لوكورتيي أمام الخريطة الكاملة للمملكة.. فرنسا تُخبر الجزائر: لا تراجُع عن الاعتراف بمغربية الصحراء مهما تصاعدت الأزمة
حمل ظهور السفير الفرنسي بالرباط، كريستوف لوكورتيي، أمام الخريطة الكاملة للمملكة المغربية، في شريط فيديو بثته حسابات السفارة الفرنسية على منصات التواصل الاجتماعي، وهو ما حمل دلالات سياسية واضحة، تؤكد انسجام الموقف الفرنسي الجديد الداعم للوحدة الترابية للمغرب، مع التصريحات السابقة للسفير وزياراته الميدانية لمدن الصحراء.
الصورة التي بدا فيها لوكورتيي، وهو يقف أمام خريطة تظهر المملكة بكل أقاليمها بما في ذلك أقاليم الصحراء، جاءت لتجسد بوضوح الموقف المعلن لقصر "الإليزي" الداعم لسيادة المغرب على الصحراء، في خطوة تتجاوز ضبابية المواقف السابقة التي اتسمت بها باريس لسنوات.
ومنذ تعيينه سفيرا لباريس بالرباط سنة 2022، أبان لوكورتيي عن بوادر تحول حقيقي في مواقف فرنسا إزاء الملفات الخلافية مع المغرب، وعلى رأسها قضية الصحراء، حيث حرص في أكثر من مناسبة على التعبير بوضوح عن دعم بلاده لمخطط الحكم الذاتي باعتباره الحل الوحيد لهذا النزاع الإقليمي.
ولعل أبرز ما يعزز هذا التوجه، الزيارة التي أجراها لوكورتيي إلى الأقاليم الجنوبية للمغرب في نونبر 2024، حيث حل بمدينة العيون على رأس وفد رفيع ضم مسؤولين فرنسيين وخمسين رجل أعمال، وهي زيارة لم تقتصر على الجانب البروتوكولي، بل حملت أجندة سياسية واقتصادية وثقافية واضحة، شملت لقاء المنتخبين المحليين والولاة، وإطلاق مشاريع تعليمية وثقافية، وصولا إلى إعلان إنشاء مقر "الاتحاد الفرنسي" في الصحراء.
جدير بالذكر أن ملف الصحراء كان من أبرز القضايا الثقيلة التي وجدها كريستوف لوكورتيي على مكتبه بسفارة فرنسا منذ تعيينه، فقد ظل الموقف الفرنسي لفترة طويلة يراوح مكانه بين دعم غير صريح ولغة دبلوماسية حذرة، ما أثار انزعاج الرباط، خاصة بعدما اختارت قوى دولية كبرى، على غرار الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وإسبانيا، حسم موقفها بالاعتراف بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، بينما بقيت باريس في المنطقة الرمادية.
وفي خضم هذا الارتباك، برز كريستوف لوكورتييه كعنصر "تهدئة" فعال، دون أن يفقد البوصلة السياسية، حيث اختار نهج إعادة بناء الثقة بين الرباط وباريس، بعيدا عن التصريحات الصدامية أو المواجهات المباشرة، وهو الأسلوب الذي تُرجم بوضوح في مداخلاته وتصريحاته التي سبقت الاعتراف التاريخي للرئيس إيمانويل ماكرون بالسيادة المغربية على الصحراء.




