لقجع يَخوض "أم المعارك" لمنع الجنوب إفريقي من رئاسة الـCAF.. والأخير يرغب بالفوز وضم البوليساريو للاتحاد القاري

 لقجع يَخوض "أم المعارك" لمنع الجنوب إفريقي من رئاسة الـCAF.. والأخير يرغب بالفوز وضم البوليساريو للاتحاد القاري
الصحيفة - عمر الشرايبي
الأحد 28 فبراير 2021 - 9:00

فاجأ ترشيج دولة جنوب إفريقيا لرجل الأعمال القوي باتريس موتسيبي، من أجل رئاسة الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم "كاف"، (فاجأ) المنتظم الكروي القاري، في ظل التجاذبات التي تطبع دواليب تسيير الأخير، وذلك منذ نهاية حقبة الكاميروني عيسى حياتو ثم تربع الملغاشي أحمد أحمد على الكرة الإفريقية.

وإن كان داني جوردان، رئيس اتحاد جنوب إفريقيا أو أمانجو بينيك، رئيس الاتحاد النيجيري، قد اختارا "البروفايل" الأنسب لقلب الطاولة على التيار الموالي للقيادة الحالية، بقيادة فوزي لقجع والكونغولي كونسنتانت عوماري، فالثنائي الأخير، مساندان لمرشح من حلف "شمال-غرب" القارة، سواء تعلق الأمر بالموريتاني أحمد ولد يحيى أو السنغالي أوغستين سانغور أو الإيفواري جاك أنوما.

لقجع في مواجهة "خصم" المغرب الرياضي والسياسي..

فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة الدقم، وإن كان خارج حسابات رئاسة الـ CAF، فإنه سيكون "الدينامو" المحرك لانتخابات 12 مارس، التي ستحضنها الرباط، خاصة وأن مصالح المغرب مرتبطة بسقوط جنوب إفريقيا، لاعتبارات أبعد مما هو رياضي، متعلقة بالصراع السياسي بين البلدين والتي تتمركز أساسا حول قضية الصحراء المغربية في تصور الرباط وجوهانسبورغ.

وسط هذا الصراع "الرياضي-السياسي"، سيكون لقجع أمام اختبار ديبلوماسي قوي، يختفي وراء شجرة انتخابات الـ CAF، حيث تطمح دول معادية للقضية المغربية بشأن الصحراء، إلى تحقيق انتصار تاريخي من قلب الرباط، وذلك بتتويج موتسيبي رئيسا للكونفدرالية، بعد أن كانت الأخيرة تحت قبضة مغربية طيلة السنوات الأخيرة، نظرا للعلاقة المتينة التي كانت تربط مدير ميزانية الدولة المغربية  بالملغاشي أحمد أحمد.

خير الدين زظشي، رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، الذي من الأجدر أن يصطف إلى جانب دول الجوار وحلفاء القارة "الفرنكفونيين"، قد يلعب ورقة استرجاع كبرياءه، بالتصويت لجنوب إفريقيا، خلال الاقتراع القادم، وذلك عقابيا، عن إسقاط اسمه من الترشح لعضوية مجلس الـ FIFA، و"سياسويا" نظرا لموقف دولة موتسيبي من قضية الصحراء، التي تدخل فيها الجزائر كطرف نزاع. 

ومن بين مخاوف المغرب من صعود موتسيبي لرئاسة الـ CAF، إقحام القضية الوطنية الأولى ضمن المشهد الكروي القاري، وذلك بإدراج جمهورية "البوليزاريو" الوهمية ضمن أسرة كرة القدم الإفريقية، كما هي معترف بها داخل جهاز الاتحاد الإفريقي، وذلك على الرغم من غياب أدنى أثر للممارسة الكروية على مستوى الجبهة الانفصالية.

باتريس موتسيبي.. من هو المرشح الأبرز لرئاسة الـ CAF؟

يعتبر باتريس موتسيبي من أول "المليارديرات" ذات البشرة السوداء في جنوب إفريقيا، رغم نشأة الصغير في عصر الاضطهاد "الأبارثايد" والتفرقة بين البيض والسود في أقصى جنوب القارة، إلا أنه نجح في مراكمة ثروة ضخمة في التاريخ المعاصر لبلاده.

صاحب الـ 58 عاما، في مجال توزيع الخمور، بعد أن حقق والده نجاحا كبيرا في هذه التجارة قبل أن يتم نفيه بسبب معارضته الشديدة لنظام الفصل العنصري، حيث عمل مع ذلك على إدخال باتريس وأشقائه الـ 6 لمدرسة كاثوليكية داخلية، وهي الفرصة التي كانت لا تتوفر للكثير من السود في جنوب إفريقيا أنذاك، مما جعل جميع أركان قصة النجاح تكتمل ليولد أحد أقوى رجالات جنوب إفريقيا.

بعد ذلك، حصل موتسيبي على إجازة في القانون، من جامعة سوازيلاند وشهادة أخرى في القانون من جامعة "فيتفاترستراند"، قبل أن يدخل شركة "بومان جيلفيلان" للعمل في 1988 ويصبح من شركائها الأساسيين في 1993.

