السفير السعودي يَلتقي الحموشي لمناقشة "العلاقة الوطيدة بين البلدين"

يبدو أن السفير السعودي في المغرب، سعد الغرير، يُحاول جاهدا مسح "سوء الفهم الكبير" بين بلاده السعودية، وبين المملكة المغربية، بعد دخول العلاقة بين المَملكتين خلال الشهور الماضية لمرحلة "اللا تطبيع"، بسبب  العديد من الملفات العالقة.

ولمحاولة إعادة العلاقات إلى سابق عهدها، قام السفير السعودي خلال الأسبوع الماضي، بالعديد من اللقاءات مع المسؤولين المغاربة، مثل اللقاء الذي جمعه مع رئيس مجلس النواب، الحبيب المالكي، ثم رئيس مجلس المستشارين، حكيم بنشماس، قبل أن يلتقي، عبد اللطيف الحموشي المدير العام للأمن الوطني وللمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، في مكتبه، حيث تناول الجانبين العلاقات التي وُصِفت أثناء هذا اللقاء بـ"الوطيدة بين البلدين الشقيقين" وسبل تطويرها في مختلف مجالات التعاون والتنسيق الثنائي لما فيه المصلحة المشتركة.

يأتي ذلك في ظل خروج السفير السعودي قبل أيام بتصريح أعاد فيه تأكيد بلاده السعودية على موقفها "الثابت" اتجاه قضية الصحراء، مشيرا في تصريح له أن الوحدة الترابية للمغرب "خط أحمر"، لا يمكن المساس به.

في السياق ذاته، بعث  الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع للمملكة العربية السعودية، برقية تهنئة للملك محمد السادس، بمناسبة حلول شهر رمضان، وهي الرسالة التي تلثها أخرى من الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية، تمنى فيها للشعب المغربي "الرخاء والتقدم".
الرسالتنا، ولقاءات السفير مع المسؤولين المغربية جاءت في سياق مرحلة ضبابية عرفتها العلاقة بين الرياض، والرباط، بدأت بموقف المغرب من الأزمة الخليجية مع قطر ومرّت بموقف السعودية التصويت لصالح الملف الثلاثي الأمريكي لتنظيم كأس العالم 2026 على حساب المغرب، ثم انسحاب المملكة من "عاصفة الحزم" في اليَمن، وما تلى ذلك من رفض الرباط استقبال ولي العهد السعودي، بعد قتل الصحافي، جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول بتركيا، مما جعل العلاقة تدخل مرحلة "التعقيد" الذي جعل الرياض تحرك إعلامها، أفرز بث قناة العربية السعودية برنامجا يعاكس الوحدة الترابية للمغرب.
كل هذه الأحداث المتوالية، أعاد ترتيبها، اتصال هاتفي أجراه الملك السعودي، سلمان ابن عبد العزيز مع الملك محمد السادس، مارس الماضي، تلاه خطوات سعودية لإعادة ترتيب أوراق العلاقة بين المملكتين خلال الأسابيع الماضية، مع توضيح موقف الرياض من قضية الصحراء التي لطالما عكرت صفو العلاقات المغربية الخليجية.