"الحب في زمن البطاطا".. كتاب جديد للصحافي المغربي أحمد حموش

 "الحب في زمن البطاطا".. كتاب جديد للصحافي المغربي أحمد حموش
الصحيفة
الثلاثاء 30 نونبر 2021 - 22:27

"كنا نلعب ونلهو تحت أشجار الزيتون، ونتصارع ونحن نتسلق شجيرات التين لسرقة ما تصل إليه أيدينا من ثمارها الطيبة وأكله دون حتى غسله.. أيام كانت فيها أعيننا ملتصقة إلى السماء الزرقاء، والأشجار الباسقة، ولا نأكل سوى ما تجود به الأرض.. ولا نشرب فيها إلا من عين الماء مباشرة". ذلك مقطع من حكاية "عين ذوذة"، من كتاب "الحب في زمن البطاطا" الذي أصدره أخيرا الصحافي أحمد حموش عن دار "الأمان" في الرباط، من الحجم المتوسط.

وصرح المؤلف لموقع "الصحيفة" بأن ظروف الإغلاق التي فرضت لتفادي انتشار وباء كورونا في المغرب وقطر، دفعته لتحرير "فضفضات" كانت وسيلته لتجاوز جدران البيت، والعيش مع ذكريات وحكايات عاشها منذ الطفولة.

الكاتب والصحافي المغربي أحمد حموش

ويضيف بأنه لم تكن لديه النية في البداية لإصدار تلك الحكايات والمقالات في كتاب مستقل، غير أن الفكرة نضجت مع مرور الأيام، مبرزا أن الحكايات التي عاشها قد تساعد آخرين على النبش في ذكرياتهم للارتباط بإنسانيتهم أكثر، حيث إن الإنسان عبارة عن كيان من الذكريات.

ويقول إن "صناعة الذكريات" صناعة مهملة بيينا على الرغم من أنها أساسية لسعادتنا، وذلك بسبب غرق الناس في دوامة المشاكل الحياتية اليومية، وأكد أن من ينجح في تجاوز تلك الدوامة يستطيع أن يسرق أوقاتا سعيدة تقوي مخزونه من الذكريات الجميلة المحفزة على حالة السلام الداخلي وقت الضرورة.

ويضم الكتاب 42 حكاية ومقال، بينها "علموني حروفا" ويتذكر فيها عددا من المعلمين والأساتذة الذين أثروا في حياته، و"فتاة سيلفي"، و"لجنة تقصي الروائح"، و"جاسيندا"، و"هل سيغادرنا رونار بن يهريف؟"، و"ليلة من ليالي ديسمبر في قطر" التي يتحدث فيها عن المطربة المغربية نبيلة معن وكيف جعلته أغنيتها الحالمة "حين قالت" ينسى أجواء الغربة لوهلة ويحلق في سماء المغرب ويتنسم هواءه، ويستغل المناسبة للحديث عن واقع الأغنية المغربية المؤسف.

غلاف الكتاب

كما يناقش المؤلف الموت والحياة من خلال وفاة بعض الأقرباء والأصدقاء، وكيف أننا ننسى هذه الحقيقة رغم أنها من مكونات "حقيقة الإنسان"، ويورد في هذا السياق حديثا عن جورج بوش الابن، وقصة غزو وتدمير العراق وكيف أن ذلك يعدا دليلا على صدق وجود الآخرة لغير المؤمنين بها، إذ كيف يعيش جورج في مزرعته آمنا مطمئنا ولديه مكتبه كبيرة تحمل اسمه، في حين دمر بلدا مثل العراق حضارته ضاربة في أعماق التاريخ.

ويتحدث المؤلف أيضا في حكاية "نعناعة.. حبيبة الفيسبوك"، عن التحولات التي تشهدها حياتنا بعد تفجر وسائل التواصل الاجتماعي، وكيف أنه صار ليس فقط مصدرا للمعلومات، لكن أيضا رابطا لربط العلاقات الاجتماعية، حتى دون أن يرى أحدهم الآخر.

قصص حب كثيرة، وقصص زيجات كثيرة، كان سببها فيسبوك، وعدد منها فشل لأن فيسبوك لا يعكس واقع الناس وحقيقتهم.

هل الدولة الجزائرية عبارة عن "هجرة غير شرعية في التاريخ"؟

في حوار أجريناه في "الصحيفة" شهر غشت من سنة 2021 مع نور الدين بوكروح الذي يعتبر من السياسيين والمثقفين القلائل في الجزائر الذين ينتقدون "نظام الحكم" في البلاد المبني على ...