نجا من الموت خلال العشرية السوداء وفر إلى المغرب.. وفاة آخر رهبان "تيبحيرين" تحيي فرضية تورط الجيش الجزائري في المجزرة

 نجا من الموت خلال العشرية السوداء وفر إلى المغرب.. وفاة آخر رهبان "تيبحيرين" تحيي فرضية تورط الجيش الجزائري في المجزرة
الصحيفة من الرباط
الثلاثاء 23 نونبر 2021 - 9:00

نعت الكنيسة الكاثوليكية بالفاتيكان وفاة الراهب جون بيير شوماخر، آخر الناجين من مجزرة دير تيبحيرين بالجزائر، والذي كان قد تمكن من الفرار بعد مداهمة الدير إلى جانب راهب آخر يدعى "الأخ أميدي"، قبل أن يستقر في دير بمنطقة ميدلت بالمغرب، لتطوى بذلك آخر صفحات المأساة التي كانت إحدى مخلفات العشرية السوداء في الجزائر، والتي لا زالت الجماعة الإسلامية المسلحة والجيش الجزائري يتقاذفان مسؤوليتها إلى اليوم.

وتوفي "الأخ جون بيير" بالمغرب عن عمر يناهز 97 عاما، بعد أن حضر تطويب رفاقه السبعة الذين ماتوا سنة 1996 في دير "سيدة الأطلس" عندما قرر الفاتكان إحياء ذكراهم في غشت من سنة 2018 بمدينة وهران الجزائرية، وأيضا بعد أن التقى بالبابا فرانسيس خلال زيارته للمغرب في مارس من سنة 2019 حيث استقبله بحرارة وقبل يده، وقدم التعازي للأمين العام للمؤتمر الأسقفي بفرنسا، هيغ دو وويلمونت، ووزير داخلية باريس جيرالد دارمانان، في رحيله.

وكان الراهب جون بيير وزميله أميدي قد استطاعا الفرار من الدير الذي يبعد عن الجزائر العاصمة بـ 80 كيلومترا، بعد مداهمته من طرف مسلحين اختطفوا منه 7 رجال دين مسيحيين يحملون الجنسية الفرنسية، أكبرهم يدعى لوك دوشيي ويبلغ من العمر 82 عاما، وأصغرهم سنا هو كريستوف لوبروتون البالغ من العمر 45 ربيعا، وقال بيان منسوب للجماعة الإسلامية المسلحة، في 23 ماي 1996 أن هذه الأخيرة قامت بإعدامهم ذبحا بسبب رفض الحكومة الفرنسية التفاوض معها.

وفي 30 ماي 1996 أعلن الجيش الجزائري أنه عثر على رؤوس الرهبان الضحايا بمدينة المدية دون الكشف عن مصير جثامينهم، لكن المثير في الأمر هو أن رئيس الرهبانية، الأب أموند فيلو، قال إن السلطات الجزائرية زعمت وضع رفات الضحايا بالكامل في توابيت، لكن أمام إصراره على فتحها اكتشف أنها كانت تضم الرؤوس فقط إلى جانب أياس من الرمل، الأمر الذي وضع علامات استفهام حول سبب إخفاء الجثث.

وظل الأمر لغزا كبيرا خاصة مع عدم إعلان الجزائر عن فتح أي تحقيق لمعرفة حقيقة ما جرى، وفي سنة 2009 عادت القضية إلى الواجهة عندما صرح جنرال فرنسي يدعى بوشوالتر بأن الرهبان قتلوا "خطأ" بنيران القوات الجزائرية، مبرزا أنه توصل بمعطيات من طرف جنرال جزائري شارك في العملية أخبره أن الضحايا قضوا خلال اشتباك بين المسلحين الإسلاميين والعسكريين، وأضاف أنه سلم تقريرا بذلك إلى رئيس هيئة أركان الجيش الفرنسي وسفير فرنسا بالجزائر، لكنه تعرض "للإهمال". 

إهانة موسمية

المغرب ليس بلدا خاليًا من الأعطاب، ومن يدعي ذلك فهو ليس مُخطئا فحسب، بل يساهم، من حيث لا يدري في تأخر عملية الإصلاح، وبالتالي يضر البلد أكثر مما ينفعه، ولا ...