استعراض خفي للقوة.. هل تنشب أزمة جديدة بين الرباط ومدريد بسبب مياه الجزر الجعفرية؟

 استعراض خفي للقوة.. هل تنشب أزمة جديدة بين الرباط ومدريد بسبب مياه الجزر الجعفرية؟
الصحيفة – محمد سعيد أرباط
الأحد 28 نونبر 2021 - 14:43

بدأت تعرف قضية "مزرعة الأسماك المغربية" بالقرب من الجزر الجعفرية المحتلة من طرف إسبانيا، تطورات جديدة تُنذر بنشوب أزمة جديدة بين الرباط ومدريد، خاصة بعد نزوح الأخيرة إلى اتخاذ خطوات تحمل دلالات خفية لاستعراض القوة أمام المغرب.

وفي هذا السياق، كشفت صحيفة "دياريو دي كاديز" الإسبانية، أن سفينة حربية إسبانية تُدعى "El Mar Caribe" قد غادرت ميناء قادس يوم الجمعة الأخير في اتجاه الجزر الجعفرية الواقعة على مقربة من السواحل الشمالية المغربية بين مليلية المحتلة والناظور.

وأضاف ذات المصدر، أن هذا التحرك للسفينة الحربية الإسبانية إلى المناطق المذكورة يأتي بهدف تقديم الدعم اللوجيستيكي لها، وهو التحرك الذي يأتي على خلفية قضية قيام شركة بحرية مغربية بإنشاء مزرعة لتربية الأسماك على مسافة قريبة من الجزر الجعفرية تعتبرها إسبانيا تدخل في نطاق مياهها الإقليمية.

كما أن انطلاق السفينة الحربية الإسبانية نحو الجزر الجعفرية، يأتي أيضا على بعد أيام قليلة من نشر الجيش الإسباني صورا لتواجد سفينة "إنفانتا كريستانا" الحربية بالقرب من هذه الجزر غير المؤهولة بالسكان، والتي يتخذها الجيش الإسباني أماكن للرسو والمراقبة.

وكانت إسبانيا، حسب الصحافة الإسبانية، قد قامت بتقديم احتجاج رسمي للسفارة المغربية بمدريد، تحتج فيه على ترخيص السلطات المغربية لشركة مغربية بإنشاء مزرعة أسماك على مقربة من الجزر الجعفرية دون الحصول على إذن مسبق من طرف السلطات الإسبانية، ولحدود الساعة لم يصدر عن المغرب أي رد حول هذا الاحتجاج.

كما أن الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، عندما سُئل في الأيام القليلة الماضية عن قضية مزرعة الأسماك المغربية قرب الجزر الجعفرية والأزمة الخفية القائمة بين البلدين حول هذه القضية، رفض الإجابة وأشار إلى أن الأمر يتعلق بالعلاقات الخارجية المغربية المسؤول للخوض فيها هو وزير الخارجية ناصر بوريطة.

وبمراجعة تطورات هذه القضية، يُلاحظ أن تعرف تطورا تصاعديا نحو صدام جديد بين البلدين اللذين خرجا منذ أشهر قليلة من أزمة ديبلوماسية عاصفة نشبت في أواخر أبريل الماضي، عندما قامت إسبانيا باستقبال زعيم البوليساريو بشكل سري لتلقي العلاج من إصابته بفيروس كورونا المستجد، وهو ما اعتبرته الرباط ضربة في ظهر العلاقات الثنائية بين البلدين، ليقرر المغرب قطع علاقاته مع إسبانيا التي قامت بالعديد من الخطوات لإنهاء النزاع.

وظل النزاع الديبلوماسي قائما إلى غاية غشت الماضي عندما أعلن الملك محمد السادس نهاية الأزمة بعد مشاورات سرية بين الطرفين، غير أنه لحد اللحظة لم يعقد مسؤولو البلدين أي اجتماع رسمي، كما أن سفيرة المغرب في مدريد لازالت لم تعد إلى منصبها.

ويبقى سؤال عدد من المتتبعين لهذه القضية الجديدة، هل ستنشب أزمة جديدة بين المغرب وإسبانيا، خاصة بعد توجه الأخيرة إلى استعراض القوة على بعد أمتار قليلة من السواحل المغربية؟

هل الدولة الجزائرية عبارة عن "هجرة غير شرعية في التاريخ"؟

في حوار أجريناه في "الصحيفة" شهر غشت من سنة 2021 مع نور الدين بوكروح الذي يعتبر من السياسيين والمثقفين القلائل في الجزائر الذين ينتقدون "نظام الحكم" في البلاد المبني على ...