كرة القدم و"قوتها الناعمة".. إنجاز المغرب في المونديال متّن العلاقات مع فلسطين رغم محاولات "شيطنة الرباط"

عاشت الأراضي الفلسطينية خلال مونديال قطر 2022، على وقع تضامن عربي كبير مع القضية الفلسطينية، وقد ازداد التضامن أكثر متانة بعدما حقق المنتخب المغربي ضمن جميع المنتخبات العربية المشاركة، التأهل إلى دور الستة عشر، ليحقق أكثر المفاجآت بعدم التوقف إلى حين الوصول إلى نصف نهائي كأس العالم كأول منتخب عربي وإفريقي يصل إلى هذه المرحلة.

وتحول المنتخب المغربي انطلاقا من دور الستة عشر في المونديال، إلى المنتخب العربي الوحيد المتبقي في قطر الحامل على أكتاف لاعبيه إيصال الدعم إلى الفلسطينيين والقضية الفلسطينية، وهو ما تفاعل معه الفلسطينيون بشكل كبير، وتحولت المدن الفلسطينية وكأنها مدن مغربية بالنظر إلى المساندة الجماهيرية والمتابعة الشديدة لإنجازات أسود الأطلس في كأس العالم.

وساهمت مبادرات لاعبي المنتخب المغربي في رفع العلم الفلسطيني بعد كل مباراة يخضونها في المونديال، من حدة المتابعة الجماهيرية الفلسطينية، وتزايد التعاطف مع المنتخب المغربي من طرف الفلسطنيين وباقي الشعوب العربية، وهو ما أدى إلى تمتين العلاقات والروابط بين المغرب وفلسطين.

ولعب إنجاز المنتخب في المونديال، في وضع حد للكثير من الحملات المضادة للمملكة المغربية باستخدام القضية الفلسطينية، خاصة بعدما اتخذت الرباط منذ عامين خطوة استئناف العلاقات مع إسرائيل، حيث اعتبرت العديد من الأطراف العربية، ولاسيما المعروفة بعدائها تُجاه المغرب، أن هذه الخطوة هي "تطبيع" مع الكيان الإسرائيلي.

وبالرغم من أن الرباط أوضحت أن استئناف العلاقات مع إسرائيل لا يقف في وجه المواقف المغربية الثابتة لمساندة الفلسطنيين في إنشاء دولتهم المستقلة، إلا أن نفس الأطراف العربية المعادية، استغلت هذه الخطوة من أجل "شيطنة الرباط"، وإظهارها بمظهر المعادي للعرب والقضية الفلسطينية.

ويبدو من خلال ما حدث من تطورات خلال مونديال قطر 2022، أن تلك الحملات لم تأت أكلها، ولازالت العلاقات المغربية الفلسطينية على أحسن ما يرام، خاصة بين الشعبين المغربي ونظيره الفلسطيني، وبالتالي فإن كرة القدم "بقوتها الناعمة" ساهمت في إظهار هذه الحقيقية وفق ما يرى الكثير من المتتبعين.

جدير بالذكر أن المنتخب الوطني المغربي، سيُجري اليوم السبت مباراة الترتيب في المونديال أمام المنتخب الكرواتي، وهي المباراة التي يُتوقع أن تحظى بمتابعة جماهيرية كبيرة من طرف المواطنين الفلسطنيين في الضفة وقطاع غزة.