لقجع.. خمس سنوات من إخفاقات الكرة الوطنية وضبابية في حكامة تسيير الجامعة

 لقجع.. خمس سنوات من إخفاقات الكرة الوطنية وضبابية في حكامة تسيير الجامعة
الصحيفة - عمر الشرايبي
الجمعة 12 يوليوز 2019 - 18:00

هل يستقيل فوزي لقجع من رئاسة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم؟ سؤال يطرح نفسه بقوة في الآونة الحالية، خاصة بعد إخفاق متجدد لكرة القدم المغربية، متمثل في إقصاء المنتخب المغربي الأول من دور ثمن نهائي كأس أمم إفريقيا، التي تستضيفها مصر، من 20 يونيو وإلى غاية 19يوليوز.

خمس سنوات "عجاف"

من أعلى هرم كرة القدم الوطنية "خرج مايل". فصورة النتائج المحققة من قبل المنتخب الوطني الأول، خلال الخمس سنوات الأخيرة، منذ تولي فوزي لقجع، لرئاسة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، تعكس معها باقي نتائج الفئات السنية للمنتخبات الوطنية، التي تبقى متواضعة، مقارنة بما قد تم تحقيقه في الأمس القريب.

من المنتخب الأولمبي حتى منتخب الفتيان، أظهرت النتائج ضعفا ملحوظا للإدارة التقنية الوطنية في إبراز الكرة المغربية، قاريا، ثم دوليا، من خلال التظاهرات الكبرى، حيث تكرر مسلسل الإخفاق مع كل تصفيات لبطولات "الكاف".

بعد أن شارك المنتخب "الأولمبي" المغربي في دورة "لندن2012"، عقدت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، برئاسة فوزي لقجع، الذي تولى المهمة في أبريل 2014، من أجل تكرار ذات الإنجاز، خلال المحفل الدولي المنعقد كل أربع سنوات، إلا أن الطموح اصطدم بواقع الدور الأول من التصفيات، حين تعثر "الأولمبيون" المغاربة أمام نظرائهم التونسيين، ثم أربع سنوات بعد ذلك، وبحضور فوزي لقجع، بمدرجات ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، تكرر الإخفاق "الأولمبي" من ذات الدور، بعد أن تعثرت كتيبة المدرب الهولندي مارك فوت، أمام منتخب الكونغو الديمقراطية، قبل أن نحتفظ ببصيص من الأمل، بعد تأهل بـ"القلم" في انتظار ما سيحمله باقي المشوار نحو دورة "طوكيو2020".

في العهدة الرئاسية لفوزي لقجع، على رأس أعلى جهاز كروي بالمغرب، غاب أيضا المنتخب الوطني لفئة أقل من 20 سنة، عن الساحة القارية، في امتداد للفشل الذي رافق مرحلة ما بعد مشاركة "الأشبال" في نهائيات كأس العالم 2005 بهولندا وتحقيق المركز الرابع حينها، بعد الحلول رابعا في "كان2005" في البنين، إذ منذئذ والمنافسة القارية تجرى نهائيتها في غياب للمنتخب المغربي.

آخر الإخفاقات، تجلى في عدم بلوغ المنتخب المغربي لنهائيات كأس أمم إفريقيا، التي أقيمت في دولة النيجر، في الفترة ما بين 2 و17 فبراير المنصرم، بعد الخروج أمام المنتخب الموريتاني، خلال الدور الأول من التصفيات، في أبريل من السنة الماضية.

إلى منتخب الفتيان، الذي تمكن من تحقيق المركز الرابع في نهائيات كأس أمم إفريقيا لأقل من 17سنة، التي جرت بالمغرب، وبلوغ ثمن نهائي نهائيات كأس العالم لنفس الفئة السنية، بدولة الإمارات العربية المتحدة، سنة 2013، قبل أن يغيب الفتيان المغاربة عن الظهور القاري في مناسبتين، منذ تولي فوزي لقجع رئاسة الجامعة، حيث تجرعوا مراراة الإقصاء المبكر من "كان"2015 و2017.

