الحريري يَطرح خطته الاقتصادية.. والمحتجون يُطالبون بـ"إسقاط نظام الفساد"

 الحريري يَطرح خطته الاقتصادية.. والمحتجون يُطالبون بـ"إسقاط نظام الفساد"
الصحيفة - رويترز
الأثنين 21 أكتوبر 2019 - 9:00

اتفق رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري مع شركائه في الحكومة على حزمة من القرارات الإصلاحية بهدف تخفيف حدة الأزمة الاقتصادية التي أججت احتجاجات تدعو للإطاحة بالنخبة الحاكمة التي يرون أنها غارقة في الفساد والمحسوبية.

وقال مسؤولون لرويترز إن الحريري توصل لاتفاق بينما احتشد مئات الآلاف في الشوارع وأظهروا أكبر معارضة للحكومة منذ عقود. وتدثر بعض المتظاهرين بالأعلام اللبنانية أو لوحوا بها وتدفقوا على الطرق لليوم الرابع ودعوا إلى ثورة على غرار الثورات العربية التي أطاحت بأربعة رؤساء في 2011. 

وأمهل الحريري، الذي يقود ائتلافا حكوميا تشوبه الطائفية والمنافسات السياسية، شركاءه في الحكومة 72 ساعة يوم الجمعة للاتفاق على إصلاحات من شأنها تجنيب البلاد أزمة اقتصادية، ملمحا لاحتمال استقالته إن لم يحدث هذا. 

واتهم الحريري خصومه بعرقلة إجراءات خاصة بالميزانية يمكن أن تتيح للبنان الحصول على 11 مليار دولار تعهد بها مانحون غربيون وتساعده على تجنب الانهيار الاقتصادي. 

وتشمل القرارات الإصلاحية خفض رواتب الرؤساء والوزراء والنواب الحاليين والسابقين بنسبة خمسين في المئة ومساهمة المصرف المركزي والمصارف اللبنانية بنحو خمسة آلاف مليار ليرة لبنانية أي ما يعادل 3.3 مليار دولار لتحقيق "عجز يقارب الصفر" في ميزانية 2020.

كما تتضمن خطة لخصخصة قطاعة الاتصالات وإصلاح شامل لقطاع الكهرباء المهترئ الذي يمثل أحد أكبر الضغوط على الوضع المالي المتداعي في البلاد. وقالت مصادر حكومية إن حكومة الحريري ستجتمع ظهر اليوم الإثنين بالقصر الرئاسي للموافقة على حزمة الإصلاحات.

الظروف الاقتصادية

انتشرت الاحتجاجات المناهضة للحكومة، التي تغذيها الظروف الاقتصادية الصعبة والغضب من الفساد الحكومي المتصور، في جميع أنحاء البلاد منذ يوم الخميس. 

وردد المتظاهرون من جميع الأعمار والأديان وهم يشعرون بالبهجة والسعادة ويتطلعون إلى التغيير الأغاني الوطنية ورقصوا في الشوارع وشكل بعضهم سلاسل بشرية ورددوا هتافات تنادي بالإطاحة بقادة البلاد. 

وسيطرت مشاهد تشبه المهرجانات على البلاد من العاصمة بيروت إلى البلدات النائية حيث صدحت مكبرات الصوت بالموسيقى بينما تدفقت الجماهير على الشوارع.

وقالت شيرين شوا (32 عاما) وهي مهندسة معمارية في بيروت "أنا هنا لأني أشعر بالاشمئزاز من ساستنا. لا يفلح أي شيء. هذه ليست دولة. الرواتب منخفضة للغاية والأسعار مرتفعة جدا. لا نجد وظائف حتى في هذه الأيام". 

والقضاء على الفساد المستشري في البلاد مطلب رئيسي للمتظاهرين الذين يقولون إن زعماء البلاد استغلوا مواقعهم لجمع الثروات لأنفسهم على مدى عقود عن طريق الرشا وإرساء الصفقات على المقربين منهم. 

وقالت امرأة أربعينية وسط مجموعة من النساء في العاصمة "احنا هنا لنقول لقادتنا أرحلوا. لا أمل لنا فيهم لكننا نأمل في أن تحقق هذه الاحتجاجات التغيير". وأضافت "لقد جاؤوا لملء جيوبهم. كلهم محتالون ولصوص". 

وألقى كثيرون باللوم على النخبة الحاكمة في إخراج أطفالهم من لبنان لأنهم فشلوا في بناء دولة يمكنها توفير الوظائف. وانتشرت قوات الجيش وقوات الأمن في مختلف أنحاء البلاد وأغلقت الشوارع المؤدية إلى قصر الرئاسة. وقالت البنوك إنها ستبقى مغلقة اليوم الاثنين وأعلن اتحاد العمال الرئيسي إضرابا عاما مما يهدد بمزيد من الشلل.

هل الدولة الجزائرية عبارة عن "هجرة غير شرعية في التاريخ"؟

في حوار أجريناه في "الصحيفة" شهر غشت من سنة 2021 مع نور الدين بوكروح الذي يعتبر من السياسيين والمثقفين القلائل في الجزائر الذين ينتقدون "نظام الحكم" في البلاد المبني على ...