من الجانب الإسباني إلى المغربي.. كولومبي بهوية غامضة وجزائري متهم بالقتل يحاولان عبور سياج مدينة سبتة

لم يعد السياج الحدود لمدينة سبتة، يستقبل المرشحين للهجرة غير النظامية الراغبين في الانتقال من الجانب المغربي إلى الجانب الإسباني من الحدود، بل أصبح العكس مطروحا أيضا وبشكل أكثر خطورة، حيث شرع المهاجرين غير النظاميين من جنسيات مختلفة في مراوغة الحرس المدني الإسباني وتجاوز السياج، آخرهما كولمبي وجزائري.

ووفق معطيات وسائل إعلام محلية، فإن السلطات الإسبانية ضبطت أول أمس الجمعة، مواطنا يحمل الجنسية الكولومبية، وهو يحاول اجتياز السياج الحدودي من الجانب الإسباني إلى المغربي بشكل غير نظامي، الأمر الذي دفع عناصر حماية الحدود إلى التحرك لإلقاء القبض عليه بعدما تلقوا إنذارا من نظرائهم المغاربة.

وأودت المصادر ذاتها أن المعني بالأمر سُلم إلى عناصر الحرس المدني، وقال إنه يرغب في دخول المغرب لكنه تعرض للمنع من طرف السلطات الحدودية، مقدما مجموعة من الوثائق التي تثبت هويته، حيث اتضح أن هويته الإسمية حقيقية في مقابل ذلك تم الاشتباه في صحة الإجراءات التي ادعى القيام بها، بالإضافة إلى التشكيك في نواياه.

وبالفعل، اكتشفت السلطات الإسبانية بحوزة المواطن الكولومبي عند تفتيشه وثيقة هوية أخرى تحمل اسما وصورة مختلفين، ليتم تسليمها إلى الشرطة الوطنية من أجل التحقق من خلفياتها، وجرى التحفظ على المعني بالأمر إلى حين إتمام البحث وإحالته على القضاء.

وتأتي هذه الخطوة بعد أيام قليلة من ضبط السلطات الحدودية الإسبانية لمواطن جزائري، وهو يحاول عبور السياج الفاصل بين طرفي الحدود عن طريق السباحة، قبل أن يتضح أن الأمر يتعلق بشخص مبحوث عنه داخل الحدود الأوروبية، ولكونه مشتبها فيه في قضايا تتعلق بجرائم قتل في فرنسا، ما دق ناقوس الخطر بخصوص المراقبة الإسبانية للسياج الحدودي.

وعادة ما كان يشهد سياج مدينة سبتة محاولات للعبور من الجانب المغربي صوب الجانب الإسباني، من طرف مهاجرين غير نظاميين من المغرب أو دول إفريقيا جنوب الصحراء، كما سبق تسجيل محاولات لعبوره بشكل غير نظامي من طرف جنسيات عربية أخرى، جزائرية وسورية ويمنية وفلسطينية، لكن نادرا ما كان الأمر يتعلق بمحاولات فرار المجرمين.

وسبق أن عرف الطرف الإسباني من الحدود محاولات لعبوره بشكل غير نظامي نحو الأراضي المغربية، وتحديدا خلال فترة الإغلاق التي تلت جائحة كوفيد 19، عندما لجأ العديد من المغاربة إلى عبوره عن طريق السباحة، بعدما طال بهم الانتظار دخل مدينة سبتة، وهو ما كان وضعا استثنائيا انتهى بعد اتفاق البلدين على فتح الحدود استثنائيا للسماح بتنقل العالقين.