"الحرب المنسية".. عندما كبّد الحسن الثاني الجيش الإسباني 300 قتيل وأمر بقصف أي طائرة إسبانية تدخل الأجواء المغربية

 "الحرب المنسية".. عندما كبّد الحسن الثاني الجيش الإسباني 300 قتيل وأمر بقصف أي طائرة إسبانية تدخل الأجواء المغربية
الصحيفة – محمد سعيد أرباط
الأحد 8 ماي 2022 - 18:07

عرفت العلاقات المغربية الإسبانية العديد من حالات التوتر التي وصلت إلى مواجهات عسكرية سقط فيها المئات من القتلى، ومن بينها حرب إفني، التي انطلقت في أكتوبر 1957 ودامت 8 أشهر، وهي الحرب التي تصفها المصادر الإسبانية بـ"الحرب المنسية" وقد سقط فيها حوالي 300 قتيل من الجيش الإسباني والمئات من الجرحى والمفقودين.

واندلعت حرب إفني بعد حوالي عام فقط من حصول المغرب على الاستقلال عن فرنسا، حيث بدأ المغرب يفكر في تحرير باقي الأراضي التي تحتلها إسبانيا، وبالتالي أعلن رسميا في أكتوبر 1957 الحرب على القوات الإسبانية في إفني كأولى الخطوات نحو تحرير الأقاليم الصحراوية، وقد كان الراحل الحسن الثاني هو من يقود العمليات العسكرية في المنطقة وهو لازال واليا للعهد.

وقاد جيش التحرير المغربي، بتعاون ومشاركة من قبائل آيت باعمران أولى الهجومات على المراكز الإسبانية في سيدي إفني، وتمكن من إسقاطها جميعا، مكبدا الجيش الإسباني خسائر هامة في الأرواح والعتاد، وقد سقط خلال هذه الهجومات ملازم إسباني يُدعى أورتيز وقد لقبته إسبانيا وصحافتها بلقب "شهيد الوطن" بعد مقتله في محاولة لصد الهجوم المغربي.

واستمرت الحرب بين الجيش المغربي ونظيره الإسباني الذي كان مدعوما من فرنسا في شد وجذب، وبدأت إسبانيا في إرسال امدادات عسكرية من جزر الكناري وإرسال طائرات، ليأمر الأمير الحسن بقصف أي طائرة إسبانية تدخل الأجواء المغربية.

كما أرسلت إسبانيا بوارج حربية إلى ساحل أكادير لتهديد المغرب بقصف المدينة، إلا أن المغرب رفض التهديدات الإسبانية، وأمر الأمير الحسن بتوجيه فيالق من جيش التحرير إلى ساحل أكادير مدعوما بالمدفعية من أجل التصدي للهجوم الإسباني الذي لم يحدث حينها.

وتسببت الحرب في تكبيد إسبانيا خسائر هامة في صفوف الجيش، حيث بلغ عدد القتلى في 8 أشهر من الحرب إلى 300 قتيل، إضافة إلى أكثر من 500 جريح، والمئات من الجنود لم يظهر لهم آثر إلى اليوم، لتقرر الدخول في مفاوضات مع المغرب رغم أن حوالي ألف قتيل مغربي سقطوا دفاعا عن أرضهم، وقد أسفرت عن تسليم طرفاية وواد درعة إلى المغرب في أبريل 1958، ثم تنازلت عن سيدي إفني في 1969.

وكانت هذه الحرب بمثابة العزم الرسمي للمغرب لاسترجاع باقي الأقاليم التي كانت تحتلها إسبانيا في الصحراء، ليبدأ معركة أخرى تجلت في تنظيم المسيرة الخضراء سنة 1975 لإجبار مدريد على الرحيل من الصحراء.

هل الدولة الجزائرية عبارة عن "هجرة غير شرعية في التاريخ"؟

في حوار أجريناه في "الصحيفة" شهر غشت من سنة 2021 مع نور الدين بوكروح الذي يعتبر من السياسيين والمثقفين القلائل في الجزائر الذين ينتقدون "نظام الحكم" في البلاد المبني على ...