اعتقالات في الجزائر ضد التظاهر مع غزة.. ومسيرات تضامنية ضد تجويع الفلسطينيين في المغرب وموريتانيا واليمن
شارك عشرات آلاف المغاربة والموريتانيين واليمنيين، الجمعة، في فعاليات احتجاجية للمطالبة بوقف سياسة التجويع الإسرائيلية بحق الفلسطينيين بالتزامن مع حرب الإبادة الجماعية المتواصلة منذ أكثر من 21 شهرا في قطاع غزة.
ووفق قصاصة لوكالات "الأناضول"، فقد جاء ذلك في وقفات نظّمتها الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، في عدة مدن بالمملكة، ومظاهرات دعت إليها منظمات غير حكومية في موريتانيا، وأخرى دعا لها زعيم جماعة الحوثي اليمنية عبد الملك الحوثي.
وفي المغرب، شارك الآلاف في وقفات تضامنية مع غزة للأسبوع الـ86 على التوالي، تم تنظيمها تحت شعار "لا للتجويع، لا للحصار، لا للتطبيع"، حيث جرى تنظيم هذه الوقفات في عدة مدن منها الدار البيضاء والجديدة، وإنزكان وأكادير، ووجدة، ومكناس وطنجة.

ورفع المشاركون في الوقفات صورا تُجسد ملامح المجاعة التي تفتك بالقطاع، إلى جانب لافتات كُتب على بعضها،" أوقفوا الإبادة الجماعية في غزة"، و"فلسطين أمانة، والتطبيع خيانة".
وفي موريتانيا، تظاهر آلاف المواطنين بالعاصمة نواكشوط في مسيرات انطلقت تحت شعار "أوقفوا المجاعة وارفعوا الحصار".
ورفع المتظاهرون العلمين الموريتاني والفلسطيني، وصورا لعدد من قادة حركة حماس، أبرزهم القياديين البارزين الراحلين إسماعيل هنية، ويحيى السنوار. كما ردد المتظاهرون هتافات من بينها "تجويع غزة جريمة حرب"، و"أوقفوا حرب الإبادة".
وخلال المظاهرات، حمّل المشاركون الولايات المتحدة مسؤولية استمرار حرب الإبادة الجماعية والتجويع في قطاع غزة. فيما دعا المتظاهرون الشعوب العربية والإسلامية إلى المشاركة في هبة شعبية من أجل فرض وقف الحرب وإدخال المساعدات إلى غزة.

وفي اليمن، شارك عشرات الآلاف من اليمنيين في مظاهرات بـ14 محافظة دعما لغزة ورفضًا لسياسة التجويع الإسرائيلية.
وأفاد مراسل الأناضول بأن المظاهرات التي دعا إليها زعيم جماعة الحوثي عبد الملك الحوثي، كانت غير مسبوقة ونظمت في "ميدان السبعين" بالعاصمة صنعاء، وامتدت التظاهرات لمئات الساحات في مدن يمنية مختلفة.
ورفع المشاركون الأعلام اليمنية والفلسطينية ولافتات تعبّر عن التضامن مع غزة، مرددين شعارات مناهضة لإسرائيل والولايات المتحدة.
في ذات السياق، اعتقلت السلطات الجزائرية العشرات من الأشخاص ممن حاولوا التظاهر تضامنا مع غزة بعد صلاة الجمعة، حيث نشر الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم الجزائرية، عبد الرزاق مقري، تدوينة كشف فيها النقاب عن أن قوات الأمن الجزائرية فرّقت وقفة سلمية نُظمت بساحة الشهداء في العاصمة نصرة لغزة، واعتقلت عددًا من المشاركين، بينهم ابنه الأصغر أحمد ياسين. وفق ما نقله موقع "عربي21".
ووفق ذات المصدر، فقد قال مقري في التدوينة التي نشرها على صفحته الرسمية على "فيسبوك": "وقف عدد من الشباب في ساحة الشهداء بالجزائر العاصمة نصرة لأهلنا في غزة، وحتى يرسل الجزائريون لأهلنا في فلسطين رسالة بأننا معهم، وللكيان وحلفائه الأمريكان بأنهم لن يستفردوا بأبنائنا وإخواننا وأخواتنا المظلومين في أرض الرباط.. ولكن للأسف الشديد فرقتهم القوات الأمنية، واعتقلت عددًا منهم، من بينهم ابني الأصغر أحمد ياسين".

ووفق نفس المصدر، فالجزائر التي تدعي دعما للفلسطينيين تعيش "مفارقة صارخة"، حيث يتكرر تأكيد الموقف الرسمي الداعم للمقاومة الفلسطينية، بينما تُواجه التحركات الشعبية المؤيدة بغلق الساحات والاعتقالات. وقد شهدت ولايات أخرى محاولات تضامن مشابهة تعرضت للتفريق، ما يطرح تساؤلات حول مدى اتساق الخطاب السياسي مع واقع الحريات العامة.
في بلاد (ظالمة أو مظلومة)
— Raymond Sadik.خرج بعض المواطنين
بعد صلاة الجمعة،ولكن أفراد الشرطة والمخابرات سرعان ما طردتهم إلى منازلهم..
pic.twitter.com/cIW1JXRSUj
(@RaymondSadik) July 25, 2025
ومنذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 203 آلاف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.