الأمم المتحدة تستعد لإصدار توصيات للمغرب وإسبانيا لتفادي تكرار سيناريو أحداث مليلية

تستعد الأمم المتحد لإصدار توصيات للمغرب وإسبانيا بخصوص التعامل مع المهاجرين غير النظاميين خلال تعامل قوات الأمن معهم، وهي الخطوة التي ينتظر أن تصدر عن الآلية الدولية المستقلة للعدالة والمساواة العرقية التي تترأسها القاضية الجنوب إفريقية السابقة إيفون موكجورو، وتأتي على خلفية محاولة اقتحام السياج الحدودي لمدينة مليلية والذي أدى إلى مقتل 23 مهاجرا غير نظامي.

ووفق رئاسة الآلية فإن التوصيات التي ستصدر باسم الأمم المتحدة ستكون موجهة إلى حكومتي المغرب وإسبانيا، وقالت القاضية الجنوب إفريقية في بيان حول الموضوع إن الهدف هو تقديم توصيات ملموسة لسلطات البلدين من أجل إنهاء مسلسل "المواجهات المميتة" بين الأفارقة وقوات الأمن"، علما أن من سيصيغ التوصيات هو "خبراء" يحملون جنسيات إفريقية مختلفة.

وتحث التوصيات المغرب وإسبانيا على إبلاغ الأمم المتحدة بأي تقدم يتم إحرازه في التحقيقات المتعلقة بالمواجهات التي وقعت يوم 24 يونيو الماضي، وتقديم معلومات عن الضوابط القانونية الخاصة باستخدام القوة في هذا النوع من الحوادث في كلا البلدين، مع التشديد على أن سلطاتهما الأمنية عليها الالتزام بمبادئ الشرعية والحيطة، وأن يكون اللجوء للقوة في وقت الضرورة وبشكل متناسب مع الخطر، بالإضافة إلى مساءلة المتجاوزين والالتزام بعدم التمييز.

وكانت جنوب إفريقيا، عبر وزارة الخارجية، قد تفاعلت مع أحداث مليلية يوم فاتح يوليوز، إذ عبرت عن "قلقها وأسفها العميق" تجاه ما حدث، داعية الاتحاد الإفريقي لاستيضاح الأمر، وأوردت أنه "من الضروري أن تحترم الدول الأعضاء في الأمم المتحدة القواعد والمعايير المتفق عليها دوليا لحماية حقوق الإنسان وكرامة المهاجرين وحماية الفارين من الحرب والاضطهاد والتمييز".

واعتبرت الخارجية الجنوب إفريقية حينها أن "المشاعر المعادية للمهاجرين آخذة في الازدياد عبر العالم، وأن تأثيرها أصبح واضحا من خلال موجات العنف الممارس ضد الأجانب"، داعية المجتمع الدولي إلى "فرض التزامات تنص على معاملة المهاجرين بشكل أفضل وباحترام تام لحقوق الإنسان".

وكان المغرب قد أكد، عبر الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، فتح تحقيق قضائي بخصوص ما حدث بين الناظور ومليلية، مبرزا أن عملية اقتحام السياج الحديدي عرفت، وبشكل غير مسبوق انتهاج المهاجرين لأساليب تنطوي على عنف كبير تجاه أفراد القوات العمومية، وأضاف أن المعطيات المتوفرة تشير إلى أنها كانت نتيجة "مخطط مدبر بشكل مدروس، وخارج عن الأساليب المألوفة لمحاولة عبور المهاجرين".