هل انتهى "جود" أخنوش بمرور الانتخابات؟.. الذراع الإحساني للتجمعيين يختفي هذه السنة بعد أن وزع مليون قفة قبل عام

 هل انتهى "جود" أخنوش بمرور الانتخابات؟.. الذراع الإحساني للتجمعيين يختفي هذه السنة بعد أن وزع مليون قفة قبل عام
الصحيفة من الرباط
الثلاثاء 12 أبريل 2022 - 12:00

في أبريل من العام الماضي، الذي تزامن أيضا مع شهر رمضان، كان هناك "فاعل جمعوي" شد انتباه الكثيرين وخاصة منهم السياسيين، ليس فقط لأنه قرر فجأة توزيع "مليون قفة" على المواطنين المغاربة من الذين يعانون الفقر والهشاشة، ولكن أيضا لأن من يقف وراءه هو أثرى أثرياء المغرب والرجل الذي كان ينافس حينها على رئاسة الحكومة، عزيز أخنوش، الأمر يتعلق بجمعية "جود" التي اختفت هذه السنة من الساحة في عز غلاء الأسعار بعد اتهامات كثيرة وُجهت لها بالقيام بحملة انتخابية تحت غطاء إحساني.

وقبل نحو سنة من الآن، كانت هذه الجمعية مثار جدل كبير، فجره عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، الذي أصبح الآن وزيرا للعدل في الحكومة التي يرأسها أخنوش، لكن حينها قال عن "جود" إنها "أصبحت أزمة سياسية في المغرب وأكبر فضيحة موجودة الآن" في إشارة إلى الفترة التي سبقت الانتخابات العامة لسنة 2021، وتساءل "أين كانت هذه الجمعية قبل اليوم، حتى خرجت الآن بمليون قفة؟"، مبرزا أنها تابعة لحزب التجمع الوطني للأحرار.

ولم يكن وهبي وحده من تطرق إلى هذا الموضوع حينها، بل أيضا الوزير السابق والأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، نبيل بنعبد الله، الذي قال إن "جود" وزعت مليون قفة قيمة الواحدة منها ما بين 150 و200 درهم، ما يعني أنها أنفقت ما بين 150 و200 مليون درهم لتوزيع المساعدات على الفقراء على بعد 4 أشهر من الانتخابات، مستغربا كيف استطاعت الحصول على كل هذه المبالغ، قبل أن يصف أنشطتها بـ"الانتخابوية" والتي تهدف إلى حشد الأصوات لصالح حزب أخنوش.

https://youtu.be/9Hh3V4dUOqk?t=27

وكانت انتقادا وهبي وبنعبد الله حينها لاذعة لدرجة أن أخنوش خرج بنفسه عبر فيديو بثته حساباته الرسمية عبر مواقع التواصل الاجتماعي ليقول إنه "وقف شخصيا" على تنمية جمعية "جود" إلى العديد من المحسنين، وقال مهاجمتها تهدف إلى "التشكيك في النوايا وضرب مجهود المؤسسة"، وأضاف "جود مؤسسة للتضامن تشتغل على امتداد التراب المغربي بشراكة مع مئات الجمعيات وعلى المئات من المشاريع التي تهم العالم القروي، مثل الطرق والماء الصالح للشرب وبناء الأقسام الدراسية والتعليم الأولي وتكوين النساء في مجال الخياطة والصحة والتمريض، إلى جانب مشاريع لفائدة الشباب".

وحينها قال أخنوش حرفيا إن هذه الجمعية "توجد في الميدان منذ 5 أو 6 سنوات ولم تصبح مشكلة إلا عندما اقتربت الانتخابات"، لكن ما هو ملموس على أرض الواقع غير ذلك، فقبل السنة الانتخابية لم يكن اسم "جود" يُتداول كثيرا عند الحديث عن العمل الإحساني بالمغرب، وخاصة خلال شهر رمضان، والآن بعد أن انتهت الانتخابات وشُكلت الحكومة التي أضحى وهبي وحزبه أحد أركانها، لا أثر لنشاطها عبر وسائل الإعلام ولم يعد "التجمعيون" المتحمسون للعمل الخيري يظهرون ضمن أنشطتها.

هل الدولة الجزائرية عبارة عن "هجرة غير شرعية في التاريخ"؟

في حوار أجريناه في "الصحيفة" شهر غشت من سنة 2021 مع نور الدين بوكروح الذي يعتبر من السياسيين والمثقفين القلائل في الجزائر الذين ينتقدون "نظام الحكم" في البلاد المبني على ...