أقرَّ حماية "كل سنتيمتر" من أراضي الدول الأعضاء دون ذكر المدينتين.. "النيتو" يمسك العصا من المنتصف في قضية سبتة ومليلية

 أقرَّ حماية "كل سنتيمتر" من أراضي الدول الأعضاء دون ذكر المدينتين.. "النيتو" يمسك العصا من المنتصف في قضية سبتة ومليلية
الصحيفة – حمزة المتيوي
الجمعة 1 يوليوز 2022 - 14:05

اختار حلف شمال الأطلسي "النيتو" خلال اجتماع قادته في العاصمة الإسبانية مدريد، إمساك العصا من المنتصف في قضية ضم سبتة ومليلية إلى المناطق التي تشملها حماية مظلته العسكرية، فمن جهة لم يقم بذكر المدينتين ولا الموقع الجغرافي الذي تنتميان إليه، ومن جهة أخرى نص في مفهومه الاستراتيجي الجديد الذي سيسري العمل به لمدة 10 سنوات قادمة، على حماية "كل سنتيمتر" من الأٍاضي الخاضعة لسيادة الدول المنتمية إليه.

وكما كان متوقعا، فإن الحلف لم يدرج سبتة ومليلية، المدينتان اللتان يعتبرهما المغرب محتلتان، ضمن خارطة المناطق الخاضعة لمظلته في حال تعرضهما لهجوم، لكنه وجد صيغة بديلة تُرضي حكومة مدريد حيث نصت وثيقته على الالتزام الصريح بالدفاع عن "كل سنتيمتر" من أراضي كل الشركاء والعزم على الحفاظ على سيادة وسلامة تراب كل الحلفاء ضد أي معتدٍ، وهو ما يعني، في نظر الإسبان، أن المدينتين تندرجان تحت غطاء الحلف بحكم الأمر الواقع.

وقال تقرير لصحيفة "لاراثون" إن الالتزام بـ"الصياغة الحرفية" للوثيقة يعطي معنى إيجابيا لصالح إسبانيا، لأن هذه الأخيرة تعتبر سبتة ومليلية المتمتعتين بالحكم الذاتي جزءا من أراضيها مثلهما مثل أي مدينة أخرى أو مثل جزر الكناري، ووفق المادة الخامسة من معاهدة واشنطن فإن الدول الأعضاء سترد بشكل مشترك على أي هجوم مسلح تتعرض له أراضي إحداها، على أن يكون موقع تلك الأراضي في أوروبا أو أمريكا الشمالية أو المناطق المعزولة من المحيط الأطلسي شمال مدار السرطان.

وهذه المادة تحديدا هي مربط الفرس بالنسبة لحكومة سانشيز، فمعناها الأصلي أن جزر الكناري مشمولة بهذه الحماية بحكم تواجدها في المحيط الأطلسي وفي شمال مدر السرطان، بينما توجد سبتة ومليلية في قارة إفريقيا، أما الصياغة الحالية للمفهوم الاستراتيجي فحذفت هذا التحديد وجعلت الحماية مطلقة لكل الأراضي الخاضعة لسيادة الدول الأعضاء، ما جعل إسبانيا تؤكد أن الالتزام بالدفاع عن وحدة أٍاضيها قد تم الالتزام به بالفعل.

وأوردت الحكومة الإسبانية أنها مقتنعة بأنه في حال وجود أي تهديد لوحدة وسلامة أراضيها بما في ذلك سبتة ومليلية، فإنها ستتلقى المساعدة من حلف "النيتو"، لكنها أوضحت أيضا أنها عملت على صياغة هذا الالتزام لتبديد أي شكوك ليس فقط من أجل المدينتين بل بخصوص كامل تراب إسبانيا، وأبدى وزير الخارجية خوسي مانويل ألباريس استغرابه من النقاش الدائر حول هذا الموضوع حاليا، على اعتبار أن المنطقتين تدخلان بالفعل تحت حماية الحلف، وكل ما ستقوم به قمة مدريد هو تأكيد ذلك.

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

هل الدولة الجزائرية عبارة عن "هجرة غير شرعية في التاريخ"؟

في حوار أجريناه في "الصحيفة" شهر غشت من سنة 2021 مع نور الدين بوكروح الذي يعتبر من السياسيين والمثقفين القلائل في الجزائر الذين ينتقدون "نظام الحكم" في البلاد المبني على ...