ومع انتهاء عصر الفصل العنصري، ترك موتسيبي وظيفته ليبدأ رحلة في عالم التعدين، حيث أن نموذجه كان يقضي لمنح رواتب قليلة للعمال مع الكثير من الحوافز المرتبطة بالإنتاج، وهو الأمر الذي حقق لشركته الأولى "فيوتشر" نجاحا كبيرا.

مسار موتسيبي العملي وانخراطه في عملية استخراج الفحم والذهب، قاده إلى مراكمة ثروة كبيرة كما جعلته قادرا على شراء نسبة 51 بالمئة من نادي "ماميلودي صنداونز" في سنة 2003، قبل أن يستحوذ عليه كاملا في عام 2004، هذا الأخير الذي أضحى فريقا مرجعيا في القارة الإفريقية يضاهي كبار الأندية في مسابقة دوري الأبطال.

موتسيبي، الذي حصل على ترشيح اتحاد بلاده للظفر بمقعد الـCAF، يستوفي شروطه القانونية لذلك، بعد أن قضى أكثر من 5 سنوات في مجال كرة القدم، مرتكزا على علاقاته البارزة، فأخته الكبرى متزوجة من سيرال رامافوسا، رئيس جنوب إفريقيا الحالي، كما له  دعم عدد من دول جنوب القارة مثل بوتسوانا وسييراليون، بجانب نيجيريا.

10 مرتكزات في برنامج موتسيبي الانتخابي لرئاسة الـ CAF

عقد باتريس موتسيبي، صباح السبت، مؤتمر صحافي، في مركز المؤتمرات "ساندتون بيل غالاغر" في جوهانسبرج عاصمة جنوب إفريقيا، لتقديم برنامج ترشحه لرئاسة الكونفدرالية الافريقية لكرة القدم "كاف"، حيث حضره مجموعة ضخمة من وسائل الإعلام المحلية والأجنبية، كما تحدث فيه لأول مرة عن فرص نجاحه في الانتخابات القادمة، يوم 12 مارس المقبل، بالعاصمة المغربية الرباط.

غير أن المرشح الجنوب إفريقي سيكون في مهمة "شبه مستحيلة" للظفر بمقعد رئاسة "الكاف" الذي يتداخل فيه الرياضي بالسياسي، ضمن الصراع القائم بين المغرب وجنوب إفريقيا داخل القارة.

وفي الوقت الذي كان من المفترض أن تكون انتخابات الكونفدرالية الإفريقية للتصويت عن رئيس جديد لها خلفا للملغاشي أحمد آحمد ضمن حدودها الرياضية، وجد المغرب نفسه أمام تحد كبير يطغى عليه السياسي على الرياضي، حيث تقف الحكومة الجنوب إفريقية بكل ثقلها لدعم مرشحها للظفر برئاسة الـ CAF ومن تم تصريف مواقفها السياسية في القارة، ضمن أجندات الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، ولعل أهمها ضم جبهة البوليساريو إلى الـ CAF، مستندة في ذلك على اعتراف الاتحاد الإفريقي بالجهبة الانفصالية، وهي الرغبة التي تطبخ في الخفاء منذ ما يقارب من أربع سنوات مضت، كان فوزي لقجع دائما في مواجهتها ضمن كواليس مباراة غير رياضية تلعب في الكواليس وتستعمل فيها جميع "الأسلحة" الغير مكشوفة.

في خضم ذلك، يخوض فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، والنائب الأول لرئيس الـ CAF حربا حقيقية لقطع الطريق عن ممثل جنوب إفريقيا باتريس موتسيبي للظفر بالرئاسة، من خلال دعم أحد المرشحين الثلاث أكان الموريتاني أحمد ولد يحيى أو السنغالي أوغستين سانغور أو الإيفواري جاك أنوما.

في ظل كل هذا الصراع الخفي، ستجرى "حرب حقيقة" يوم 12 مارس المقبل في الرباط، بدأتها الدول بثقلها الديبلوماسي، لدعم مرشحيها، في حين بدأ فوزي لقجع الاشتغال على شبكة علاقاته المتشعبة إفريقيا استعدادا لـ"أم المعارك" لإسقاط المرشح الجنوب إفريقيا من رئاسة الكاف ثم الظفر بمقعد بمجلس الـ FIFA.

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

إهانة موسمية

المغرب ليس بلدا خاليًا من الأعطاب، ومن يدعي ذلك فهو ليس مُخطئا فحسب، بل يساهم، من حيث لا يدري في تأخر عملية الإصلاح، وبالتالي يضر البلد أكثر مما ينفعه، ولا ...

استطلاع رأي

مع تصاعد التوتر بين المغرب والجزائر وتكثيف الجيش الجزائري لمناوراته العسكرية قرب الحدود المغربية بالذخيرة الحيّة وتقوية الجيش المغربي لترسانته من الأسلحة.. في ظل أجواء "الحرب الباردة" هذه بين البلدين كيف سينتهي في اعتقادك هذا الخلاف؟

Loading...