من أجل مشاركة ثانية على مستوى التظاهرة القارية، تحمل الإطار الوطني جمال السلامي المسؤولية، حيث قاد النخبة المغربية لتحقيق التأهل إلى دورة تانزانيا، لكن المنتخب المغربي فشل في تجاوز دور المجموعات،  أمام الكاميرون، غينيا والسنغال، فكان الغياب عن نهائيات كأس العالم المقررة في البرازيل.

ملايير صرفت مقابل نتائج متواضعة..

تعتبر الأعلى ضمن ميزانيات الإتحادات الكروية التي لعبت "كان2019"، با يفوق 88مليار سنتيم، وفق آخر تقرير مالي، تلك التي استنزف منها المنتخب المغربي الأول أرقاما فلكية، وذلك خلال الأربع سنوات الأخيرة، حيث بلغ مجموع المصاريف أزيد من 300مليار سنتيم.  

وصرفت الجامعة خلال موسم 2014/2015 ما مجموعه 85 مليار سنتيم، خصص منها 20 مليار سنتيم للمنتخبات الوطنية، وبلغت 71 مليار سنتيم خلال موسم 2015/2016 منها 25 مليار سنتيم للمنتخبات الوطنية، و 2016/2017 ناهزت 73 مليار منها 24 مليار للمنتخبات الوطنية، ثم في 2017/2018 ارتفعت إلى 88 مليار، منها 24 مليار للمنتخبات الوطنية،في انتظار التعرف على ما جناه علينا "كان2019" بمصر والتحضبر له.

خلال ولاية لقجع، عرف المنتخب الوطني الأول، تحسنا نسبيا، من خلال النتائج المحققة، قياسا بحقب سابقة، لكنها ظلت لا تعكس حجم التطلعات المبنية عليها وسبل النجاح المرصودة لها، رغم أن "الأسود"، تحت إمرة الفرنسي هيرفي رونار، كسروا بعض "العقد" وتمكنوا من بلوغ نهائيات كأس العالم، بعد عشرين سنة من الغياب، لكن التاريخ لا يحتفظ إلا بالألقاب والبطولات!

ما الفائدة من بطولة احترافية؟..

في الوقت الذي أضحى المنتوج الكروي المحلي المغربي، يتحسن سنة تلو الأخرى، بعد أن دخل عالم "الاحتراف"، حيث أصبحت الفرق المغربية مهابة على المستوى القاري، من خلال الأرقام والنتائج المحققة على مستوى البطولات الإفريقية، فإن "قيمة" هذا المكسب لا يتم استثمارها في تكوين نواة منتخب وطني، الأخير الذي كان في السابق يصنع "فرح" المغاربة بأسماء تنشط في الوداد، الجيش الملكي، الرجاء، المغرب الفاسي، شباب المحمدية…

اهتمام جامعة لقجع بالأندية المحلية، خلال مشاركاتها القارية، لم يتطور ليصبح قاعدة نبني عليها نجاح المنتخب الأول، حيث "تقوقع" المنتخب الأول في منظومة منفردة، تظل موسمية، في الوقت الذي من المفترض أن تكون السلسلة تكمل بعضها البعض، مثل الشجرة المثمرة التي يتم سقيها..

وسط هذه المعادلة، يفقد اللاعب "المحلي" بوصلته، وهو يعي أن مكانته "الدولية" حكر على زملائه ممن كانوا محظوظين باللعب في فرنسا، بلجيكا وهولندا، هؤلاء الذين لا يكتشفون أجواء القارة السمراء إلا وهم مع معسكر المنتخب المغربي.

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

السيد فوزي لقجع.. السُلطة المُطلقة مفسدة مُطلقة!

بتاريخ 3 مارس الماضي، كشف منسق ملف الترشيح المشترك لإسبانيا والبرتغال والمغرب لكأس العالم 2030 أنطونيو لارانغو أن لشبونة لن تستضيف المباراة النهائية للمونديال. وأثناء تقديم شعار البطولة وسفرائها، أكد ...