قادا حملة لجمع الأصوات لفائدته بعدما فشل في تصدر الجولة الأولى.. المغرب ومصر وراء حسم فوز مرشح موريتانيا برئاسة البنك الإفريقي
لعب المغرب، دورا محوريا، يوم أمس الخميس، في حسم ظفر مرشح موريتانيا، وزير الاقتصاد والمالية الأسبق، سيدي محمد ولد التاه، برئاسة البنك الإفريقي للتنمية، على الرغم من كون نواكشوط توجد خارج قائمة العشرين بلدا الأولى صاحبة أكبر المساهمات في رأسمال البنك.
واستغل المغرب ومصر موقعهما كسابع وثالث أكبر المساهمين في البنك الإفريقي للتنمية، بامتلاكهما تواليا 4,6 و6,2 في المائة من إجمالي الأسهم، وبالتالي من حقوق التصويت، لحسم الفوز لصالح مرشح موريتانيا، خصوصا في الجولتين الثانية والثالث، حينما قررا منحه أصواتها.
وكان ولد تاه قد حل ثانيا في الجولة الأولى من التصويت، بـ33,21 في المائة من إجمالي الأصوات، بعد مرشح زامبيا سامويل مونزيلي مايمبو الذي حصل على 40,41 في المائة من الأصوات من بينها أصوات مصر، ومتبوعا بالسنغالي أمادو هوت الذي حصل على 17,62 في المائة من الأصوات بما فيها أصوات المغرب، وإلى جانبهم كان هناك مرشحان آخران، هما عباس محمد تولي من تشاد، الذي أقصي من الدور الأول، وباجابوليلي سوازي تشابالالا من جنوب إفريقيا، التي ستقصى من الدور الثاني.
الجولة الثانية من التصويت شهدت عملية إعادة حاسمة لترتيب الأوراق، حين سيقرر المغرب مع مصر توجيه أصواتهما إلى المرشح الموريتاني، الذي لم تكن أصوات دول أخرى كافية بالنسبة له للاستمرار في المنافسة، رغم كونها تضمنت أصوات فرنسا وإسبانيا وإيطاليا والجزائر وتونس وليبيا وإثيوبيا ومالي وبوركينافاسو والنيجر والكوت ديفوار.
وكان ولد تاه في حاجة إلى استقطاب أصوات القارة الإفريقية تحديدا، وهو ما قام به المغرب ومصر، وفق ما أكده تقرير لموقع "أنباء" الموريتاني الذي أورد أن الدور المغربي "برز بشكل خاص، حيث لم يكتف بالتصويت لصالح ولد التاه، بل قاد حملة دبلوماسية فعَّالة لتحويل أصوات وازنة دعمت مرشح السنغال في الجولة الأولى، مما ساهم في رفع رصيد مرشح موريتانيا إلى 68,42 في المائة من الأصوات الإفريقية، و48.4 في المائة من إجمالي الأصوات في الجولة الثانية".
وتابع المصدر ذاته أن الموقف المصري بدوره "عكس تنسيقًا عربيًا متقدمًا، حيث انتقلت القاهرة من دعم المرشح الزامبي إلى التصويت لولد التاه، ما أعطى دفعة قوية للحملة الموريتانية التي لقيت دعمًا إضافيًا من ساحل العاج، دولة المقر، إضافة إلى الولايات المتحدة واليابان وكندا وألمانيا في الجولة الأخيرة".
هذا الأمر أكدته أيضا وكالة "الأخبار" الموريتانية المستقلة للأنباء، التي أوردت أن نواكشوط حسمت، في الجولة الثانية، بنسبة كبيرة، الفوز بأصوات الدول الإفريقية بعد حصولها على 68,42 في المائة (من أصوات إفريقيا)، كما رفعت نسبتها من مجموع الأصوات إلى 48،4 في المائة (من إجمالي أصوات كل الدول المساهمة).
وأشار المصدر ذاته إلى أن المرشح الموريتاني كان هو الوحيد الذي "زادت نسبته بشكل معتبر"، إذ انتزع أصواتا ونقاطا من مختلف منافسيه، حيث صوت له المغرب، بعد أن صوت في الجولة الأولى لمرشح السنغال، كما صوتت له مصر بعد أن صوتت في الجولة الأولى للمرشح الزامبي.
وكان ولد التاه قد استطاع حسم فوزه في الجولة الثالثة، بعد تمكنه من تجاوز سقف الخمسين في المائة من الأصوات، إذ حصل على 76,18 في المائة من إجمالي الأصوات، مقابل 20,26 في المائة لمرشح زامبيا، و3,55 في المائة لمرشح السنغال.





تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :