وزير خارجية تونس الأسبق: الجزائر وليبيا القذافي اشترتا الأصوات الإفريقية لصالح البوليساريو بالأدوية والنفط والدولارات

 وزير خارجية تونس الأسبق: الجزائر وليبيا القذافي اشترتا الأصوات الإفريقية لصالح البوليساريو بالأدوية والنفط والدولارات
الصحيفة – حمزة المتيوي
الأربعاء 17 فبراير 2021 - 16:31

أماط أحمد ونيس، وزير الخارجية التونسي الأسبق، اللثام عن بعض كواليس تبني منظمة الوحدة الإفريقية لقرار منح العضوية لجبهة "البوليساريو" الانفصالية عن طريق الاعتراف بما يسمى "الجمهورية العربية الصحراوية" سنة 1984، إذ أكد أن النظامين الجزائري والليبي وقتها اعتمدا على "الرشاوى" و"الابتزاز" من أجل إقناع الدول الإفريقية بالتصويت لصالح مقترحهما، وهو الأمر الذي شمل مقايضة الأصوات بشحن الأدوية والنفط وحتى بالأموال.

وخلال حواره مع قناة "أواصر تي في" الرقمية التابعة لمجلس الجالية المغربية بالخارج، يوم أمس الثلاثاء، قال ونيس إنه كان شاهدا على كواليس التصويت بصفته مديرا لإفريقيا في وزارة الخارجية التونسية لمدة سنتين، مبديا اقتناعه بأن الدول الإفريقية "لم تؤمن يوما بالكيان الصحراوي، وقرارات منظمة الوحدة الإفريقية كانت تحت وطأة انتهازية الجزائر وليبيا".

وأورد الدبلوماسي التونسي "لقد كنت شاهدا على وجود سوق للأصوات والقرارات داخل المنظمة، إذ هناك من قال لي لا تلمني لأن الجزائر وليبيا ستسدد عنا فاتورة الأدوية لمدة 6 أشهر، أو لأنهما ستهدياننا باخرة من النفط ستسد حاجياتنا في الطاقة لمدة سنة"، وتابع أن أحد ممثلي دولة في جنوب القارة أخبره أن رئيس الوفد الليبي عرض عليه حقيبة من الدولارات مقابل التصويت لقرار الاعتراف بدولة في الصحراء داخل مقر المنظمة.

وشدد ونيس على أن "ما يسمى القضية الصحراوية ليست سوى انعكاس لأطماع الجزائر في الهيمنة الإقليمية"، ناقلا شهادة لمحمد الشرفي، رئيس الرابطة التونسية لحقوق الإنسان ووزير التربية الوطنية سابقا، يقول فيها إن قاصدي مرباح، رئيس الوزراء ورئيس المخابرات الجزائرية الأسبق، أجابه حينما طلب مشاركة وفد جزائري في إحدى الأنشطة المغاربية، أن الجزائر لن ترخص بذلك ما دامت لم تحصل على منفذ للمحيط الأطلسي.

وخلال حديثه بمناسبة الذكرى الـ32 لتأسيس الاتحاد المغاربي، قال ونيس إنه بعد 60 سنة من الاستقلال "لم نتوصل إلى مفهوم مشترك موحد للاتحاد المغاربي والمسؤولية في ذلك مشتركة"، مبرزا أن المفاهيم اختلفت بين المغرب وتونس وموريتانيا وليبيا من جهة وبين الجزائر وليبيا، ذات أنظمة الحكم العسكرية من جهة أخرى، وأضاف "ما دامت الجزائر قد دخلت في مرحلة انتقالية منذ الإطاحة بالنظام العسكري سنة 2019 نأمل أن ينتهي الأمر إلى محاولة رابعة لتأسيس اتحاد مغاربي".

واعتبر الدبلوماسي التونسي أن الجزائر ظلت تنظر للاتحاد المغاربي من "منظور إيديولوجي يستند للاشتراكية العلمية التي تنكر فضل المجتمعات الغربية، في حين أن ما كنا نقاومه كمغاربيين لم يكن هو المجتمعات الغربية وإنما الاستعمار"، خالصا إلى أن القيادة العسكرية الجزائرية وكذا الليبية في عهد معمر القذافي "تبنتا الخيار الاستعماري بمفهوم الهيمنة نتيجة العقلية غير المتحررة إيديولوجيا وأخلاقيا، وهو ما امتد حتى بعد سقوط المعسكر الشرقي إذ ظلت تسعى نحو الهيمنة على المجتمعات المجاورة".

وشدد الوزير التونسي السابق على ضرورة أن تتبنى كل دولة من الدول الخمس في الفضاء المغاربي "الأخوة المغاربية وتعمل على صونها، وهذا بعيد عن الواقع بفعل العوامل السياسية، والحل هو الخيار الديموقراطي، لأن تبني الديموقراطية الأساسية القاعدية كفيل بتسهيل مأمورية بناء الاتحاد"، موردا أنه شخصيا "لو لم يسقط نظام زين العابدين بنعلي في تونس ما كنت لأستطيع أن أجاهر بالحقيقة التي أصبحت أجاهر بها منذ ثورة 2011، فالديمقراطية لا تحرر الخطاب السياسي فقط ولكن أيضا الضمائر والعقليات والعمل المشترك".

من ناحية أخرى شدد ونيس على أن التصور الصحيح للمغرب الكبير يجب أن ينطلق من احترام الدول كما كانت تاريخيا، موردا "المغرب مملكة لها تاريخ وهي من أقدم دول العالم والبلاط الملكي المغربي من أقدم الملكيات في عهدنا"، وأضاف "تونس أيضا دولة عريقة، غير أن الحبيب بورقيبة تنتازل عن حقنا في الصحراء، لكن محمد الخامس ثم الحسن الثاني رفضا ذلك، وهذا يستند إلى الزعامة الحضارية للمغرب".

وأكد ونيس أنه على كل مكون من مكونات المغرب الكبير احترام الخريطة السياسية لفترة ما قبل الاستعمار، أما "الإيمان بتخليد الخريطة الاستعمارية المشوهة هو نقض للمفهوم الصحيح لبناء المغرب الكبير" خالصا إلى أن هناك "انتهازية من طرف النظام الجزائري في رسم الخريطة الوطنية للجزائر رغم الأراضي الشاسعة والثروات الكبيرة التي تمتلكها، لذلك شنوا حربا على المغرب مستمرة منذ 45 سنة وهجوما شرسا على تونس في قفصة".

هناك ما هو أهم من "ذباب الجزائر"!

لم تكن العلاقة بين المغرب والجزائر ممزقة كما هو حالها اليوم. عداء النظام الجزائري لكل ما هو مغربي وصل مداه. رئيس الدولة كلما أُتيحت له فرصة الحديث أمام وسائل الإعلام ...

استطلاع رأي

في رأيك، من هو أسوأ رئيس حكومة مغربية خلال السنوات الخمس والعشرين من حكم الملك محمد السادس؟

Loading...