من ضحاياها المغرب.. تحقيق يكشف فضيحة تجسس دولية دامت لعقود

 من ضحاياها المغرب.. تحقيق يكشف فضيحة تجسس دولية دامت لعقود
الصحيفة - بديع الحمداني
الخميس 13 فبراير 2020 - 22:31

فجرت كل من صحيفة "واشنطن بوست الأمريكية وقناة ZDF الألمانية، فضيحة تجسس من العيار الثقيل، قامت بها وكالة الاستخبارات الأمريكية CIA ومخابرات الخارجية الألمانية منذ بداية السبعينات إلى غاية العقد الأول من الألفية الجديدة، وكان من بين ضحاياها المغرب.

وحسب التحقيق الذي نشرته الصحيفة الأمريكية المذكورة، بخصوص هذه القضية، فإن أزيد من 120 دولة في العالم، كانت منذ بداية السبعينات هدفا للتجسس على رسائلها المشفرة السرية الخاصة، بسبب ثقة هذه الدول في شركة سويسرية تدعى "Crypto AG".

ووفق واشنطن بوست، فإن شركة "كريبتو إي جي" السويسرية، كانت تتخصص في صناعة أجهزة التشفير، وكانت أعداد كبيرة من الدول العالمية تقتني أجهزة منها من أجل الحصول على إمكانية إرسال رسائل مشفرة خاصة بها تتعلق بشؤونها السرية دون أن يتمكن أحد من معرفة تلك الرسائل.

لكن الحقيقة الصادمة التي لم تكن تلك الدول تعلم بها، وهي أن تلك الشركة كانت في ملكية وكالة الاستخبارات الأمريكية "السي آي إيه" والمخابرات الخارجية لألمانيا الغربية أنذاك، وبالتالي فإن هاتين المخابراتين كانتا تستطلعان على الرسائل المشفرة لتلك الدول التي كانت تقتني أجهزة التشفير من تلك الشركة السويسرية المملوكة لهما.

وقالت صحيفة واشنطن بوست، إن المخابراتين الأمريكية والألمانية المالكتين للشركة، ظلتا خلال عقود طويلة يتلقيان أموالا طائلة عبر بيع أجهزة التشفير عبر شركة "Crypto AG"، وفوق ذلك يتمكنان من معرفة اسرار تلك الدول بالاطلاع على الرسائل المشفرة التي ترسلها عبر أجهزة التشفير.

أغلب الدول التي كانت ضحية لهذا "الفخ التجسسي" المدوي، هي الدول الإفريقية والأسيوية بما فيها الشرق الأوسط، وتحضر الدول العربية بكثافة حيث بلغ عدد البلدان العربية 15 عددا بلدا ممن كانوا هدفا لتجسس الألمان والأمريكان، وهم المغرب والجزائر وتونس وليبيا ومصر والسودان والعرق والأردن والكويت ولبنان وعمان وقطر والسعودية وسوريا والإمارات العربية المتحدة.

المثير في التحقيق الذي نشرته صحيفة "واشنطن بوست" هو أن 4 دول لم يدخلن ضمن البلدان العالمية التي تعرضت للتجسس، أو لم تقتني أجهزة الشركة السويسرية، هي إسرائيل والسويد وسويسرا وبريطانيا، حيث كانوا على علم بما يجري، عن طريق إعلامهم سواء من طرف ألمانيا أو الولايات المتحدة الأمريكية، في حين لم تقتن الصين أو الاتحاد السوفياتي أي أجهزة تشفير من الشركة السويسرية.

وأشارت واشنطن بوست أن المخابرات الألمانية قررت الانسحاب من الشركة مع بداية التسعينات، بعد خشيتها من اكتشاف الأمر، غير أن وكالة الاستخبارات الأمريكية CIA ظلت مالكة للشركة السويسرية إلى غاية 2018 فقررت بيع أسهمها والتخلي عن الشركة، بعد تراجع الاعتماد على أجهزة التشفير والتوجه نحو التشفير الرقمي.

هذا وقد أشارت تقارير إعلامية في سويسرا وألمانيا اليوم الخميس، عن قيام السلطات في البلدين بفتح تحقيقات في هذه القضية التي فاجأت دول العالم، خاصة الدول التي كانت من أكثر زبائن الشركة السويسرية "Crypto AG"، وجل تلك الدول لازالت تلتزم الصمت إلى حدود الآن.

هل الدولة الجزائرية عبارة عن "هجرة غير شرعية في التاريخ"؟

في حوار أجريناه في "الصحيفة" شهر غشت من سنة 2021 مع نور الدين بوكروح الذي يعتبر من السياسيين والمثقفين القلائل في الجزائر الذين ينتقدون "نظام الحكم" في البلاد المبني على ...