مقرب من ماكرون.. سفير فرنسا السابق في تل أبيب يؤكد أن باريس حائرة في ملف الصحراء بعد اعتراف إسرائيل بمغربيتها
خلط الاعتراف الإسرائيلي بمغربية الصحراء، أوراق الكثير من الدول التي أضحت مالبة أكثر فأكثر بحسم موقفها من هذا الملف، وفي مقدمتها فرنسا التي تعيش الآن أزمة دبلوماسية غير مسبوقة مع المملكة، الأمر الذي يؤكده سفير باريس الأسبق لدى إسرائيل والدبلوماسي المقرب من الرئيس إيمانويل ماكرون، جيرارد آرو.
وتفاعل آرو مع مقال للكاتب المغربي الطاهر بن جلون، نشرته مجلة "لوبوان" بعنوان "الصحراء الغربية: ماكرون في الفخ المغربي"، والذي يتحدث عن الضغط الذي وضعته الرباط على عاتق قصر الإليزي بعد الإعلان عن مضامين الرسالة التي توصل بها الملك محمد السادس من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والتي يعلن فيها هذا الأخير اعتراف بلاده بمغربية الصحراء.
وأورد الدبلوماسي الفرنسي، الذي كان سفيرا لبلاده لدى تل أبيب خلال الفترة ما بين 2003 و2006، إن فرنسا "التي كانت دائما الداعم الأكبر للمغرب في هذه القضية، تجد نفسها غارقة على يمين بسلسلة من الاعترافات بمغربية الصحراء الغربية، وبشكل يكشف الحيرة التي تعيشها باريس تساءل عبر تغريدة "ما العمل؟ النهج على نفس المنوال وانتهاك قرارات مجلس الأمن؟ أم مقاومة الضغط؟".
وإلى جانب عمله في السابق كسفير لدى إسرائيل، شغل آرو منصب السفير الممثل الدائم لفرنسا لدى الأمم المتحدة ما بين 2009 و2014، وخلال هذه الفترة تعامل كثيرا مع ملف الصحراء خصوصا داخل أروقة مجلس الأمن، كما كان سفيرا لدى الولايات المتحدة الأمريكية ما بين 2014 و2016، وهو من الدبلوماسيين المقربين من ماكرون والمدافعين عن توجهاته.
وقبل أسابيع أثار آرو الجدل عندما تفاعل مع التقارير التي تطرقت لمضي نحو 4 أشهر على انتهاء ولاية محمد بنشعبون كسفير للمملكة في باريس دون اختيار الرباط أي اسم لتعويضه إلى حدود اللحظة، بأنه "ابتزاز مغربي معتاد بخصوص الصحراء الغربية"، على حد توصيفه، رابطا ذلك بالاعتراف الأمريكي بالسيادة المغربية على المنطقة أواخر سنة 2020 عبر مرسوم رئاسي للرئيس السابق دونالد ترامب.
وأورد الدبلوماسي الفرنسي أن فرنسا "كانت لعقود وحيدة في الدفاع عن المصالح المغربية في مجلس الأمن"، في إشارة إلى دعمها السابق لمقترح الحكم الذاتي، وذلك تفاعلا مع تقرير أكد أن عدم تعيين المغرب لسفير له في فرنسا طيلة 4 أشهر تقريبا، أمر لم يسبق له مثيل في تاريخ العلاقات بين البلدين، بالإضافة إلى عدم إتمام زيارة ماكرون إلى الرباط على الرغم من إعلانها في باريس عدة مرات.
وفي بداية الأسبوع الجاري، قال بلاغ للديوان الملكي إن الملك محمد السادس "توصل برسالة من الوزير الأول لدولة إسرائيل بنيامين نتنياهو، ومن خلال هذه الرسالة، رفع الوزير الأول الإسرائيلي إلى علم الملك قرار دولة إسرائيل الاعتراف بسيادة المغرب على أراضي الصحراء الغربية".
وأضاف البلاغ "وفي هذا الصدد، أكد الوزير الأول الإسرائيلي أن موقف بلاده هذا سيتجسد في كافة أعمال ووثائق الحكومة الإسرائيلية ذات الصلة، وشدد أيضا، على أنه سيتم إخبار الأمم المتحدة، والمنظمات الإقليمية والدولية التي تعتبر إسرائيل عضوا فيها، وكذا جميع البلدان التي تربطها بإسرائيل علاقات دبلوماسية بهذا القرار"، وأفاد نتنياهو بأن إسرائيل "تدرس إيجابيا فتح قنصلية لها بمدينة الداخلة، وذلك في إطار تكريس قرار الدولة هذا".
