لولاهم لأصبحت مدينةً مغربيةً.. اليمين الإسباني يريد إقامة نصب للجنود الذين "قاوموا" حصار الخطابي لمليلية

 لولاهم لأصبحت مدينةً مغربيةً.. اليمين الإسباني يريد إقامة نصب للجنود الذين "قاوموا" حصار الخطابي لمليلية
الصحيفة – حمزة المتيوي
السبت 30 يناير 2021 - 19:51

لا يُفوت اليمين الإسباني في الوقت الراهن أي فرصة للتذكير بالصراع التاريخي بين المملكتين المتجاورتين الواقعتين شمال وجنوب البحر الأبيض المتوسط، خاصة عندما يتعلق الأمر بمدينتي سبتة ومليلية، وهذه المرة جاء التذكير من الحزب الشعبي الذي لا يخفي رئيسه هناك، خوان خوسي إمبرودا، اعتراضه على قرار إزالة تمثال الجنرال فرانسيسكو فرانكو، لكن إذا تم ذلك فإنه يفضل تعويضه بنصب تذكاري تكريما للجنود الإسبان الذين "قاوموا" حصار محمد بن عبد الكريم الخطابي للمدينة.

ولا يرى إمبرودا أن قرار لجنة الثقافة بمجلس مدينة سبتة إزالة تمثال فرانكو من مدخل ميناء مليلية كنوع من "الاعتذار لإسبانيا" أمر جيد، كونه يعتبره تكريما لجميع "الأبطال الإسبان الذين فقدوا أرواحهم لإنقاذ أهالي مليلية والدفاع على تراب المدينة وإبقائها ضمن الأراضي الإسبانية"، لذلك فهو يرى أن رمزية التمثال لا تقف عند شخص فرانكو، وأن ما سيقوم به مجلس المدينة ليس سوى محاولة لنيل "مكاسب سياسية على غرار ما فعلته الحكومة المركزية عندما قررت نقل رفاة الجنرال من مقبرته في وادي الشهداء".

غير أن رئيس الحزب الشعبي في مليلية وجد هذا القرار فرصة للتلويح مجددا بفكرة إنشاء تذكاري بديل لمن وصفهم بـ"أبطال 21"، في إشارة إلى جنود الفيلق الإسباني الذي دخل المدينة عبر البحر في 24 يوليوز 1921 لمقاومة هجمات جيش الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي، وذلك تزامنا مع الذكرى المائوية لهذا الحدث التاريخي التي تحل هذه السنة، موردا "اليوم بعد مرور قرن على ذلك التاريخ نتذكر أنه لولا تلك الأعمال البطولية لما كانت مليلية اليوم على ما هي عليه، لولا أولئك الأبطال لكانت مليلية اليوم مدينة مغربية ولما كان هنالك وجود إسباني عليها".

وكانت ثورة الأمير الخطابي على الاحتلال الإسباني لأراضي الريف المغربي قد بلغت ذروتها بعد معركة "أنوال" في 17 يوليوز 1921، والتي حقق فيها مقاتلوه انتصارا ساحقا على الجيش الإسباني النظامي الذي كان يوجد على رأسه الجنرال مانويل سيرفيستري فيرنانديز، الذي انتحر برصاصة في الرأس بعد أن فقد أكثر من 10 آلاف من جنوده أرواحهم على أرض المعركة بالإضافة إلى آلاف الجرحى ومئات الأسرى.

غير أن محمد بن عبد الكريم الخطابي لم يوقف عملياته القتالية ضد الإسبان أملا في بسط سيادته على كافة أرجاء مناطق الريف، ليتجه نحو مدينة مليلية التي فرض عليها حصارا خانقا اضطر قواتها لطلب الدعم العسكري من شبه الجوزيرة الإيبيرية، لكن الأمير الريفي فضل في نهاية المطاف عدم دخول المدينة لكون قواته تفتقر "للانضباط اللازم" في مثل هذه العمليات، إذ سبق أن تحدث في حوار صحفي فرنسي عن كونه يخشى من أن تشمل العمليات العسكرية المدنيين وفضل عدم الدخول في تعقيدات دولية.

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

هناك ما هو أهم من "ذباب الجزائر"!

لم تكن العلاقة بين المغرب والجزائر ممزقة كما هو حالها اليوم. عداء النظام الجزائري لكل ما هو مغربي وصل مداه. رئيس الدولة كلما أُتيحت له فرصة الحديث أمام وسائل الإعلام ...

استطلاع رأي

في رأيك، من هو أسوأ رئيس حكومة مغربية خلال السنوات الخمس والعشرين من حكم الملك محمد السادس؟

Loading...