الأزمة مع الجزائر والتوتر مع موريتانيا يدفع مالي إلى الرهان على المغرب للتأسيس لمرحلة ما بعد الانقلاب

 الأزمة مع الجزائر والتوتر مع موريتانيا يدفع مالي إلى الرهان على المغرب للتأسيس لمرحلة ما بعد الانقلاب
الصحيفة – محمد سعيد أرباط
الأحد 21 أبريل 2024 - 20:43

تسعى مالي الخروج من مرحلة الانقلاب والتأسيس لصفحة جديدة في تاريخها تكون مبنية على "الاستقلال السيادي" بعيدا عن تدخلات الأطراف الدولية، وفق ما جاء في تصريحات قادة المجلس العسكري الذي يقوده الجنرال أسيمي غويتا الذي أطاح بالرئيس السابق أبوبكر كيتا.

ووفق عدد من التقارير الإعلامية الدولية، فإن مساعي مالي لازالت تصطدم بالعديد من الأطراف الدولية، مثلما كان الحال مع فرنسا، إضافة إلى الجزائر مؤخرا، وصولا إلى التوتر الأخير الذي نشب مع موريتانيا بسبب احتجاجات الأخيرة على تعرض مواطنين موريتانيين للاعتداءات من طرف الجيش المالي.

وحسب ذات المصادر، فإن النظام المالي الجديد لازال يواصل مجهوداته لإنهاء أي ارتباط مع فرنسا، البلد الاستعماري السابق، إضافة إلى أنه بصدد "إنشاء" علاقات جديدة مع الجزائر، بعد رفضه لما وصفه بـ"التدخلات الجزائرية في شؤون البلاد"، وإنهائه لاتفاق "السلم والمصالحة" الذي كانت قد وُقع تحت الوساطة الجزائرية بين مالي وجماعات انفصالية في الشمال.

وأدت خطوات النظام العسكري المالي بشأن العلاقات مع الجزائر، إلى حدوث أزمة بين البلدين لازالت قائمة إلى حدود الساعة، وفق العديد من التقارير، قبل أن يبرز في الأيام الأخيرة توتر جديد ينضاف إلى المشاكل التي تواجهها مالي في المنطقة، ويتعلق الأمر بالاحتجاجات الغاضبة لموريتانيا على ما وصفته أمس السبت بـ"اعتداءات متكررة داخل الأراضي المالية، يتعرض لها أبناء الجاية الموريتانية".

وقالت الصحافة الموريتانية في هذا السياق، إن وزارة الخارجية، مساء أمس السبت، استدعت السفير المالي في نواكشوط محمد ديباسي، احتجاجا على ما يتعرض له الموريتانيون من "اعتداءات متكررة داخل الأراضي المالية"، مضيفة أنها طالبت من باماكو تقديم توضيحات على ما يجري.

وقالت تقارير إعلامية، إن احتجاج موريتانيا الغاضب من مالي، يؤذن بأزمة دبلوماسية بين البلدين، مما يجعل باماكو في أزمة ثنائية مع جارين مغاربيين تتقاسم معهما حدودا برية من بين الأطول في إفريقيا، وهما الجزائر وموريتانيا.

ويأتي هذا التوتر الجديد في وقت تزداد فيه العلاقات بين مالي والمغرب "متانة"، حيث تراهن باماكو على علاقاتها مع المملكة من أجل التأسيس لمرحلة ما بعد الانقلاب، وقد أكد في هذا السياق، الوزير الأول المالي، تشوغويل كوكالا مايغا، أن المغرب يعد بلدا صديقا تعتمد عليه مالي من أجل مواصلة مسار البناء وتحقيق الاستقرار في البلد.

وأبرز مايغا، خلال استقباله للوفد المغربي المشارك في "أسبوع المهندسين المساحين الخبراء"، المنظم من 18 إلى 20 أبريل الجاري، والذي تحل المملكة ضيف شرف عليه، أن المغرب "بلد شقيق وصديق" تربطه بمالي علاقات خاصة وعريقة، مشيدا بدعم المملكة المستمر لمالي، والعلاقات الثنائية المتميزة، مسجلا أن المغرب، بتعليمات من الملك محمد السادس، عمل دوما على تحقيق الاستقرار في مالي.

كما سبق أن أشادت مالي بمباردة "المنفذ الأطلسي" التي يقدمها المغرب لدول الساحل من أجل تحقيق الاقلاع الاقتصادي، وتُعتبر مالي من بين الدول الأربعة التي يسهتدفها المغرب بهذه المبادرة إلى جانب التشاد وبوركينا فاسو والنيجر، إذ ترى فيها (أي مالي)، فرصة لتحقيق بداية اقتصادية هامة لتحقيق الاستقرار بعد الانقلاب الذي حدث في العامين الماضيين.

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...