منظمة "الفاو" التابعة للأمم المتحدة تصنف مياه الكناري كمناطق مغربية والحكومة الإسبانية ترفض الاحتجاج

 منظمة "الفاو" التابعة للأمم المتحدة تصنف مياه الكناري كمناطق مغربية والحكومة الإسبانية ترفض الاحتجاج
الصحيفة - حمزة المتيوي
الخميس 20 يناير 2022 - 21:30

فاجأت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "الفاو" الصيادين الإسبان، خلال تحديثها الأخير لخارطة مناطق الصيد في العالم، بتصنيف أجزاء من المياه الإقليمية لجزر الكناري على أنها مناطق مغربية، وذلك في غمرة التجاذب مع المغرب حول ترسيم حدوده البحرية المحاذية لأقاليم الصحراء، الأمر الذي تحول إلى قضية سياسية استدعت مُساءلة حكومة بيدرو سانشيز من طرف البرلمان.

ويبدو أن هذا الموضوع كان حساسا جدا داخل إسبانيا، لذلك فإن الطرف الذي حرك المساءلة هو الحزب العمالي الاشتراكي الذي ينتمي له رئيس الوزراء، عن طريق ممثلته في مجلس النواب عن لاس بالماس، أرياغونا غونزاليس، ونائب المتحدث باسم كتلته البرلمانية، فيليبي سيسيليا، ولم تنفِه الحكومة ما ورد صدر عن "الفاو" مبرزة أن الأمر يتعلق بتقسيم خريطة مناطق الصيد عبر العالم والتي تشمل المناطق والتقسيمات الفرعية، والمستخدمة في عمليات تسجيل ومراقبة أنشطة الصيادين.

ووفق معطيات الاستفسار البرلماني فإن صيادين من جزيرة "لانثاروتي"، الموجودة شرق الأرخبيل، اكتشفوا هذا الأمر قبل شهور قليلة عن طريق برنامج إلكتروني تستخدمه سفنهم، علما أن هذا الأمر لم يحدث من قبل، والمفاجئ أكثر كان هو جواب حكومة سانشيز التي لم تر في ذلك "اعتداءً على السيادة الإسبانية"، واعتبرت أن هذه الخطوة "ليس لها أي تأثير على المياه الإقليمية"، لذلك فقد استبعدت تقديم أي شكاية رسمية إلى "الفاو".

وفسرت الحكومة موقفها بكون تلك التقسيمات البحرية تستخدم من طرف المنظمة الأممية للأغراض الإحصائية بشكل حصري، وهي تقوم على ترسيم الحدود بشكل مُتَّسِم بعدم الدقة، وتنطلق من مشاورات تقوم بها مع منظمات الصيد الدولية وبناء على اعتبارات مختلفة، مضيفة أن المنطقة التي أطلقت عليها "الفاو" اسم الساحل المغربي تشمل المياه المغربية والإسبانية في آن واحد، خالصة إلى أنها "ستتشاور مع المنظمة بشأن تعديل محتمل للتسمية في المستقبل".

وجاء هذا المستجد متزامنا مع محاولات مدريد إنهاء الأزمة المستمرة مع الرباط منذ شهر أبريل الماضي، والتي قامت الخارجية المغربية على إثرها باستدعاء سفيرتها للتشاور، كما أنه أتي في وقت لا زالت فيه حكومة الكناري ترفض الاعتراف ببإتمام ترسيم الحدود البحرية للمغرب بالسواحل الأطلسية للصحراء، والذي سيُفقدها السيادة الخالصة على أجزاء واسعة من تلك المنطقة ذات الثروات السمكية والمعدنية والطاقية الكبيرة.

إهانة موسمية

المغرب ليس بلدا خاليًا من الأعطاب، ومن يدعي ذلك فهو ليس مُخطئا فحسب، بل يساهم، من حيث لا يدري في تأخر عملية الإصلاح، وبالتالي يضر البلد أكثر مما ينفعه، ولا ...