الجزائر تهدد باللجوء إلى محكمة التحكيم الرياضي في قضية "قميص بركان" مع أنها صوتت في الجمعية العمومية للـ CAF بعدم الاعتراف إلا بالدول والكيانات التي تعترف بها الأمم المتحدة!

 الجزائر تهدد باللجوء إلى محكمة التحكيم الرياضي في قضية "قميص بركان" مع أنها صوتت في الجمعية العمومية للـ CAF بعدم الاعتراف إلا بالدول والكيانات التي تعترف بها الأمم المتحدة!
الصحيفة من الرباط
الأحد 21 أبريل 2024 - 16:19

تتجه مباراة اتحاد العاصمة الجزائري ونهضة بركان المغربي ضمن ذهاب نصف نهائي كأس "الكونفدرالية "الكاف" إلى الإلغاء، بعد رفض السلطات الجزائرية الإفراج عن أقمصة الفريق المغربي الرسمية، وهو ما يتعارض مع لوائح تنظيم المباراة بعد أن أكدت الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، أمس، في مراسلة رسمية، أن قميص الفريق المغربي يتوافق مع لوائح وأنظمة الـ CAF.

وفي ظل تعنت السلطات الجزائرية، وتمسك الفريق المغربي بحقوقه التي أكدتها مراسلة "الكاف"، أمس السبت، يتوقع أن تلغى المباراة التي من المقرر أن تجرى مساء اليوم بملعب "5 جويليه"بالعاصمة الجزائرية.

في هذا السياق، أكد وليد صادي رئيس الاتحادية الجزائرية أنه لن "يسكت عن حق الجزائر، وسيلجأ إلى محكمة التحكيم الرياضي التاس". وهو ما يجعل قانونية المباراة ونتيجتها تأخذ مَسَار القانون الدولي للعبة الذي تحسم فيه محكمة التحكيم الرياضي TAS التي تعتبر هيئة شبه قضائية دولية أنشئت لتسوية النزاعات المتعلقة بالرياضة، ويوجد مقرها الرئيسي في لوزان السويسرية، ولديها فروع في كل من نيويورك وسيدني.

وفي هذه الحالة ستنتقل المباراة من طابعها الرياضي المحض إلى شقها القانوني، وهو ما يعتبر معركة خاسرة بالنسبة للجزائر، حيث أن الكونفدرالية الإفريقية لا تعترف إلاّ بـ 54 دولة منضوية تحت لوائها، ولا تعترف بدولة غير منضوية لمنظمة الأمم المتحدة، وهذا ما أكده رئيس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، باتريس موتسيبي في العديد من التصريحات حتى تلك التي أدلى بها وهو في الجزائر.

هذا مع العلم، أن أمر خريطة المغرب أو إشكالية الدفاع عن كيانات وهمية مثل "الجمهورية الصحراوية" كان قد حسم بشكل مطلق، بتصويت الجزائر نفسها على القرار أثناء الجمعية العمومية الـ 43 للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم "كاف"، المنعقدة في 12 مارس من سنة 2021، بأحد فنادق العاصمة المغربية الرباط، والتي صادقت بالإجماع، على إلزامية الدول الراغبة في العضوية ضمن الجهاز القاري بالانخراط ضمن منظمة الأمم المتحدة.

وأكد القرار الذي صُوتِ عليه بالإجماع، بمن فيهم رئيس الاتحادية الجزائرية، حينها، خير الدين زطشي (الذي تمت إقالته فيما بعد) أن "الدول الراغبة في العضوية ضمن الجهاز القاري لكرة القدم، ملزمة بأن تكون عضوا في منظمة الأمم المتحدة"، وهو ما لا يتوفر لدى جبهة البوليساريو، مصدر كل هذه "الحرب الطاحنة" التي دارت بين جنوب إفريقيا والجزائر من جهة والمغرب من جهة أخرى الذي خرج من خلالها منتصرا بتغييره لقوانين الكاف وسد الباب على أي تأويل قانوني لذلك.

وصوتت الجمعية العمومية لـ"الكاف"، بنسبة 100 بالمئة من الحاضرين، على تعديل القانون المتعلق بعضوية الجهاز الكروي القاري، ضمن التعديلات المقترحة في النظام الأساسي، والتي همت أيضا الرفع من عدد نواب الرئيس داخل المكتب التنفيذي من 3 إلى 5 أعضاء.

جاء ذلك، في الوقت الذي كانت العديد من السيناريوهات السياسية تطبخ لإدخالها من باب الرياضة، خصوصا من طرف جنوب إفريقيا والجزائر، لضم جبهة "البوليساريو" كعضو في الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، على أساس عضويتها في الاتحاد الإفريقي، المنظمة السياسية التي تجمع الأفارقة.

هذا، وكانت الجزائر، التي استغلت فرصة استضافة بطولة "الشان"، لم تنأى عن إقحام صراعها السياسي مع المغرب، في الشأن الكروي، خاصة لما سمحت لزفيليفيلي مانديلا (حفيد الزعيم نيلسون مانديلا) بتمرير رسائل سياسية ضد الوحدة الترابية للمملكة، خلال حفل افتتاح التظاهرة الكروية القارية، وهو ما قابله "الكاف" برسالة تحذير في الموضوع.

كما طالب رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، السابق جهيد زفزاف، بإعادة النظر في التعديل الذي شهدته المادة 4 من النظام الأساسي لـ"الكاف"، الذي يمنع انخراط الدول الغير أعضاء في هيئة الأمم المتحدة، وهو ما يعتبر خلطا بين السياسة والرياضة، كما يتعارض مع قوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، حسب زعم المسؤول نفسه. غير أن مطالبه قوبلت بالرفض لأنه قد تم التصويت عليها بالإجماع بما فيه صوت الجزائر.

وعليه، فإن الجدل الذي أثارته السلطات الجزائرية بخصوص الدفاع عن ما تسميه "الصحراء الغربية" محسوم قانونيا، بعد أن صوتت على تعديل قوانين الـ CAF، وهو السند القانوني التي تستند عليه الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم في كل قراراتها بما أنها لا تعترف بالدول والكيانات التي لا تعترف بها الأمم المتحدة.

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...