أمل سبتة في فتح الحدود مع المغرب خلال الصيف يتبخر.. الحكومة المحلية تعلن توقف حملة التلقيح

تزداد إمكانية فتح الحدود البرية بين المغرب وسبتة خلال فصل الصيف تعقيدا، ليس فقط بسبب قرار الرباط تشديد إجراءاتها الاحترازية بسبب الطفرة الجديدة لفيروس كورونا والمنتشرة بشكل كبير بين الإسبان، ولكن أيضا لأن حملة التلقيح في هذه المدينة ذات الحكم الذاتي تسير بشكل بطيء إلى درجة الإعلان عن توقيفها تماما بشكل مؤقت، يوم أمس الجمعة، بسبب النقص الحاد في مخزون الجرعات.

وكان انعكاس نقص التلقيحات، الذي تعاني منه إسبانيا في ظل عدم وفاء المصنعين الأوروبيين بالتزاماتهم، أكبر على مدينة سبتة، إذ أعلن رئيس الحكومة المحلية، خوان فيفاس، أن السلطات الصحية اضطرت إلى وقف عملية التطعيم مؤقتا إلى حين التوصل بإمدادات إضافية، وهو التوقف الذي يُسجل للمرة الخامسة، لكن وقعه هذه المرة قد يكون أشد قسوة، كونه يتزامن مع عطلة "أسبوع الآلام" التي تشهد احتفالات وزيارات عائلية بمقدورها التسبب في رفع أعداد الإصابات.

وأوردت حكومة سبتة أن عودة عملية التلقيح رهينة بالتزام الحكومة المركزية في مدريد بتسليمها كميات جديدة من اللقاح، مؤكدة أنها في حال ما تلقت من وزارة الصحة 1900 جرعة جديدة من تطعيمات "أسترازينيكا" كما تعهدت بذلك سابقا، فإن سلطاتها المحلية قادرة على متابعة عمليات التلقيح خلال عطلة نهاية الأسبوع.

وبلغ مجموع اللقاحات التي تلقتها سبتة 13.030 جرعة حتى الآن، منها 7830 من شركة "فايزر" و3900 من "أسترازيناكا" إلى جانب 1300 جرعة من لقاح "موديرنا"، وأتم حوالي 4000 شخص تطعيمهم بالجرعتين الأولى والثانية، ما يمثل 4,2 في المائة من تعداد السكان، لكن المدينة التي يقارب إجمالي قاطنيها 85 ألف نسمة يبدو أملها في إتمام عملية التلقيح قبل فصل الصيف ضعيفا، وهو ما يطرح مشكلة استمرار إغلاق الحدود البرية مع المغرب.

فبالنسبة لأهالي سبتة، أصبح الإسراع بعملية التلقيح قبل موسم الصيف مسألة حياة أو موت، إذ يعولون على ذلك من أجل رفع الإغلاق المفروض من لدن السلطات المغربية ونظيرتها الإسبانية على الحدود البرية، والذي اتخذته الرباط لأول مرة بتاريخ 13 مارس 2020 بسبب الظروف الصحية المرتبطة بالوباء، ما فاقم الأزمة الاقتصادية التي تعيشها المدينة نتيجة منع التهريب المعيشي، لذلك يعول السبتاويون على عودة النشاط السياحي والتجاري مع المغاربة صيفا في حال ما بلغت حملة التلقيح نهايتها.