعتبر أوتيرو أن ردود الفعل الإسبانية حتى الآن كانت ضعيفة ودفاعية، قائمة على ردود أفعال متأخرة، ما يترك المغرب يفرض إيقاع المواجهة بينما تظل مدريد في موقع التابع، وهو ما يندرج في إطار ما يعرف بـ"معضلة الأمن"، حيث يؤدي سباق التسلح بين دولتين إلى تصاعد التوتر بدل تهدئته.

 كما يشير التقرير إلى أن استراتيجيات الأمن القومي الإسباني منذ عام 2000 لم تتناول بشكل صريح مطالب المغرب بشأن المدينتين، حتى في أزمات مثل الهجرة في ماي 2021، ما يضعف مصداقية إسبانيا في ردع خصومها.

ويوجه التقرير انتقادات حادة للسياسة الدبلوماسية الإسبانية، وخصوصا قرار حكومة مدريد بدعم مقترح الحكم الذاتي المغربي في الصحراء دون الحصول على مقابل واضح، معتبرا هذه الخطوة نوعا من "الاسترضاء الخطير" الذي قد يشجع المغرب على مزيد من الضغط في ملفات أخرى، بينها سبتة ومليلية.

 وفي السياق العسكري، يذكّر أوتيرو بأن المدينتين لا تشملهما بشكل صريح المادة الخامسة من معاهدة الناتو، ما يعني أن أي نزاع محتمل قد لا يستدعي تدخلا مباشرا من الحلف الأطلسي، مع الإشارة إلى تجربة أزمة جزيرة "ليلى" (بيريخيل) سنة 2002 كنموذج على ضعف الضمانات الأوروبية.

وخلص المصدر ذاته الى أن إسبانيا تفتقر إلى رؤية استراتيجية واضحة، ويجب اتخاذ خطوات عاجلة لتعزيز القدرات العسكرية، واعتماد خطاب دبلوماسي حازم تجاه الرباط، وتقليص الاعتماد المفرط على الحلفاء الأوروبيين والأطلسيين، بالإضافة إلى تطوير أدوات مواجهة الحرب الهجينة.

القفطان.. وأزمة الهوية عند الجزائريين

طُويت معركة أخرى أرادت الجزائر أن تخوضها ضد المغرب، وهذه المرة ليس في مجلس الأمن بخصوص قضية الصحراء، بل داخل أروقة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو"، التي تعقد ...

استطلاع رأي

مع قُرب انطلاق نهائيات كأس إفريقيا للأمم "المغرب2025".. من تتوقع أن يفوز باللقب من منتخبات شمال إفريقيا؟

Loading...