اختناق ودهس وسقوط من أعلى السياج.. هذا ما جرى خلال فاجعة مليلية التي أدت لوفاة 18 مهاجرا إفريقيا

مأساة إنسانية غير مسبوقة تلك التي شهدها السياج الحدودي لمدينة مليلية يوم أمس الجمعة، والتي أدت إلى مقتل 18 شخصا على الأقل عندما حاول ما بين 1500 إلى 2000 مهاجر غير نظامي يتحدرون من دول إفريقيا جنوب الصحراء العبور عنوة إلى الجانب الإسباني من الحدود في عملية هي الأسوأ من نوعها في تاريخ محاولات الاقتحام، والتي أسفرت أيضا عن سقوط المئات من الجرحى في صفوف المرشحين وكذا القوات المغربية.

وتدريجيا أصبح ينكشف سيناريو ما حدث يوم الجمعة "الأسود"، إذ قالت تقارير إسبانية إن الأمر يتعلق بنجاح المئات من المهاجرين في الوصول إلى السياج في الساعة السادسة و40 دقيقة من صباح يوم الجمعة، بعد فشل محاولة أخرى بأعداد أقل يوم الخميس، واستطاع 133 منهم بالفعل من دخول المدينة، في حين وجد آخرون أنفسهم في مواجهات عنيفة مع عناصر الأمن والقوات المساعدة ما أسفر عن العديد من الإصابات وسط الفوضى العارمة.

وقالت المصادر نفسها إن مجموعة من القتلى سقطوا بسبب التدافع حيث قضى بعضهم اختناقا والبعض الآخر نتيجة دهسهم من طرف مهاجرين آخرين، في حين توفي آخرون بعد أن سقطوا من السياج الفاصل بين مليلية وإقليم الناظور، كما جرى تسجيل 63 إصابة، في حين أكدت السلطة المحلية في الناظور أن 140 من عناصر القوات المغربية أصيبوا بجراح منهم 5 إصاباتهم خطيرة.

وتقول المعلومات المتوفرة إن المهاجرين استطاعوا تجاوز السدود الأمنية المغربية المؤدية إلى السياج الحدودي لسبتة قبل الساعة السابعة صباحا، حيث جرى إخطار الحرس المدني الإسباني بخطورة الموقف، في الوقت الذي كانت تصل فيه المزيد من التعزيزات الأمنية المغربية إلى عين المكان لاحتواء الأعداد الكبيرة من منفذي الاقتحام، وفي حوالي الساعة الثامنة والنصف وصل حوالي 500 شخص بالفعل إلى المنطقة وشرعوا في تسلق السياج.

وبدأت الكارثة حين استطاع المهاجرون الوصول إلى السياج، حيث سقط العشرات منهم من أعلاه بسبب أعدادهم الكبيرة، في حين حوصر آخرون في موقع ضيق بالقرب من الحدود ليقضي الضحايا نحبهم جراء التدافع، واستمرت محاولات الاقتحام رغم ذلك إلى حدود الساعة التاسعة والنصف صباحا، وحصلت مواجهات مع عناصر الأمن المغاربة بعد أن لجأ مجموعة من المهاجرين إلى استخدام العصي والحجارة لتجاوزهم.