اتهمت المغرب بالوقوف وراء الأمر.. الجزائر تسارع الزمن لإخراج نفسها من قائمة وكلاء إيران أين صنفها الكونغرس الأمريكي
تسارع الجزائر الزمن من أجل إبعاد تهمة القيام بأدوار بالوكالة لصالح إيران في المنطقة المغاربية عن نفسها وعن جبهة "البوليساريو" الانفصالية المستقرة فوق أراضيها، بعدما حمل مشروع الميزانية العامة الأمريكي المطروح من لدن "الكونغرس" هذا الأمر بإدراج المغرب ضمن قائمة الدول التي ستحظى بدعم عسكري أمريكي لمواجهة تهديدات طهران، بما يشمل منطقة الصحراء المجاورة للحدود الجزائرية.
وسارعت الخارجية الجزائرية، عبر عمار بلاني، الذي يحمل صفة "المبعوث المكلف بمنطقة المغرب العربي وملف الصحراء الغربية"، إلى إنكار وجود أي علاقة تحالف بين الجزائر وإيران أو بين جبهة "البوليساريو" ومنظمة "حزب الله" اللبنانية الموالية لطهران، معتبرا، في نهاية الأسبوع المنصرم، أن المغرب هو من روج تلك "الادعاءات".
وقال بلاني، وفق تصريحات نقلتها وسائل إعلام جزائرية، إن "النظام المغربي يوجه ويفبرك ادعاءات كاذبة كل ما ضاقت به السبل على المستوى الدولي، ويسوق لتحالف جزائري إيراني"، على حد تعبيره، وتابع "في محاولة فاشلة لتشويه صورة الجزائر على المستوى الدولي، يبذل النظام المغربي قصارى جهده للتسويق لفكرة التحالف الجزائري الإيراني، وفبركة علاقة وهمية بين حزب الله وجبهة البوليساريو".
وعاد المسؤول في الدبلوماسية الجزائرية إلى ما صدر عن وزير الخارجية المغربية شهر ماي الماضي، حين ربط بين نشاط الحركات الانفصالية والمنظمات المتطرفة في إفريقيا، حيث أورد "كل ما يقال ما هو في الحقيقة إلا مجموعة من استقراءات خيالية مبنية على ادعاء كاذب، حاول المغرب عبثا بيعه خلال مؤتمر التحالف الدولي ضد تنظيم داعش في مراكش شهر ماي الماضي".
وتلقت الجزائر و"البوليساريو" ضربة دبلوماسية وميدانية قوية، حين صنفهما مشروع قانون المخصصات الخارجية ضمن "وكلاء إيران" في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، على اعتبار أنه أقر وجود تهديدة قادمة من ناحيتهما تستهدف المغرب، الدولة التي تربطها بواشنطن تحالفات سياسية وعسكرية، ولذلك قررت تزويدها بمجموعة من الرادارات وأنظمة الدفاع الجوي لاعتراض الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية.
واعتبر مشروع القانون أن تهديدات "البوليساريو" للمملكة تُصنف في الخانة نفسها التي توجد فيها جماعة "الحوثي" التي تستهدف السعودية والإمارات، ويُنتظر أن تشمل المعدات التي سيتوصل بها الجيش المغربي رادارات من فئة "غاب فايلر"، التي تعد الأفضل في كشف الطائرات المسيرة الصغيرة والأهداف التي تحلق على ارتفاع منخفض، مثل رادارات لوكهيد مارتن AN/MPQ-64A3 أو رايثيون GhostEye-MR، كما يُنتظر أن تتضمن رادارات الإنذار المبكر TPY-4 المتطورة.