معاهدة باريس 1783.. أمريكا تبدأ مرحلة الاستقلال التام بعد اعتراف المغرب
تسترجع الولايات المتحدة الأمريكية هذه الأيام الذكرى الـ236 لتوقيع معاهدة باريس للسلام مع بريطانيا، والتي كانت الخطوة الأولى والرسمية نحو استقلالها التام، بعدما خلصت المعاهدة إلى إنهاء الحرب الأهلية بين البريطانيين والأمريكيين التي اندلعت في سنة 1775م.
هذه المعاهدة التي تم توقيعها في 3 شتنبر 1783م بالعاصمة باريس، أنهت ما يُعرف في التاريخ الأمريكي اليوم، بالثورة الأمريكية، أي الثورة التي قادها "الإنفصاليون" عن العرش البريطاني، والتي راح ضحيتها الآلاف من الجنود طيلة 8 سنوات من الحروب الدموية، إلى أن انتهت باستقلال أمريكا عن العرش البريطاني.
ووقع هذه الاتفاقية من الطرف الأمريكي جون أدامس، وبينجامين فرانكلين، وجون جاي، في حين كان الطرف البريطاني مكون من دافييد هارتلي عضو البرلمان البريطاني ممثلا الملك جورج الثالث، وقد جرى توقيع اتفاقية السلام في فندق دي يورك في العاصمة الفرنسية باريس.
في خضم هذه الأحداث في التاريخ الأمريكي، يحضر اسم المملكة المغربية بقوة، باعتبارها أول بلد في العالم يعترف باستقلال أمريكا عن العرش البريطاني، وكان ذلك في سنة 1777م في عهد السلطان محمد الثالث الذي كان قد وقع على الاعتراف باستقلال الأمريكيين.
ورغم أن الاستقلال الأمريكي التام عن العرش البريطاني حدث 6 سنوات بعد اعتراف المغرب، إلا أن عدد من المؤرخين الأمريكيين، يعتبرون اعتراف المغرب شكل دعما كبيرا للأمريكيين للإصرار على الاستقلال والدخول في مواجهات طاحنة مع البريطانيين من أجل نيله كاملا.
وتظهر أهمية اعتراف المغرب باستقلال أمريكا، في القرارات التي أفرزتها السلطات المغربية أنذاك، باعتبار الأساطيل الأمريكية صديقة، وسمح لها بالرسو في الموانئ المغربية، خلال قتالها ضد الأساطيل البريطانية.
ونظرا لقوة الإمبراطورية المغربية في تلك الفترة، فإن اعترافها باستقلال أمريكا، ترك وقعا كبيرا في العالم أنذاك، وأعطى للأمريكيين مزيدا من المصداقية والشرعية في قتالهم ضد البريطانيين من أجل الاستقلال التام عن عرش بريطانيا، إلا أن تأتى ذلك لهم في سنة 1783م.