هل المغاربة يتعايشون مع كورونا.. أم كورونا هي التي تتعايش معهم؟
يُعتبر المغرب حاليا في قائمة البلدان العالمية الموبوءة بفيروس كورونا المستجد، نظرا للأرقام المرتفعة من الإصابات التي أصبح البلد يسجلها كل 24 ساعة، بمعدل يفوق ألفي حالة، وهو معدل لا يُسجل سوى في 40 دولة في العالم، ويحتل المغرب المرتبة 32 فيها.
كما أن المغرب، وفق الإحصائيات العالمية، يُعتبر ثاني بلد إفريقي أكثر تسجيلا لإصابات فيروس كورونا المستجد في القارة السمراء بعد جنوب إفريقيا، بعدد إصابات بلغ 128 ألف و565 إصابة، متجاوزا مصر التي كانت لشهور هي ثاني بلد إفريقي الأكثر تسجيلا لإصابات كورونا.
وأظهرت الأرقام المسجلة يوم الجمعة، 2521 إصابة في ظرف 24 ساعة، أن المغرب بلدا موبوءا بفيروس كورونا، وعدد الإصابات لازال مرشحا للارتفاع، ويُفترض أن يبدأ المغاربة في التعايش مع هذا الوباء، فهل هذا هو ما يحدث الآن في المغرب، أم أن وباء كورونا هو الذي يتعايش مع المغاربة من وجهة نظر ساخرة؟
فوفق عدد من المتتبعين للوضع الوبائي في المغرب، فإن الاحتياطات الاحترازية والتدابير الوقائية التي بدأت السلطات المغربية في فرضها في الأسابيع الأخيرة، لا تلقى احتراما كبيرا من طرف المواطنين في مختلف مناطق المملكة، خاصة في كبريات المدن المغربية، وعلى رأسها مدينة الدار البيضاء.
وقالت مصادر محلية بالدار البيضاء في تواصل مع "الصحيفة" أن التدابير الاحترازية والإجراءات التي فرضتها مؤخرا في مدينة الدار البيضاء من أجل تفادي تفشي وباء كورونا، لا تلقى أي احترام من المواطنين، وتعيش المدينة وكأنه لا يوجد لأي فيروس إسمه كوفيد 19 أو كورونا.
وحسب عدد من المتتبعين، فإن الوضع الحالي في الدار البيضاء، ينطبق بصور شبه مماثلة في عدد من المدن الأخرى التي تعرف ارتفاعا في عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد في الأسابيع الأخيرة، الأمر الذي يطرح العديد من التساؤلات حول كيف يمكن للمغرب أن يخرج من مستنقع هذا الوباء في ظل هذه الأوضاع؟.
ويرى متتبعون للأوضاع الوبائية في العالم، أن شعور الخوف من فيروس كورونا تراجع بشكل كبير في مختلف مناطق العالم، وهذا هو السبب الذي يقف وراء توقف إجراءات الحجر الصحي في جل بلدان العالم، وحتى التي تطبق اجراءات صارمة لا يوجد هناك احترام تام لتلك الاجراءات مثلما كان عليه الوضع في الشهور السابقة.
ويُعتبر هذا الوضع النفسي هو نفسه الذي ينطبق على المغرب والمغاربة، فحالة الخوف والرهبة من كوفيد 19 تراجعت إن لم تكن قد اختفت، والأوضاع على أرض الواقع هي التي تكشف هذه الحقيقة، وبالتالي يبقى التساؤل هو متى ينجح المغرب في تجاوز هذه الأزمة؟




