مستشار ترامب مسعد بولس يستعد لزيارة المغرب والجزائر في الأيام المقبلة في إطار مساعي حل نزاع الصحراء
يستعد مسعد بولس، المستشار الرئاسي الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، المكلف بالشؤون الإفريقية والشرق أوسطية، للقيام بزيارة إلى كل من المغرب والجزائر خلال الأيام القليلة المقبلة، وذلك في إطار جهود دبلوماسية أمريكية جديدة لإعادة تنشيط مساعي تسوية نزاع الصحراء.
وأفادت مجلة "جيوبوليتيكال ديسك" المتخصصة في الشؤون السياسية الدولية، في تقرير خاص، بأن الزيارة ستحدث قريبا، في الأيام المقبلة، استنادا إلى مصادر دبلوماسية رفيعة فضلت عدم الكشف عن هويتها، مضيفة أن هذه الزيارة تندرج ضمن تحرك أوسع من جانب إدارة ترامب لإعادة ضبط انخراطها في منطقة شمال إفريقيا والساحل، مع التركيز على تسوية النزاعات واتباع عقيدة جديدة تقوم على مبدأ "التجارة لا المساعدات"، في سياق إعادة تموضع الاستراتيجية الأمريكية في القارة.
ويأتي هذا التحرك الجديد، وفق المجلة المذكورة، في وقت يُسند فيه إلى بولس، القيام بأدوار دبلوماسية متقدمة، بعد نجاحه في تحقيق اختراقات ملموسة في كل من جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا، حيث ساهمت وساطاته في فك جمود المفاوضات بين الأطراف المتصارعة.
غير أن التحدي الذي يواجهه بولس اليوم، وفق ما أوردته المجلة ذاتها، يتمثل في خوضه لمشهد سياسي أكثر تعقيدا في دول مثل ليبيا والسودان. بالإضافة إلى إلى النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية، الذي يُعتبر محورا أساسيا لزيارة بولس إلى كل من الجزائر والمغرب.
وكان بولس قد أعلن في تصريحات سابقة، خلال مقابلة أجراها مع قناة "العربية" في أبريل الماضي، عن عزمه القيام بزيارة إلى المغرب والجزائر للمساهمة في الإسراع بإيجاد حل لهذا النزاع، الذي يقترب عمره من نصف قرن، مشددا على أهمية الملف بالنسبة للإدارة الأمريكية.
وأكد المستشار الرئاسي أن وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، كان قد شدد بدوره، خلال لقائه مع نظيره المغربي ناصر بوريطة، على ضرورة الإسراع في إيجاد حل مقبول من جميع الأطراف، وهو ما يعكس انخراط واشنطن المتجدد في دعم المساعي الأممية لإيجاد تسوية نهائية وعادلة.
وأشار بولس في ذات التصريح السابق إلى أن الرئيس ترامب كان يأمل في طي ملف الصحراء خلال ولايته الرئاسية، عقب إعلانه في دجنبر 2020 عن اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، إلا أن التغيير الذي طرأ على الإدارة الأمريكية حال دون استكمال هذا المسار.
وفي المقابل، أعرب بولس عن تفاؤله بالتوجه الحالي، مشيرا إلى أن الإدارة الأمريكية الجديدة مصممة على إيجاد حل نهائي للنزاع، وأنها حريصة على إقامة علاقات جيدة مع كل من المغرب والجزائر، رغم ما وصفه بـ"الفتور" القائم بين البلدين الجارين.
وأضاف أن الولايات المتحدة تعتبر المغرب والجزائر دولتين صديقتين، وقال: "لا شك أن المغرب حليف وصديق، لكن نأمل أيضاً في بناء علاقة متينة مع الجزائر"، مشددا على أهمية معالجة الوضع الإنساني للاجئين الصحراويين في الجزائر في إطار أي حل شامل.
ويرى مراقبون أن تحركات بولس قد تمهد الأرضية لمرحلة جديدة من الوساطة الأمريكية، خصوصا إذا ما ترافقت مع دعم أوروبي وإفريقي متزايد لمبادرة الحكم الذاتي المغربية، باعتبارها أرضية واقعية للحل تحظى بدعم واسع داخل المنتظم الدولي.