مرور 6 أشهر على القطيعة.. العلاقات الإسبانية الجزائرية تصل إلى الباب المسدود

 مرور 6 أشهر على القطيعة.. العلاقات الإسبانية الجزائرية تصل إلى الباب المسدود
الصحيفة – محمد سعيد أرباط
الأثنين 19 شتنبر 2022 - 17:39

مرت 6 أشهر بالتمام والكمال على انطلاق الأزمة الدبلوماسية بين الجزائر وإسبانيا، على خلفية تغيير الأخيرة موقفها من قضية الصحراء المغربية بإعلان دعمها لمبادرة الحكم الذاتي، في رسالة وجهها رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، إلى الملك محمد السادس في 18 مارس الماضي.

وقالت وكالة الأنباء الإسبانية غير الرسمية "أوروبا بريس" في هذا السياق، إن الجزائر منذ أن سحبت سفيرها من إسبانيا عقب تغيير مدريد موقفها من قضية الصحراء، لم يعد إلى منصبه، وبالتالي مر نصف عام على عدم وجود ممثل دبلوماسي للجزائر في إسبانيا وهو ما يشير إلى استمرار القطيعة بين البلدين.

وأضاف نفس المصدر، أن المحاولات التي قامت بها إسبانيا لإعادة العلاقات إلى نصابها مع الجزائر، لم تفلح، حيث لازالت الجزائر مصرة على عدم استئناف علاقاتها مع مدريد، بسبب ما وصفته بـ"خيانتها لقضية الشعب الصحراوي"، مشيرا إلى أن الجزائر لم تكتف بسحب السفير، بل أتبعته بالعديد من القرارات الأخرى المضادة لإسبانيا.

وأشارت "أوروبا بريس"، إلى قرار تعليق الجزائر لاتفاقية الصداقة والتعاون مع إسبانيا، إضافة إلى قرار إيقاف المعاملات التجارية بين البلدين، وبالتالي لا تظهر في الآفق أي علامات بإمكانية انتهاء الأزمة قريبا، في ظل استمرار مدريد في دعم المغرب في قضية الصحراء، ورفض الجزائر لهذا الدعم.

وما يزيد من قتامة آفاق العلاقات الجزائرية الإسبانية، وفق ذات المصدر، هو أن الرئيس الإسباني أعرب مؤخرا عن رغبته في زيارة الجزائر لإصلاح العلاقات الثنائية، إلا أن الجزائر -يضيف المصدر- تجاهلت تصريح سانشيز ولم ترد عليه لا بالإيجاب ولا بالسلب.

ويرى ملاحظون أن العلاقات الثنائية بين البلدين وصلت إلى الباب المسدود، في ظل ما تسعى إليه الجزائر وما لا تستطيع فعله إسبانيا، ويتعلق الأمر بربط الجزائر عودة العلاقات مع إسبانيا بتراجع الأخيرة عن موقفها من قضية الصحراء، وهو أمر يبقى شبه مستحيل، حيث من وجهة نظر مدريد هذا لا يُعتبر حلا، بل نقل الأزمة من الجزائر التي تبقى أقل ضررا على كل حال، إلى المغرب الذي قد يصل إلى مرحلة فتحة أزمة جد مؤثرة وقوية على مدريد بالنظر إلى القرب الجغرافي والروابط الاقتصادية والتجارية العديدة التي تربط البلدين.

وتجدر الإشارة إلى أن الورقة القوية الوحيدة التي في يد الجزائر والتي قد تستعملها لاحقا ضد إسبانيا، هي ورقة الغاز، حيث تُعتبر مدريد من زبناء الجزائر في هذا القطاع، وهناك مخاوف إسبانية من رفض الجزائر تمديد عقود إمداداها للغاز إلى إسبانيا بعد سنوات من الآن، في حالة استمرار الأزمة الثنائية.

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

هناك ما هو أهم من "ذباب الجزائر"!

لم تكن العلاقة بين المغرب والجزائر ممزقة كما هو حالها اليوم. عداء النظام الجزائري لكل ما هو مغربي وصل مداه. رئيس الدولة كلما أُتيحت له فرصة الحديث أمام وسائل الإعلام ...

استطلاع رأي

في رأيك، من هو أسوأ رئيس حكومة مغربية خلال السنوات الخمس والعشرين من حكم الملك محمد السادس؟

Loading...