الحزب الشعبي الإسباني: ضغط الهجرة على جزر البليار يرجع إلى رفض الجزائر التعاون بسبب موقف مدريد من قضية الصحراء

 الحزب الشعبي الإسباني: ضغط الهجرة على جزر البليار يرجع إلى رفض الجزائر التعاون بسبب موقف مدريد من قضية الصحراء
الصحيفة – بديع الحمداني
السبت 16 غشت 2025 - 17:45

حمّل الحزب الشعبي الإسباني حكومة بيدرو سانشيز مسؤولية تفاقم أزمة الهجرة في جزر البليار، معتبرا أن الجزائر هي المصدر الرئيسي للموجات الأخيرة من المهاجرين، بسبب ما وصفه بـ"غياب التعاون" نتيجة موقف مدريد تجاه قضية الصحراء.

وحسب وكالة الأنباء الإسبانية غير الرسمية، "أوروبا بريس"، فإن خوسي فيسنتي ماري بوسو، النائب عن جزر البليار والناطق باسم الكتلة البرلمانية للحزب الشعبي، قال الخميس إن تدفق المهاجرين على الأرخبيل ارتفع بشكل غير مسبوق خلال الأسابيع الأخيرة، وهو ما يعكس فشل الحكومة الإسبانية في حماية الحدود البحرية.

وأضاف المسؤولي السياسي للحزب الشعبي أن تصريحات مندوب حكومة سانشيز في جزر البليار، ألفونسو رودريغيز، حول ملف الهجرة، ساهمت في "تشجيع وصول القوارب" من السواحل الجزائرية، وهو ما اعتبره تأثيرا سلبيا على جهود الحد من التهريب.

وأضاف أن الأزمة الحالية ليست نتيجة عامل واحد، بل هي نتيجة تراكم سياسات الحكومة الإسبانية التي فضّلت، حسب تعبيره، دعم المغرب في ملف الصحراء على الحفاظ على التعاون مع الجزائر، ما أدى إلى "تفاقم تدفق المهاجرين" من السواحل الجزائرية.

وأشار الحزب الشعبي إلى أن هذا الوضع خلق ضغطا غير مسبوق على البنية التحتية في جزر البليار، بما في ذلك مراكز استقبال المهاجرين، واعتبر أن الحل يبدأ بالاعتراف بدور الجزائر كشريك أساسي في الحد من الهجرة غير النظامية.

ودعا ماري بوسو الحكومة الإسبانية إلى التحرك على المستوى الأوروبي، من خلال إشراك الاتحاد الأوروبي ووكالة فرونتكس لتنسيق مراقبة الحدود ومكافحة شبكات التهريب قبل مغادرة القوارب، مشيرا إلى أن الحلول المؤقتة والترقيعية، مثل المراكز الميدانية المؤقتة أو توزيع القاصرين على مختلف الأقاليم، لا تكفي، ويجب أن تكون هناك اتفاقيات أمنية ثنائية مع الجزائر لمعالجة المشكلة عند المصدر.

وتعيش جزر البليار في الأسابيع الأخيرة على وقع ضغط كبير للهجرة، جراء وصول العديد من قوارب المهاجرين غير النظاميين الذين ينطلقون من السواحل الجزائرية، خاصة في ظل تسجيل عدم تدخل الجزائر للحد من هذه الظاهرة على سواحلها.

واستغل الحزب الشعبي، الذي يُعد أكبر حزب معارض في إسبانيا، هذه القضية، لتوجيه الانتقاد إلى حكومة بيدرو سانشيز، حيث حمّلها مسؤولية ما وصفه بـ"التقاعس" في مواجهة تدفق المهاجرين إلى جزر البليار، معتبرا أن الجزائر هي المصدر الرئيسي لهذه الموجات، داعيا إلى تحرك عاجل على المستوى الأوروبي.

وكان المتحدث باسم الحزب في برلمان جزر البليار، سيباستيا ساغريراس، قد طالب في الأيام الماضية المندوب الحكومي في الأرخبيل، ألفونسو رودريغيز، بالتوقف عن تبرير ما أسماه "إخفاقات مدريد" في الملف، وبدلا من ذلك، اتخاذ خطوات ملموسة لوقف ما وصفه بالانفلات في حركة القوارب القادمة من السواحل الجزائرية.

وجاء تصريحات ساغريراس، وفق "أوروبا بريس" ردا على مقابلة صحفية أقر فيها المندوب الحكومي بأن الطاقة الاستيعابية لمراكز استقبال القاصرين المهاجرين في الأرخبيل تجاوزت الضعف، وأن أعداد المهاجرين غير النظاميين ارتفعت بنسبة 170% مقارنة بالعام الماضي، في زيادة غير مسبوقة تضغط بشدة على البنية التحتية المحلية.

وقال ساغريراس في هذا السياق، إن "الاكتفاء بالتحرك بعد وقوع المشكلة أمر غير مقبول"، مشيرا إلى ضرورة وضع سياسات وقائية، تبدأ من إلزام الحكومة المركزية بتحمّل مسؤولياتها في حماية الحدود البحرية ومنع وصول المهاجرين قبل أن يصلوا إلى شواطئ جزر البليار.

وأضاف أن عجز المندوب الحكومي عن تقديم خطة واضحة لـ"تأمين السواحل" يمثل، بحسب تعبيره، "دليلا صارخا على الإهمال"، مشيرا إلى أن الحزب الشعبي طالب منذ أشهر بطرح القضية على طاولة الاتحاد الأوروبي، وفتح مفاوضات مباشرة مع الجزائر باعتبارها "المصدر الرئيسي للهجرة غير النظامية نحو الأرخبيل".

القفطان.. وأزمة الهوية عند الجزائريين

طُويت معركة أخرى أرادت الجزائر أن تخوضها ضد المغرب، وهذه المرة ليس في مجلس الأمن بخصوص قضية الصحراء، بل داخل أروقة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو"، التي تعقد ...

استطلاع رأي

مع قُرب انطلاق نهائيات كأس إفريقيا للأمم "المغرب2025".. من تتوقع أن يفوز باللقب من منتخبات شمال إفريقيا؟

Loading...