مَصدر خاص - بعد تَأْدِيَتِهَا، اليوم، لليمين الدستوري وتنصيبها بشكل رسمي.. الحكومة الكينية ستراجع موقفها من الصحراء

 مَصدر خاص - بعد تَأْدِيَتِهَا، اليوم، لليمين الدستوري وتنصيبها بشكل رسمي.. الحكومة الكينية ستراجع موقفها من الصحراء
الصحيفة - وسام الناصيري
الخميس 27 أكتوبر 2022 - 21:00

أكد مصدر رفيع المستوى في تصريح خاص لــ"الصحيفة" أن عدم تصويت كينيا على نص القرار الأممي رقم 2554، الذي صاغته الولايات المتحدة الأمريكية، لتمديد ولاية بعثة المينورسو إلى غاية 31 أكتوبر 2023، رفقة روسيا، سيكون "آخر قرار لكينيا غير مؤيد بشكل واضح للمغرب في قضية الصحراء".

وأشار المصدر الرفيع المستوى، أنّ الرئيس الكيني ويليام روتو أكد لأعلى سلطة في المملكة المغربية أن قراره بـ "طرد جبهة البوليساريو من كينيا لا رجعة فيه، وأن الأمر يتعلق بمساطر ستأخذ مجراها بعد تنصيب الحكومة الجديدة، وتأديتها لليمين الدستوري لتباشر عملها وفق النصوص الدستورية".

وكانت كينيا رفقة روسيا قد امتنعتا، اليوم، عن التصويت على القرار الأممي رقم 2554 الخاص بتمديد مهمة بعثة الأمم المتحدة في الصحراء "مينورسو"، وهو ما اعتبر استمرار لموقف كينيا المعادي للمغرب في وحدته الترابية، ويخالف المؤشرات التي أظهرها الرئيس الكيني ويليام صامويل روتو عند تنصيبه رئيسا للبلاد واستقباله لوزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، حيث أكد، بعدها، في تدوينة على صفحته الرسمية عن "تأييده لخطة الحكم الذاتي في الصحراء، وعلى طرده لبعثة جبهة البوليساريو من كينيا"، قبل أن يعود ويحذف التدوينية، ويكتب أُخرى يَدعم من خلالها جهود الأمم المتحدة فيما يتعلق بملف الصحراء.

هذا التخبط، برره مصدر "الصحيفة" بارتباك حصل للرئيس الكيني المنتخب في تصريف موقف "تعتبره نخبة تقليدية في كينيا بالحساس"، وهو ما "جعله يتدارك الأمر بإزالة التدوينة، في انتظار تنصيب حكومته، بشكل رسمي، قبل تفعيل قراراته التي تخص السياسة الخارجية للبلاد وفق ما ينص عليه دستور البلاد".

ولا يبدو أن الرئيس الكيني الجديد، سيجد، معارضة كبيرة من النخبة السياسية التي تحضى بدعم جماهيري كبير في الشارع الكيني، كما هو حال رئيس الوزراء الكيني السابق، رايلا أودينغا، الذي أكد في وقت سابق أنه يعرف جيدا قيمة العلاقات بين بلاده والمملكة المغربية، التي اعتبرها "مهمة ومفيدة".

ونفى أودينغا الذي سبق أن ترشح للانتخابات الرئاسية في كينيا سنة 2007، أي انتقاد وَجَهَهُ للرئيس الكيني الحالي، ويليام صامويل روتو، بعد إعلان الأخير عن دعمه للوحدة الترابية للمغرب، وعن طرد بعثة جبهة البوليساريو الانفصالية من نايروبي.

وأشار رئيس الوزراء السابق لكينيا، في تدوينة على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أن التقارير المتداولة التي تفيد بأنه هاجم قرار الرئيس صامويل روتو بمراجعة سياسة كينيا بشأن البوليساريو هي تقارير خاطئة". مشيرا أنه "لم يذكر جبهة البوليساريو قط، كما أنه يَعرف العلاقات المهمة والمفيدة بين كينيا والمغرب".

وشدّد رايلا أودينغا أن "تعليقه على قرار الرئيس صامويل روتو جاء بسبب الطريقة التي اتخذ بها القرار"، في إشارة إلى اعتماد الرئيس الكيني، صامويل روتو إعلان طرده للبوليساريو من كينيا ودعمه لمغربية الصحراء، عبر صفحته على "تويتر" دون إصدار بيان رسمي يعبر عن قرار الدولة الكينية.

وكانت الحكومة الكينية الجديدة، قد أدت اليوم الخميس بقصر الدولة بالعاصمة نيروبي، اليمين الدستورية، وذلك خلال حفل ترأسه الرئيس وليام روتو. وجرت مراسم أداء اليمين غداة موافقة المجلس الوطني على الفريق الحكومي الجديد تنفيذا لمقتضيات الدستور، وبهذا، يكون الرئيس ويليام صامويل روتو قد بدأ فعليا في ترسيم سياست كينيا الداخلية والخارجية في بلاد تعاني من ديون بلغت 70 مليار دولار، وهشاشة اجتماعية كبيرة، مع ارتفاع في معدل التضخم وصل في البلاد إلى 9.2 في المئة شهر غشت الماضي، وهو أعلى مستوى منذ أكثر من 5 سنوات، في حين تراجعت قيمة العملة "الشيلنغ" مقابل الدولار.

وفي بلاد شريحة كبيرة من المجتمع فيها هم من الفلاحين الفقراء الذين يمثلون فئة عريضة من المجتمع الكيني، تحتاج البلاد إلى دعم هذه الطبقة التي طالبت بتخفيض أسعار الأسمدة المستعملة في الزراعة، وهو وعد به الرئيس الكيني في حملته الانتخابية مقدما للكينيين وعدا بالقول: "سنعمل على تخفيض أسعارها عند انتخابنا"، وهو ما يشير إلى وجود وعود مغربية تلقاها روتو بنى عليها حملته الانتخابية من أجل الفوز برئاسة البلاد.

ووعدت الرباط، الرئيس الكيني، باتفاقية تدعم المجال الفلاحي في كينيا من خلال تصدير الأسمدة المستخرجة من الفوسفاط المغربي، بما يناسب الوضع الاقتصادي للفلاحين الكينيين، وهو ما تعتبره الرباط يدخل في سياق اتفاقيات رابح/رابح لفتح آفاق تعاون بين الدول الإفريقية، وفق المصالح المشتركة، وهو ما يبدو أن الرئيس الكيني سيبدأ في تفعيله، رسميا، بعد تنصيب حكومته اليوم، وانتفاء أي عارض لبسط قرارات بلاده السيادية بشكل دستوري.

السيد فوزي لقجع.. السُلطة المُطلقة مفسدة مُطلقة!

بتاريخ 3 مارس الماضي، كشف منسق ملف الترشيح المشترك لإسبانيا والبرتغال والمغرب لكأس العالم 2030 أنطونيو لارانغو أن لشبونة لن تستضيف المباراة النهائية للمونديال. وأثناء تقديم شعار البطولة وسفرائها، أكد ...