الحزب السوري القومي الاجتماعي.. يسعى لإقامة دولة "سورية" موحدة من سيناء إلى الكويت لكنه يدعم تقسيم المغرب!
دفع اللقاء الذي احتضنته لبنان نهاية الأسبوع الماضي، لدعم جبهة "البوليساريو" الانفصالية وربط ملف بالقضية الانفصالية، وزارة الخارجية اللبنانية إلى التبرؤ مما جرى، على اعتبار أن الجهة المنظمة للقاء هي "الحزب السوري القومي الاجتماعي"، والذي يدعو، للمفارقة، إلى تأسيس "وطن مُوحد للأمة السورية" وفق ما اطلعت عليه "الصحيفة".
والخطاب السياسي للحزب السوري القومي الاجتماعي، المعبر عن رسميا من لدن قياداته ووثائقه المذهبية، يرتكز على ما يُعرف بـ"القومية السورية"، التي تعتبر أن مجموعة كبيرة من سكان منطقة الهلال الخصيب، بما يشمل بلاد الشام ومنطقة دجلة والفرات وسيناء وأجزاء من منطقة الخليج، تنتمي إلى أمة واحدة"، وبالتالي علها أن "تتوحد" داخل دولة واحدة.
المثير للانتباه أكثر، أن هذا الحزب يعمل على إقامة الدولة السورية الكبرى الموحدة على أراضي دول ذات سيادة، هو نفسه الذي يدعم المطالب الانفصالية لجبهة "البوليساريو" على الأراضي المغربية، كما أن هذا الإطار السياسي الذي أسسه الراحل أنطوان سعادة، لا يدعم القضية الفلسطينية إلا داخل نطاق انتمائها إلى "الأمة السورية".
وهكذا فإن الحزب السوري القومي الاجتماعي لا يُخفي مساعيه في قامة "الدولة السورية" على أراضي سوريا ولبنان وفلسطين والأردن، بالإضافة إلى شبه جزيرةسيناء المصرية، وكذا العراق والكويت، بل وحتى قبرص، وهي مفاهيم أدت إلى إعدام مؤسسه سنة 1949 بعد اعتقاله في سوريا وتسليمه إلى بيروت التي صدر فيها الحُكم ونُفذ.
وكان وزير الخارجية والمغتربين اللبناني عبد الله بوحبيب، قد أكد، يوم أمس الأحد، حرص بلاده على "أواصر الأخوة التاريخية والمتجذرة التي تربطها بالمملكة المغربية وشعبها، وعلى موقفها الدائم الداعم لسيادة المملكة ووحدة ترابها"، وذلك في أول موقف رسمي لبيروت بعد تنظيم اللقاء المذكور الذي حضرته شخصيات جزائرية وسورية.
وقال المسؤول الحكومي اللبناني في بيان إن لبنان "يؤكد على أواصر الأخوة التاريخية والمتجذرة التي تربطه بالمملكة المغربية الشقيقة وشعبها الكريم، وإذ يشدد على موقفه الدائم الداعم لسيادة المملكة ووحدة ترابها، يعبر عن حرصه على أمن المغرب ورفضه أي مساس به".
وجاء هذا البيان، حسب الوزير، بعد أن تلقى اتصالا من سفير المغرب في لبنان تناولا فيه ندوة عُقدت في بيروت صدرت خلالها مواقف أساءت للمملكة"، معبرا عن "إدانة لبنان لكافة المواقف والتصريحات التي تسيء للمملكة المغربية وتهدد استقرارها ووحدة أراضيها".
ووفق ما أوردته وكالة المغرب العربي للأنباء الرسمية، فإن وزير خارجية بيروت شدد على أن لبنان "يثمن العلاقات الأخوية مع المغرب ويتطلع على الدوام إلى تعزيز التعاون بين البلدين الشقيقين في كافة المجالات".





تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :