استخدمت الغواصات والدرونز لنقل المخدرات من وإلى المغرب.. إسبانيا وفرنسا تطيحان بشبكة يمتد نشاطها لـ 6 دول
أعلنت إسبانيا، أمس الاثنين، تفكيك واحدة من أكثر شبكات تهريب التهريب الدولي للمخدرات تعقيدا، ليس فقط لأن نشاطها يمتد لـ6 دول على الأقل من بينها المغرب، ولكن لأنها تستعمل وسائل غير تقليدية لتهريب الممنوعات، أهمها "غواصات" صغيرة الحجم يجري التحكم فيها عن بعد إلى جانب الطائرات المسيرة "الدرونز"، في عملية منسقة بين أجهزة الأمن الإسبانية والفرنسية، والتي كانت ثمرة تحقيقات مستمرة منذ شهر فبراير من العام الماضي.
وفي تفاصيل العملية، ألقت الشرطة الإسبانية القبض على 8 أشخاص من بينهم مغاربة ودانماركيون في عمليات مداهمة موزعة على 4 مناطق هي برشلونة ومالقا وقادش، هذه الأخيرة التي كانت تحتضن مصانع المخدرات في بلدة "كاستيلار دي لا فرونتيرا"، وخلال المداهمة جرى ضبط 145 كيلوغراما من الحشيش و8 كيلوغرامات من الماريغوانا، بالإضافة إلى مبلغ يتجاوز 157 ألف يورو و10 مركبات.
لكن الأهم كان هو ضبط 6 غواصات مُتحكم فيها عن بُعد، والتي كانت تُستخدم لنقل كميات كبيرة من المخدرات من المغرب إلى إسبانيا، تصل إلى 200 كيلوغرام، ويتعلق الأمر بآليات مزودة بـ12 محركا وتحتوي على أرضية مزدوجة يتم فيها تخزين الحشيش، وتستطيع المُضي على طول 30 كيلومترا وهو أكثر من ضعف المسافة الفاصلة بين الضفتين الإفريقية والأوروبية بمضيق جبل طارق.
والمثير في الأمر أن هذه العصابة كانت تصنع هذه الغواصات بشكل ذاتي، وهي المرة الأولى في العالم التي يجري فيها ضبط مثل هذه الوسيلة في عمليات التهريب، والتي جرى الانتباه إليها لأول مرة في فبراير من العام الماضي حينما رصدت السلطات الإسبانية جسما غريبا ينتقل وسط مياه البحر، وبدأ حينها مسلسل التحقيقات الذي ستُشارك فيه شرطة فرنسا أيضا، نظرا لأن التمويل يأتي من هناك.
وخلال العملية نفسها جرى ضبط 6 طائرات بدون طيار "درونز"، والتي كان نشاطها مزدوجا، حيث استُخدمت لنقل الحشيش من المغرب إلى إسبانيا ولنقل الكوكايين في الاتجاه المعاكس، كما أنها كانت تُستخدم لنقل الممنوعات بين دول أوروبية حيث إن عملية المداهمة جرت خلال تصنيع 10 نسخ من تلك الطائرات لمهربي مخدرات فرنسيين من بينها 3 درونات جرى بالفعل الانتهاء منها.
وشرعت الشرطة الإسبانية في عمليات الاعتقال يوم 8 يونيو الماضي بإلقاء القبض على شخص وإبنه في مقاطعة "قادش" الساحلية، تلتها عملية اعتقال لشخصية آخرين في اليوم نفسه عبر عناصر "كوماندو" متخصص في الجريمة المنظمة، لتستمر التحقيقات التي أفضت إلى أن أنشطة الشبكة تشمل إلى جانب إسبانيا، المغرب وفرنسا وإيطاليا والدانمارك ومنطقة جبل طارق البريطانية.
